جاء فشل الرياضيين الـ5 المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الإماراتي، ليضع تساؤلات مهمة حول مدى قدرة تأثير الرياضيين في الشارع الإماراتي، أو عدم اقتناع الناخبين بالدور السياسي الذي من الممكن أن يقدمه أي من المرشحين الرياضيين في المجلس الوطني.

____________________________________________________________________________

تقدم خمسة رياضيين يشغلون مناصب مختلفة في الرياضة الإماراتية لانتخابات المجلس الوطني، أبرزهم اللاعب الدولي السابق خالد اسماعيل، وضرار بالهول عضو مجلس ادارة نادي النصر، ويحيى عبد الكريم رئيس شركة كرة القدم في نادي الشارقة، وسعيد حارب مدير نادي دبي للرياضات البحرية، والناقد الرياضي الكبير محمد الجوكر.

وأرجع مراقبون إخفاق الرياضيين في انتخابات المجلس الوطني الى قلة خبراتهم في ادارة العملية الانتخابية، كونها المرة الاولى التي يتقدمون فيها للترشيح، قياسا بأسماء عدة سبق لها أن خاضت تلك التجربة في مرات سابقة، وتملك القدرة على التعامل مع العملية الانتخابية بشكل أفضل مما أظهره هؤلاء الرياضيون.

واعتبروا أن المال الذي كان يمتلكه الكثير من المرشحين والذي لم يتوفر بصورة كبيرة للرياضيين كان سببا مهما في حسم المعركة الانتخابية، لتأثيره الايجابي على الدعاية الجيدة التي مكنت منافسيهم من تقديم أنفسهم بالشكل المطلوب للناخبين وتعريفهم ببرامجهم الانتخابية.

وشهدت الدعاية الانتخابية التي قام بها بعض المرشحين، والتي استمرت لنحو ثلاثة أسابيع اسرافا واضحا في ما يتعلق بشكل الدعاية، والتي استخدموا فيها وسائل الاعلام بأشكالها المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة.

وخسر المرشحون الـ5 الرهان على الرياضيين، والذين كانوا يعولون عليهم الكثير من أجل كسب المعركة الانتخابية، اذ عمل كل مرشح منهم على كسب أكبر عدد من طائفة الرياضيين الى جانبه في الانتخابات، حيث قام خالد اسماعيل بزيارات متكررة الى أندية دبي، رغبة في كسب تأييد لاعبي كرة القدم، ورافقه في زياراته نجوم المنتخب الاماراتي من جيل 90، وكان من أبرز داعميه فهد خميس واسماعيل راشد وبخيت سعد وعدنان الطلياني، ولكن المفاجأة التي صدمت خالد اسماعيل أن أحدا من نجوم كرة القدم الحاليين لم يأت الى المقر الانتخابي من أجل التصويت.

وتعامل خالد اسماعيل مع نتائج الانتخابات بهدوء شديد حيث أكد في تصريحات لـquot; ايلافquot;، أن التجربة كانت ثرية بالنسبة له وأنه قد استفاد منها بصورة كبيرة رغم خسارته.

وقالquot; لست حزينا للخسارة، لقد شاهدت أشياء كثيرة في العملية الانتخابية لم أكتشفها الا يوم التصويت، فمن يريد أن يفوز عليه أن يحسن التربيطات مع مرشحين آخرين لضمان أكبر عدد من الاصواتquot;.

وذكرquot; لن اكتفي بهذه المرة، فأنا عاقد العزم مجددا على خوض الانتخابات المقبلة، وأثق أن الظروف وقتها ستكون مختلفة، بعدما اكتسبت الخبرات الكافية التي ستجعلني منافسا قويا على مقعد المجلس الوطنيquot;.

وعمل ضرار بالهول على استغلال صداقته بأعضاء مجالس إدارات الاندية الاخرى لمؤازرته في الانتخابات، وكذلك لاعبي الفرق الجماعية والفردية لأندية دبي، كونه يشغل عضوية مجلس ادارة الاتحاد الاماراتي لكرة السلة ولكن من دون جدوى.

وكانت صدمة يحيى عبد الكريم قوية في امارة الشارقة التي خاض فيها الانتخابات، رغم العلاقات القوية التي يملكها مع رياضيين وطوائف أخرى، لكنه لم يكن ضمن المنافسين على المقاعد الاربعة المخصصة للإمارة الباسمة كما يطلق عليها في الامارات.

ولم يشفع التاريخ الكبير للناقد الرياضي المعروف في الامارات محمد الجوكر أن يفوز بمقعد في عضوية المجلس الوطني، بعد أن فشل في اختراق التكتلات التي دعمت المرشحين المنافسين وابتعد عن الصراع بفارق كبير من الاصوات.