انشغل الوسط الرياضي خلال اليومين الاخيرين بإعلان اللاعب الدولي السابق شرار حيدر مغادرة العراق من غير رجعة والاستقرار في المغترب الذي كان يعيش فيه قبل عام 2003 ، احتجاجا على الاوضاع المتردية التي وصلت اليها كرة القدم االعراقية وأحوال اتحاد كرة القدم ، وكانت عودته الى المغترب بمثابة الصدمة للكثيرين ممن عرفوا واشتغلوا معه خلال السنوات التسع الماضية على الاقل.

ويشغل منصب النائب الثاني في الاتحاد العراقي لكرة القدم ورئيس نادي الكرخ الرياضي.

وقد اهتم الوسط الرياضي بالمبررات التي تركها شرار خلفه وهو يهمّ بالسفر الى العاصمة البريطانية لندن التي يعيش فيها قبل عودته الى العراق بعد التغيير الكبير الذي حدث في العراق ، وقد اعلن انه اتخذ هذا القرار بعد ان شعر بالعجز في الانسجام مع الواقع الرياضي الحالي، لاسيما بعد ان فشلت مساعيه في تصحيح أوضاع الكرة العراقية التي شابتها الفوضى والتخبط طوال مسيرة الاتحاد الحالي.!!، فهناك من يشير الى حقيقة ان شرار لايمكنه ان يكون وسط اناس لا يعرفون الصالح من الطالح ، ولا يفكرون في المصلحة العامة قبل مصالحهم الشخصية ، واشار البعض الى ان شرار كان فعلا حريصا على ان تتحسن احوال الكرة العراقية وتتغير ولكن جهوده التي بذلها كانت تذهب ادراج الرياح ، فيما قال اخرون ان سبب الهجرة ان شرار هو استطاعته ان يكون رقما مهما في الاتحاد بسبب ضغوطات يمارسها عليه الذين يتفقون فيما بينهم فلن يبق له هؤلاء أي مكان حقيقي الا بالاسم ، كما ان ناديه الكرخ تعرض الى مضايقات كثيرة قبل انها تسببت في فقدان لقب بطولة دوري كرة السلة فضلا عن هبوط فريق كرة القدم الى درجة ادنى مبتعدا عن دوري النخبة.

وقد كانت مصادر مقربة من شرار اشارت قبل ايام الى نيته مغادرة العراق والعودة الى حيثما كان يعيش قبل سقوط النظام السابق عام 2003 ، مؤكدة ان قراره هذا نهائي ولارجعة عنه بعد ما تعب وسئم مما يحصل في الوسط الرياضي من مخاتلات وألاعيب وتعدد وجوه واتهامات باطلة ، واكد المصدر ايضا بانه سيذهب وهو مرتاح البال بالنسبة لناديه الكرخ بسبب تحويل عائديته الى وزارة التربية مما سيوفر الدعم المطلوب لفريق النادي المتعددة ولكافة الالعاب .

وقال شرار في تصريح لجريدة (المدى) قبيل سفره : كنت اطمح ان اجد الكرة العراقية في وضع مستقر بعد الانتخابات الاخيرة التي جرت في 18 حزيران 2011 إلا ان التكالب على المناصب والمناورات التي تفنن البعض في التخطيط لها بهدف إسقاط الآخرين أسفر عن خسائر كبيرة للعلاقات الإنسانية والرياضية ما انعكس على آلية قيادة اللعبة ، ودفعني بقوة لاتخاذ قرار الرحيل من دون رجعة.

من جهته قال الصحافي الزميل اياد الصالحي مدير تحرير القسم الرياضي في جريدة المدى : ان شرار سبق له ان ادلى لي بتصريحات قبل عدة اشهر شرح فيها الكثير من الامور التي تسبب معاناة له ، وثد أوضح في حديث لي معه اًنه لم يقدم استقالته من اتحاد الكرة لغرض دعائي ، بل لإيمانه بأنه الموقف المسؤول الذي يجب ان يحفظ مكانته وقبل ذلك أصوات الهيئة العامة التي مُنحت له ، مؤكدا : ان ما جرى للكرة العراقية طوال الفترة الماضية يشكل علامة سوداء في تاريخها لا يمكن ان أكون جزءاً منه!

وأضاف: ان شرار حينها اشار الى ان هناك محاولات حثيثة جرت من اعضاء في الاتحاد لثنيه عن الاستقالة وإعادته الى العمل في الاتحاد إلا انه رفض ذلك تمسكاً بموقفه والمبررات السبع التي طرحتها بخصوص عشوائية التخطيط للمسابقات والغبن الذي تعرض له عدد من المدربين مع المنتخبات الوطنية وسوء التخطيط لبطولات الدوري المحلي والاندية المشاركة فيها بعد ان غابت معايير التنافس في الرياضة!

وتابع الصالحي قوله ان شرار قال له : يبلغ عمري 43 عاماً ، اعاني الاحباط من كل جانب ، لا أملك وظيفة ولا راتباً ولا تقاعداً ، معاملة حقوقي كسجين سياسي لم تحسم منذ عام ، كان لديّ قبول خاص من وزير التعليم العالي السابق ولم يظهر اسمي وعاودت الكرّة أملاً بالقبول ، لم اتقاظ راتباً من نادي الكرخ طوال اربع سنوات، وحياتي العلمية تضررت، والاقتصادية انهارت من اجل الرياضة ولم أعد املك سوى محبة الجمهور .. رصيدي الذي لا ينفد.