أكدت الدكتورة سهام حسن فيوري،عضو هيئة المستشارين ومديرة مكتب الشباب والرياضة في رئاسة الوزراء العراقية أنها تسعى إلى تشريع قانون يحمي حقوق الرياضيين العراقيين بعدما لمست المعاناة الكبيرة التي يعانيها الرياضيون، بعد اعتزالهم اللعب، والتي تصل الى حد الذل في المطالبة بأبسط احتياجاتهم الانسانية، على الرغم من انهم خدموا البل،د ورفعوا رايته خفاقة في المحافل الدولية.
د.سهام فيوري مديرة مكتب الشباب والرياضة في الحكومة العراقيّة |
أشارت فيوري، وهي ابنة لاعب كرة القدم الدولي حسن فيوري، إلىانها من خلال عملها في الرياضة لسنوات طويلة ومعايشتها ظروف اللاعبين الذين زاملوا والدها ان العديد منهم يعيشون في حالة يرثى لها، ويمدون ايديهم للاخرين ومؤسسات الدولة بحثًا عن تكريم او منحة او صدقة، حتى هذا ما لا يليق بهم، موضحة ان القانون الذي تسعى اليه سيجعل الرياضي العراقي محترمًا ومكرمًا، ولا يحتاج ان يمد يده إلى أي كان.
* كيف أتتك فكرة البحث عن تشريع لحقوق الرياضيين؟
- انا بنت الوسط الرياضي وانا منذ ثمان سنوات اكتب مقالات عن الرياضيين وعن معاناتهم وحتى انني كسبت عداوات من البعض لانني احس بالرياضي، لانني من هذا الوسط، اشعر ان الرياضي طالما هو في مرحلة الرياضة ومجده الخاصة هناك الكثيرون يستفيدون منه مع فائدة بسيطة له طبعًا، انا افكر في ما بعد الاعتزال، حيث لا يوجد ضمان صحي ولا تقاعد ولا حقوق، يخرج من الرياضة معتزلاً بلا اي شيء، لاسيما انمعظم رياضيينا بلا شهادات دراسية، وبالتأكيد وهو في فترة الرياضة تشغله الرياضة ونشاطه والشهرة والاضواء والوجاهة وحب الرياضة والملاعب والجمهور، ويعطي كل وقته وجهده وعرقه وشبابه للرياضة.
لكن عندما يعتزل يجد نفسه صفر اليدين، يجد نفسه بلا وظيفة ولا تقاعد ولا شهادة ولا بيت ولا ضمان صحي، وهذا لا ينطبق على شخص واحد، بل على الاف الرياضيين الذين وصلوا الى مرحلة الذل والحاجة ومد اليد الى الاخرين، وهذا لانريده للرياضي العراقي، نريد ومعي كثير من الرياضيين ان يعيش الرياضي بكرامة، وان لايبقى في وضع سيء، الرياضي يستفيد البلد منه عندما يرفع العلم العراقي في المحافل الرياضية، إذًا نريد للرياضيان يعيش بعز في بلده، ولا نريده أنيشعر بالحاجة الى احد.
* كيف ستعملين على انضاج الفكرة هذه؟
- من اجل انضاجها فعلاً والاسراع، بدأت الفكرة بتوجيه كلامي اولاً الى الرياضيين كافة، الى الرياضي الشاب الذي ينتظره مستقبل مجهول، والى النساء الرياضيات المهمشات المهملات، الى الرياضي، الذي لايزال موجودًا في الساحة ومنشغلاً في خدمة البلد، ولا ينظر ابعد من ذلك، للشيخ الرياضي المعتزل الذي وجد نفسه وحيدا، اريدهم جميعًا ان يفكروا بفكرة معينة من اجلهم ومن اجل الذين من بعدهم، ان يفكروا بصوت عال: ما الذي يريدونه من الرياضة، ما الذي يخيفهم، هل المستقبل المجهول؟، هل يخيفهم ان يظلوا بلا رواتب او وظائف او تقاعد او ضمان لعوائلهم، ام انهم يشعرون انهم بعد حين سيشعرون انه ليس لديهم فلوس علاج ان مرضوا.
* هل يمكن اعتبار هذه خطوة اولى، ما الذي يترتب عليها؟
-الاجوبة عن استفساراتنا واسئلتنا ستكون هي السطور الاولى لإنضاج الفكرة الى ان نصل الى مرحلة ندعو فيها إلى إقامة اكثر من مؤتمر، وندعو الروابط الرياضية برؤسائها للتعرف إلى احوال الرياضيين ومقترحاتهم من خلال اقامة ورشة عمل، ان نسمع ما الذي يخطر على بال كل رياضي وما يضمن حقوقه، ثم ندعو الى مؤتمر موسع نخرج منه بنتائج نأخذها، ونضعها امام المستشار القانوني لرئاسة الوزراء، ثم نجتمع مع خبراء من الرياضيين، ومن ثم خبراء من القانونيين في رئاسة الوزراء لكتابة قانون حماية الرياضيين، هذا الموضوع هو شغلي الشاغل حاليًا.
* من يساندك في عملك هذا؟
- حاليا اعمل وحدي، اعمل لكن بمساندة المستشار القانوني وبمساندة الاستاذ ثامر الغضبان رئيس هيئة المستشارين، الذي ليس لديه اي مانع لخدمة الرياضيين وحسب القانون، ويهمهم التشريع القانوني، ولكنني سأعتمد على الصحافة والاعلام بشكل عام، وعلى المؤسسات الرياضية ليكونوا خير عون لي في تذليل الصعوبات وفي ايصال الافكار الينا.
* كيف سيتم هذا؟
- على كل رياضي يشعر انه يريد ان يقول كلمة، عليه ان يقلها بأية طريقة وسنعمل على جمع كل ما يقال وكل الاراء وسنعمل مع اللجنة الاولمبية العراقية في وضع صندوق صغير لجمع الاراء والافكار، مثلما نريد من الصحف ان تنشر ما يردها من الرياضيين اينما كانوا.
* هل حددتم مدة زمنية لعملكم الابتدائي؟
- نعم .. لدينا سقف زمني، وهو اننا خلال شهرين سنجمع ونعمل على جمع المقترحات والاراء والافكار والمعلومات، وسنبدأ من الان مع الخبراء الرياضيين، ثم الخطوة الاخرى مع الخبراء القانونيين كي نضع القانون بالشكل الصحيح ونعرضه على الهيئة العامة التي هي صاحبة الشأن ونقرأ لهم القانون مرات ومرات، ونعطي نسخًا منه للجميع لاحتمال اننا اغفلنا نقطة معينة وبعدها نجمع التواقيع، ومن ثم نحمله الى مجلس النواب ليشرع القانون.
* ألا تعتقدين ان القانون قد يصطدم بقوانين اخرى او اشكاليات معينة؟
- قانون حقوق الرياضيين لن يصطدم بأي قانون اخر، فهناك قانون وزارة الشباب والرياضة وهو يخص الوزارة، وهناك قانون اللجنة الاولمبية الذي يخص اللجنة الاولمبية، وهناك قانون اللجنة البارالمبية الذي يخص رياضة المعوقين، وكل هؤلاء ليست لهم علاقة بالرياضي ولا حقوقه، اعطني احدا كتب قانون لحماية حقوق الرياضيين، الجواب: ليس هنالك من احد، الى حد الان، لا يوجد من دافع عن حقوق الرياضيين، وان كان هنالك احد قد كتب فليأتنا به مشكورًا، نحن الان في موقع يسمح لنا ان نشرع قانونًا ينظم الحياة الرياضية في العراق، هناك الكثير من الامور بدون قانون، وتعمل بتخبط، لذلك نحن نريد من اي جامعة، اي كلية تربية رياضية، اي مؤسسة رياضية، اي تجمع رياضي، اي رابطة رياضية، اذا ما شعروا ان القانون سيخدمهم عليهم ان يقترحوا لنا.
* هناك الملايين من الرياضيين في العراق هل القانون يشملهم جميعاً؟
- وما الضرر؟ وليكن العدد بالملايين، فهذا حقهم على البلد لانهم ظلموا، الرياضي اكثر فئات المجتمع تضررًا، ولكن بالتأكيد ستكون هنالك ضوابط وتعليمات وشروط والكثير من الامور، ولكن ان شاء الله لن ننسى احدا، للاسف لايوجد من نظر الى وجوه الرياضيين الشيوخ الذين يعانون الامرين ويبحثون عن علاجات لأمراضهم ومعونات لعوائلهم وترى اجسادهم المتهالكة تقطع المسافات مشيا على الاقدام، وكثير من الرياضيين ماتوا، وليس لديهم ثمن الدفن، والكثيرون منهم ماتوا بسبب العوز، لماذا ننسى ان هؤلاء قدموا للبلد الكثير ويستحقون الثناء والاحترام والعيش الكريم عندما يكبرون.
* هل متفائلة فعلاً ؟
- نعم .. لانني صادقة في هذا الموضوع، واريد ان اخدم الرياضيين، فبالتأكيد أن الجميع سوف يساعدني، من الرياضيين والاعلاميين، لان الموضوع ليس شخصيًا للدكتورة سهام، بل انه موضوع عام يخص الرياضيين، واتصور انه للمرة الأولى في العراق يتم التطرق إلى موضوع كهذا، انا اريد ان احمي حقوق الرياضيين، لان والدي هو احد الرياضيين الذي هو حتى الان ليس لديه راتب سوى مكافآت، ولكن نحن نريد الرياضي يحفظ كرامته ونريده دائما يشعربقيمته، وانه مثلما قدم لبلده المفروض بلده ان يحترمه بعد اعتزاله اللعب، وانا متفائلة بنجاح الموضوع وأن يأخذ مداه وصداه.
* اي نداء يمكن توجهينه وانت في بداية الطريق للالتفاف حولك؟
النداء أوجهه اليك ايها الرياضي ...هل تعرف ماهي حقوقك؟هل دعاك احد يوما كي يسألك ماذا تريد؟ مما تشكو؟ هل تعيش عيشة هانئة ؟هل تحتاج شيئًا؟ هل تخاف الشيخوخة؟، بالتأكيد لا.. ، اذن دعني اسألك وانتظر منك الرد؟، ماالذي يقلقك؟، هل المستقبل مجهول لديك؟هل تخاف على عائلتك من بعد مماتك بعد عمر طويل ان شاء الله؟.
هل تخاف المرض؟ لماذا تقلقك هذه الامور؟ اجيبك..لانك بلا مستقبل؟ بلا هدف؟ انت حاليا في الملعب تصول وتجول وتسافر وووو؟، ولكنك قلق لانك تفكر فيمن قبلك من الرياضيين لانك تخاف ان يحدث لك ماحدث لهم، وتتخيل كيف كانوا في مجدهم محترمين ومعززين طالما هم في الملاعب، ولكن بعد ان استهلكت صحتهم وخط الشيب شعر رأسهم ذاقوا الذل والمرار لانه ليس لهم حقوق، هم مجرد جسور يعبر الاخرون على ظهورهم طالما هم في الملاعب.
ولكن بمجرد ان يعتزلوا ينتهي دورهم وتبدأ معاناتهم، اتصورك ايها الرياضي وانت تقرأ كلامي هذا اتصورك وانت تفكر في الف مسألة تشغل بالك ...لديك حق وهذا ماريده منك؟ وهو ان تكتب ماتحتاجه..، اكتب كل ماتفكر فيه، اكتب الذي يقلقك..، بماذا تشعر..ممن تخاف..، هل تخاف الشيخوخة ؟ ام تخاذ المرض؟ ام تراك تخاف الحاجة بعد الاعتزال ..لانك..بدون حقوق وبدون تقاعد وبدون ضمان صحي ..، اليك ايها الشيخ الرياضي اوجه كلامي؟ اليك ايها الرياضي المعتزل اوجه كلامي؟ اليك ايتها الرياضية المنسية اوجه كلامي؟ ايك ايهاالرياضي الشاب اوجه كلامي؟ سيكون لنا موعد نجلس فيه لنتحاور في كل الامور التي تخص حقوقك، والى ذلك الحين اود منك شاكرة ان تفكر في كل امر يخص حقوقك؟.
المادية ..المعنوية ..وكل شيء تشعر انه من حقك..عندها سيكون لدينا كم هائل من الحقوق التي هي لك على هذا البلد الذي قدمت له الكثير من جهدك وعرقك شبابك وحان الوقت كي يردها لك.
التعليقات