قد تكون الانظار موجهة السبت الى ملعب quot;سان سيروquot; الذي يحتضن موقعة الجارين ميلان وانتر ميلان في المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الايطالي لمرة القدم، لكن على العملاقين اللذين يتصارعان على زعامة quot;سيري آquot; الحذر من التهديد القادم من الظل والمتمثل بمفاجأة الموسم اودينيزي الساعي الى قلب الطاولة والظفر باللقب للمرة الاولى في تاريخه.
من المؤكد ان اودينيزي ليس من الفرق التي تدخل في الحسابات عند انطلاق اي موسم نظرا الى سجله الخالي من الالقاب تماما ان كان على صعيد الدوري او الكأس او اوروبا، كما انه ليس بالفريق الذي يضم في صفوفه نجوم العيار الثقيل، لكن كتيبة المدرب فرانشيسكو غويدولين شقت طريقها وبعيدا عن الرادار حتى دخولها في قلب الصراع على الزعامة لانها لا تتخلف عن ميلان المتصدر سوى بفارق 6 نقاط.
ويبدو ان 2010-2011 هو موسم الحلم بالمجد بالنسبة لفريق المدينة القريبة من الحدود السلوفينية، ولفريق غويدولين الحق في ان يحلم نظرا الى احصائياته المميزة هذا الموسم لانه صاحب افضل هجوم في الدوري مشاركة مع انتر ميلان حامل اللقب (56 لكل منهما)، ولا يتفوق عليه اي فريق من ناحية فارق الاهداف (+26) سوى ميلان (+29).
كما ان اودينيزي هو الفريق الوحيد الذي لم يذق طعم الهزيمة في 2011 اذ فاز في 10 مباريات وتعادل في ثلاث من اصل 13 حتى الان، والفريق الوحيد الذي حصد نقاطا اكثر منه في العام الجديد هو انتر ميلان لكن الاخير خاض 15 مباراة (مباراتان مؤجلتان بسبب مشاركته في كأس العالم للاندية نهاية 2010) وخسر في اثنتين منها، احداهما امام اودينيزي بالذات (1-3).
كما لم تتلق شباك فريق غويدولين اي هدف في المباريات السبع الاخيرة، وقد سجل 14 هدفا في مبارياته الثلاث الاخيرة خارج قواعده بعد فوزه على باليرمو 7-صفر وكالياري 4-صفر وتشيزينا 3-صفر، بعد ان كان خرج فائزا من ملعبي يوفنتوس (2-1) وجنوى (4-2) وتعادله مع ميلان في quot;سان سيروquot; (4-4) قبل مسلسل انتصاراته الكاسحة بعيدا عن جماهيره.
في الواقع، كان بامكان اودينيزي ان يدخل صراع القمة بشكل اقوى لولا تعثره على ارضه وليس خارجها كما حصل امام بولونيا (1-1) وبولونيا (صفر-صفر)، والمفارقة ان هذا الفريق بدأ الموسم باربع هزائم متتالية ثم تعادل في مباراته الخامسة، لكنه نجح بعدها في ان يكون اكثر فريق حصدا للنقاط في الدوري منذ تلك الفترة.
هذه هي الاحصائيات المميزة لهذا الفريق لكن الامر الاهم هو كيف نجح في تحقيقها وباي طريقة؟، فانتر فريق مبني على خبرة بعض اللاعبين مثل قائده الارجنتيني خافيير زانيتي وظهيره البرازيلي دوغلاس مايكون ولاعب وسطه الارجنتيني استيبان كامبياسو وموهبة ثنائي الهجوم الكاميروني صامويل ايتو والهولندي ويسلي سنايرد، وميلان حول هجومه المذهل المكون من السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيليين الكسندر باتو وروبينيو وحول حنكة وخبرة لاعبين كثر مثل الهولندي كلارينس سيدورف واليساندرو نستا.
وبالنسبة للمنافس الاخر نابولي الذي يحتل المركز الثالث، فهو يعتمد على اسلوبه في تضييق المساحات على لاعبي الخصم وعلى ثلاثي هجومه المكون من الاوروغوياني ايدينسون كافاني والارجنتيني ايزيكييل لافيتزي والسلوفاكي ماريك هامسيك.
اما في اودينيزي، فالامور اكثر بساطة لان الفريق مبني باكمله حول ثنائي هجومه انتوني دي ناتالي وجناحه التشيلي اليكسيس سانشيز الذي تسعى العديد من الاندية الاوروبية الكبرى للتعاقد معه.
فناتالي يتصدر ترتيب هدافي الدوري ب25 هدفا حتى الان، فيما ساهم سانشيز ب12 هدفا، اما ثالث افضل مسجل بعدهما فلم يتجاوز حاجز الثلاثة اهداف.
هذا النجمان يتولان مهمة دك شباك الخصوم، فيما يعمل الغاني كوادوو اسامواه على سد المنافذ في خط الوسط وافتكاك الكرة وتمريرها الى زميليه المهاجمين اللذين يحظيان بمؤازرة هجومية ملفتة من الظهير الايسر الكولومبي بابلو ارميرو المشابه في اسلوبه الى الدولي البرازيلي السابق روبرتو كارلوس.
لكن اللاعب الذي يعتبر اكتشاف الموسم في ايطاليا هو قلب الدفاع الدولي المغربي مهدي بن عطية الذي تأسس في مرسيليا الى جانب نجم ارسنال الانكليزي سمير نصري لكنه لم يلعب مع الفريق المتوسطي.
انضم بن عطية الى اودينيزي بعد موسمين في الدرجة الثانية الفرنسية مع فريق كليرمون ونجح مع انتصاف الموسم في ايطاليا بخطف الاضواء، فارضا نفسه كاحد افضل مدافعي البلد الذي اشتهر بمدافعيه الاسطوريين.
ويتجنب بن عطية، كمعظم زملائه، المبالغة في تفاؤله حيال حظوظ فريقه هذا الموسم وهو يقول بهذا الصدد: quot;المشاركة الاوروبية وحسب ستكون رائعة. سيكون من الصعب حجز مقعدنا في دوري ابطال اوروبا حتى وان كنا نملك النوعية المطلوبةquot;.
وليس من المفاجىء ان يظهر بن عطية هذا التواضع في حديثه عن حظوظ اودينيزي، خصوصا انه يلعب في فريق لم ينعم بالمجد طيلة مشواره ويبقى عام 1998 الافضل في تاريخه عندما انهى الدوري المحلي في المركز الثالث.
اما على صعيد التتويج، فالالقاب التي حصل عليها فلا تتخطى طابع الرمزية اذ حصل على كأس انترتوتو عام 2000 والكأس الانكليزية-الايطالية عام 1978، اضافة الى كأس ميتروبا عام 1980 والتي كانت تجمع بين ابطال الدرجة الثانية في اوروبا.
قد لا يتمكن اودينيزي هذا الموسم من الظفر بلقب الدوري الايطالي للمرة الاولى في تاريخه، لكن باستطاعته على اقل تقدير ان يكرر سيناريو عام 2005 عندما حل رابعا ما سمح له بالمشاركة في دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى والوحيدة في تاريخه.
التعليقات