بعد أخذ ورد نجح الاتحاد التونسي لكرة القدم في انهاء تعليق الحكام التونسيون لنشاطهم بعد قرارهم المفاجئ وامتناعهم مؤقتا عن إدارة مبارايات الدوري التونسي بسبب الأذى الشديد الذي تعرضوا لهوا خلال بعض المباريات وخاصة في مباراة الجولة الفارطة والتي جمعت بين النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي والتي توقفت بعد 20 دقيقة فقط على انطلاقها اثر اجتياح الجماهير الحاضرة لأرضية الميدان والاعتداء على كل الموجودين.

وقد أجبر قرار الحكام في وقت سابق الاتحاد التونسي لكرة القدم على تعليق نشاط الدوري التونسي إلى حين يتم تسوية الخلاف وبعد الاجتماعات والمفاوضات المارطونية بين ممثلي الحكام وأعضاء الاتحاد تقرر فك الاعتصام بعد التطمينات الكبيرة إلي وجدها أصحاب الزي الأسود من أعضاء الاتحاد والسلط الامنية ليوضع بذلك حدا لهذا المسلسل الذي أثار كثير من الجدل في تونس خاصة وأنها المرة الأولى من نوعها التي يقدم فيها الحكام على الاحتجاج.

الحكم مالك بدري الحكم مالك بدري المتحدث باسم الحكام أكد في تصرح خص به إيلاف أن الحكام التونسيين لم يبحثوا عن إحراج أعضاء الاتحاد أو التسبب في تعليق نشاط الدوري التونسي لكن حالة quot;فلتانquot; الأمني وعدم توفر الحد الأدنى لسلامة الحكام دفعهم الى اتخاذ مثل هذا القرار معتبرا انه لولا القرار الجريء الذي اتخذه الحكام في تونس لما كانوا ليحصلوا على هذه الضمانات التاريخية وما كان لاح دان يلتفت الى حالهم خاصة وانه لم يكن يمكن الحديث عن كرة القدم في غياب السلامة الأمنية فأعوان الأمن المتوفرون حاليا غير قادرين حتى على حماية أنفسهم وهو ما لاح جليا في مباراة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي والحكام تعرضوا ويتعرضون للاعتداءات.

يقول مالك بدري أنهم كحكام وبعد الوعود التي تلقوها قبلوا بعودة النشاط واستئناف الدوري لأنهم في الأخير لا يبحثون عن الدخول في صدام مع الاتحاد التونسي لكرة القدم,مضيفا أن تعليق النشاط كان وقتي في انتظار الاستجابة إلى مطالبهم وهو ما تم فعلا .

للإشارة وتوازيا مع إعلان الحكام التونسيين عن تعليق اعتصامهم والعودة لممارسة مهامهم راجت بعض الأخبار التي تؤكد عودة رئيس اللجنة التونسية للتحكيم يونس السلمي الذي كان قد تقدم سابقا باستقالته من منصبه على خلفية المضايقات الكبيرة التي لقيها الحكام في الجولات الأخيرة ورفضه بالتالي المشاركة في quot;تعذيبquot; هؤلاء الحكام على حد تعبيره ويرى بعض المراقبين أن الاعتصام نجح في الضغط على أعضاء الاتحاد التونسي لكرة القدم لرفض استقالة السلمي وإثنائه عن قراره خاصة وان هذا الأخير كان على خلاف مع رئيس الاتحاد أنور الحداد.

الناطق الرسمي للاتحاد التونسي لكرة القدم محمد الهادي الفوشالي أكد عقب اجتماع المكتب الجامعي أمس بممثلين عن الحكام أن المشاورات والمحادثات نجحت في إيجاد أرضية تفاهم بين الطرفين تقرر بمقتضاها تعليق اعتصام الحكام والعودة بصفة طبيعية إلى النشاط مضيفا ان الاتحاد لمس تفهما كبيرا من الحكام خاصة وان مطالبهم كانت شرعية ومنطقية فهم لا يودون شل الدوري بقدر ما يبحثون عن ضمان سلامتهم وهذا حق مشروع لهم مؤكدا في الآن ذاته ان هناك هذا الاتفاق بين الطرفين مشروط مؤكدا في الآن ذاته إلى ان الاتحاد وفر كل الدعائم الأمنية والضمانات لاستئناف مسيرة الدوري من جديد والقطع مع كل الممارسات التي ظهرت في الجولات الفارطة.

يذكر أن الاتحاد التونسي لكرة القدم قرر في خطوة ثانية مواصلة بطولة الدوري لهذا الموسم دون حضور الجمهور تفاديا لتكرار الأحداث التي حصلت في الجولة الفارطة الأمر الذي اغضب بعض النوادي على غرار النادي الإفريقي في شخص رئيسه جمال العتروس الذي رفض المقترح على اعتبار حاجة النوادي إلى عائدات مالية لضمان ديمومتها وعدم شل حركتها الاقتصادية.

الخلاف بين الحكام والاتحاد بلغ أقصاه قبل أن يتدخل أصحاب النوايا الحسنة لتهدئة الخواطر ولملمة الموضوع بعد أن هدد الحكام بالتصعيد من خلال مقاطعتهم لوسائل الإعلام التونسية وقد عبر كل حكم بطريقته عن رفضه للممارسات التي يتلقاها داخل أرضية الميدان وخارجها والأكيد ان الجولات القادمة ستؤكد مدى جدية الطرفين في الإيفاء بتعهداتهما.