وصلت العلاقة بين الكرة العراقية والمدرب الألماني سيدكا الى طريق مسدود اقتضى الواجب بموجبه أن يعبره سيدكا ذاهباً الى بلاده وفي يده يحمل ورقتين، الأولى: خيباته التي ألحقها بالكرة العراقية، والثانية: ورقة الطلاق وعدم التجديد له مهما كان.

____________________________________________________________________________

كان الاتحاد العراقي لكرة القدم لايرغب في ترك سيدكا بسهولة لأسباب غير معروفة الا ان الدعوات المطالبة بإقالة المدرب وعدم التجديد له والنتائج غير الجيدة ابداً هي التي ختمت على العلاقة بختم الذهاب دون عودة ، على الرغم من مطالبة قائد الفريق العراقي يونس محمود بالتجديد لسيدكا ، لذا فإن الاصوات تزايدت من اجل التخلص من سيدكا.

وعدّ الكثيرون ان التخلص منه ضرورة للكرة العراقية كونه (مدربا فاشلا) كما يعترفون لانه لم يقدم شيئا ولم يسهم في تطوير الكرة العراقية بل على العكس جعلها تصاب بأمراض عدة بعد الخيبات والخسارات والاشكالات التي حدثت في المنتخب، فيما تكثر الشائعات حول اسم المدرب المنتظر الذي سيقود اسود الرافدين للاستحقاقات المقبلة ، فهناك يبرز بقوة اسم البرازيلي الشهير زيكو حيث يقال ان موافقة مبدئية حصلت بين الطرفين ، فيما اشار البعض الى ان اسم المدرب الهولندي فاندرليم يظهر بقوة ايضا ،كما تم طرح اسم البرازيلي سيباستياو لازاروني مدرب نادي قطر مرشحا لقيادة منتخب العراق خلال الفترة المقبلة ، وهذا ما اكده عبد الخالق مسعود النائب الاول ارئيس الاتحاد الذي اوضح (سنبحث خيارات عدة في تسمية المدرب الجديد وامامنا اسماء اجنبية قدمت سيرها من بينها البرازيلي سيباستياو لازاروني) لكنه المح في ذات الوقت الى ان (هناك اسماء محلية مطروحة للنقاش لتسمية احدها اذا ما تعذر الاتفاق مع مدرب اجنبي) ، والتكهنات تذهب الى اختيار مدرب محلي بسبب ضعف ميزانية الاتحاد العراقي التي لا تساعد في التعاقد مع مدرب كبير .

فقد أعلن الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم عدم تجديد التعاقد مع الالماني سيدكا مدرب المنتخب لمدة عام آخر بعد انتهاء عقده يوم الاحد الحادي والثلاثين من تموز / يوليو على رغم تأهل المنتخب العراقي الى منافسات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2014 التي ستنطلق في الثاني من أيلول/ سبتمبر المقبل ، وسيكون الاجتماع المرتقب للاتحاد يوم الثلاثاء هو الذي يضع حدا رسميا للعلاقة وهو الذي يقترح الاسم الجديد .

يذكر ان الاتحاد العراقي لكرة القدم سبق وان تعاقد مع الالماني سيدكا لعامين مقابل 500 الف دولار ، وقاد سيدكا العراق في بطولة غربي آسيا وخليجي 20 ولم يحقق فيهما اي انجاز, كما قاد المنتخب في نهائيات كأس الأمم الآسيوية مطلع العام الحالي في الدوحة وفشل فيها في الدفاع عن لقبه بخروجه من الدور ربع النهائي امام استراليا (0-1).

واضاف محمد جواد الصائغ عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم : ان اتحاد الكرة سيصدر بياناً رسمياً بعد الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده في مقره بالقرب من مجمع ملعب الشعب الدولي برئاسة ناجح حمود وحضور جميع الاعضاء يتم فيه الاعلان عن الاسباب الموجبة التي أدت الى عدم التجديد للمدرب الالماني سيدكا الذي تم الاتفاق عليه في الاجتماع الاخير الذي عقده الاتحاد في مدينة أربيل ،على هامش المباراة الاولى التي اقيمت بين المنتخب العراقي ونظيره اليمني وذلك بعدم جدوى استمرار الاخير في رئاسة الملاك التدريبي بعد النتائج المتواضعة التي تحققت تحت قيادته خلال بطولات (غربي آسيا وخليجي 20 وكأس أمم آسيا 2011 ودورة فوكس الرباعية) ،وكان آخرها مباراة الإياب التي خاضها المنتخب العراقي امام اليمني في المباراة التي جرت بينهما الخميس الماضي على ملعب نادي العين الاماراتية وانتهت بالتعادل السلبي حيث قدم أسوأ مباراة على الاطلاق منذ إحرازه لقب كأس آسيا 2007 بشهادة عدد كبير من المتابعين الرياضيين والنقاد الكرويين الذين حمّلوا الاتحاد مسؤولية التراجع الكبير الذي اصاب اداء عدد كبير من اللاعبين الاساسيين والمحترفين بشكل خاص وفشله في ايجاد حل سريع ينقذه فضلا عن التقاطعات الكبيرة التي حدثت بينه مع عدد من اللاعبين التي قام على خلالها بطرد ثلاثة منهم (نشأت اكرم وعماد محمد ومصطفى كريم) خلال معسكري أربيل وتركيا التي اثرت على عطاء الفريق وجعلته يلعب بلا روح برغم حجزه مقعداً بين العشرين منتخباً يلعبون في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 .

واوضح الصائغ : ان الاتحاد سيتناول بشكل مسهب آخر المباحثات الجارية بين رئيس الاتحاد ناجح حمود مع المدرب البرازيلي زيكو الذي فتحت معه اتصالات مباشرة مؤخراً في العاصمة الاردنية عمّان على هامش دورة فوكس الرباعية لاسيما اننا نرغب في التعاقد مع مدرب عالمي له انجازات كبيرة مع المنتخبات الآسيوية ويعرف اموراً كثيرة عن الكرة العراقية وكذلك المدربين المحليين البدلاء القادرين على وضع معالجة سريعة في حالة عدم التوصل الى اتفاق مع المدرب زيكو امثال : (اكرم احمد سلمان ويحيى علوان وعدنان درجال وايوب اوديشو) من اجل الشروع في قيادة منتخبنا لاسيما ان الفترة الزمنية التي تفصلنا عن مباراتنا الاولى في الدور الثالث قصيرة جداً حيث سيتطلب منا اجراء ثلاث مباريات ودية استعدادية من بينها مباراة قطر التي سنخوضها في 10 آب/ اغسطس المقبل في العاصمة القطرية الدوحة .

واستغرب الصائغ من مطالبة كابتن المنتخب اللاعب يونس محمود بضرورة بقاء المدرب الالماني سيدكا على رئاسة الجهاز التدريبي وقال : ان هذه المطالبة غريبة ، وتولد اكثر من علامة استغراب واستفسار من قبله حيث يفضل استمرار سيدكا لمصلحته الشخصية فوق المصلحة العامة التي اثبتت ان لا جدوى من اشرافه على منتخبنا لاسيما بعد ان تراجع الى المستوى الثالث في التصنيف وبتنا من الصعوبة اليوم توقع الفوز على المنتخبات الآسيوية القوية مثل كوريا الجنوبية وايران واستراليا والكويت والسعودية في الدورالثالث في حالة بقاء اوضاع المنتخب كما هي من دون حلول.

من جانبه قال اللاعب الدولي السابق كريم صدام : ان قرار بقاء المدرب الألماني سيدكا مدربا لمنتخبنا الوطني من عدمه ليس من اختصاصنا نحن كمدربين محليين ، بل من اختصاص اتحاد الكرة فهو مَن يشرع بهذا القرار بعد دراسته ، فنحن لا نعرف ميزانية الاتحاد والأمور المادية التي تتعلق باستقدام المدربين الأجانب لذلك لا يمكننا الإقرار بهذا الأمر لكن يمكننا القول من خلال قراءة عامة لما شاهدناه من هذا المدرب من قدرات توضحت جليا في البطولات التي خاضها منتخبنا الوطني والتي لم تسفر عن أي تطور ملموس للاعبينا في طريقة الأداء وأسلوب اللعب الذي انتهجه هذا المدرب فلم يتغير في الأمر شيء في جميع البطولات التي اشترك فيها منتخبنا وآخرها بطولة فوكس.

فيما قال الصحفي اياد الصالحي: ان سيدكا راحل الى بلده ، بعد ان قبض دولاراته كاملة ، ولم يترك وراءه غير تجربة بليدة لا معنى لها سوى استنزاف اموال العراق عبر تعاقدات فاشلة كان جديراً باتحاد الكرة استثمارها في التنسيق مع مدرب وطني كفء مثل المدرب القدير يحيى علوان المرشح الاوفر حظاً لتسنم المهمة الوطنية باعتبار ان نصف التشكيلة الحالية قاد عناصرها للحصول على فضية أسياد الدوحة 2006 وهو من قدمهم على طبق الشهرة سواء للمنتخبات الوطنية أم الاندية المحترفة ، ويقيناً انه ومن سيختار اتحاد الكرة العمل في طاقمه سينجح في انقاذ المنتخب من تداعيات وهزالة عروضه ، فطروحات علوان خلال التحليل الفني في القناة الرياضية العراقية تنبىء عن معالجات ايجابية للشفاء من عقم التهديف وحسن التوظيف ، وحريّ بنا ان نشجعه وندعم مهمته لاستعادة الثقة بـالمنتخب quot;موحد الشعبquot; في اشرس تصفيات للقارة خلال ايلول المقبل.

اما نبيل زكي مدرب فريق الشرطة فقال : لم أر أية بصمة أو فاعلية للمدرب الألماني سيدكا على أداء لاعبينا من خلال متابعتنا لوضع منتخبنا الوطني وأداء لاعبيه ، فقد شاهدنا فجوة كبيرة وجفاءً ما بين المدرب ولاعبيه إضافة الى تزمّت هذا المدرب برأيه واستبداده الكبير الذي يجعله ينفرد باتخاذ القرارات التي أزّمت علاقته مع جميع المقربين له من لاعبين ومساعدين وإداريين ما أثر سلبيا على فاعلية اللاعبين ، لذا أرى من الضروري أن يعي اتحاد اللعبة هذا الأمر وإعطاءه أولوية في عمله محاولاً تحسين العلاقة ما بين المدرب ولاعبيه.

وأضاف : ان المدرب سيدكا لم يغير في أسلوب اللاعبين فنحن نعرف الأسلوب والخطة التي يلعب فيها منتخبنا منذ خمس سنوات وأصبحت معروفة للقاصي والداني فالجميع يعرف ان يونس محمود في المقدمة ومهدي وهوار على الأجنحة وفي المنتصف قصي ، فيما يكون في الخلف رحيمة وسلام شاكر ، فلم تطرأ عليها أية تغييرات ، مؤكداً اني كنت من المؤيدين لإعطاء هذا المدرب الفرصة لسنة ثانية على أقل تقدير لمعرفته بوضع اللاعبين ودراسة حالاتهم النفسية وبالتالي يمكنه الإبداع معهم وتحقيق نتائج جيدة تخدم الكرة العراقية، لكن للأسف ما شهدناه في البطولات التي قاد المنتخب فيها لم يضع أية بصمة ولم يكن له أي فعل يمكن أن نشير له .