بعثة العراق في إفتتاح أولمبياد لندن 2012

في خضم المنافسات بين دول العالم على الذهب في اولمبياد لندن المقام حاليا ، وفي ظل الصراعات الكبيرة ما بين مدن العالم من اجل استضافة دورة الالعاب الاولمبية ، وتحت تأثير المشاركة العراقية المتمثلة بثمانية رياضيين فقط التي جاءت عبر (اكرامية) من اللجنة الاولمبية الدولية ، ومع تصاعد درجات الحرارة التي راحت تفوقالخمسين درجة ، كان العراقيون يسمعون عن خسارات رياضييهم المشاركين في الاولمبياد فيما ألسنتهم تلهج بروعة ما يشاهدون على شاشات التلفزيون من ملاعب وقاعات ورياضات ومنافسات وحماس وسحر وجمال وبهجة.

هنا .. برز تساؤل فنطازي بين العراقيين ، ليس عن إحراز ميدالية تضاف الى الميدالية اليتيمة قبل اكثر من 50 عاما ، وليس عن عدد الرياضيين الذين يشاركون في منافسات الاولمبياد ولا عن الرياضات التي سيشاركون بها ، بل كان التساؤل هل يمكن للعراق ان ينظم الاولمبياد ذات مرة ؟ متى يمكنه ذلك ؟.

يقول عادل العتابي ، رئيس القسم الرياضي في جريدة العالم : إن تنظيم الاولمبياد عملية لاتتعلق فقط بالبنى التحتية بل هي مجمل عمليات مترابطة وموثقة لايمكن الاستغناء عن واحدة منها ، وبما ان البنى التحتية الان هي تحت الصفر او تحت خط الفقر الرياضي فان العراق عاجز اليوم تماما عن تنظيم الاسياد او الدورة العربية بل اني اعتقد ان بطولة الخليج العربي تحتاج الى الكثير من المقومات التي يفتقدها العراق حتى يتم تنظيمها بشكل لائق، لذا فان عنوان رواية جابريل غارسيا ماركيز ربما هو التوقيت الصحيح الذي سينظم بموحبه العراق الاولمبياد بعد مئة عام وللتذكير فقط فقد اختار ماركيز عنوان ( مئة عام من العزلة) لواحدة من رواياته الكبيرة ، وهي المدة التي اعتقد ان احفاد احفادنا سيحضرون يومها اولمبياد بغداد عام 2121.

أما الصحافي الرياضي هشام السلمان فقال : تقدم العراق في عام 1968 لاستضافة الدورة الاولمبية التي اقيمت حينها في مكسيكو إلا انه وبسبب الاحداث السياسية المضطربة في حينها لم يفعل موضوع الاستضافة بالشكل الجدي وقد اشارت جريدة الملاعب في عددها المرقم 65 الصادر في الخامس من كانون الثاني عام 1967 الى ذلك تحت عنوان ( اقتراح عراقي بإقامة دورة المكسيك في بغداد ) ، كم بقي من الرياضة العراقية وعنفوانها بعد ان عبث بها من عبث ليرضي منافعه ومصالحه حتى تأخرنا عن العالم مسافات لا نستطيع حتى ان نمني النفس باختزالها لان الهوة كبيرة بين ما كنا عليه وما اصبحنا فيه، بلد بدل من ان يتطلع الى استضافة الدورات الاولمبية في بغداد قبل اكثر من اربعين عاما يتراجع الى حال لا يستطيع فيها استضافة مباراة نهائية للدوري المحلي لأنه بات وبتأثير عامل الزمن وتقدم العمر لا يمتلك ملعبا واحدا صالحا يتباهى به على الاقل بين الامم .

واضاف : ما الذي كان وأصبح، هل نحن نتطور؟ ام نحن سائرون في تراجع لا نشعر فيه ؟ ونبقى نصفق ونهنئ من حولنا ممن يحصلون على شرف استضافة كأس العالم والاولمبياد ونحن نتبادل التهاني في ما بيننا بمجرد قبول اتحاد غرب اسيا باستضافتنا لبطولة بالمواي تاو!!، الناس تبني الملاعب والقاعات وميادين المنافسات ونحن ما زلنا نهدد القائمين على اعمار قاعة الشعب الذين باشروا بإعمارها منذ تاريخ ذهب من الذاكرة بسبب تأخرهم الطويل نهددهم بإقامة اعتصامات امام بوابة القاعة، اية رياضة نريد منها استضافة الاولمبياد ولا يعملون على بناء المنشات والبنى التحتية إلا بالتهديد والاعتصامات، ويقولون العراق سيستضيف الدورة الاولمبية نعم سنستضيفها ولكن في نهاية القرن 21 وسنحتفل جميعا يومها لأننا سنكون غير موجودين اصلا، إلا من يصر على مشاهدة الحلم بعينيه لينادى يومها بلقب ياطويل العمر والحليم بالإشارة يفهم ، ألستم معي ؟

من حفل إفتتاح الألعاب الأولمبية بلندن

فيما قال الكاتب محمود موسى : أعتقد ان العراق لديه الامكانيات اللوجستية لاقامة أعظم أولمبياد في التاريخ .. وأقترح أن يقام في قضاء ( طويريج ) ليحمل اسم ( أولمبياد طويريج ) لكي نستثمر ( ركضة طويريج ) ونحولها الى أعظم ماراثون عالمي ، صحيح اننا لا نملك ملاعب ( سوى ملاعب الصبا ) كملعب الشعب والكشافة ولا نملك منشآت رياضية ولا حتى فنادق من الدرجة الاولى والثانية والثالثة ولكننا نملك الارادة ونملك حسن العاقبة ( ان شاء الله ) ، أما مشكلة عدم توفر الفنادق الكافية لاقامة الوفود والجماهير فمن الممكن استثمار المساجد والحسينيات لغرض اقامة ومبيت الجماهير الوافدة، على أن نقدم لهم الهريسة والقيمة مجانا لنثبت للعالم اننا أعظم وأطيب شعب .. وعلى عناد أولمبياد لندن وعلى عناد البلجيكي جاك روغ .. وعلى عناد عبد !!!.

اما الفنان رسام الكاريكاتير خضير الحميري فقال : مع كل أولمبياد يشطح خيالي الذي أشكو دائما من قلة السيطرة على تخاريفه ، فأتخيل أن جهودنا اللوجستية فازت بانتزاع حق تنظيم الاولمبياد في بغداد سنة الفين وكذا ، ولا بأس أن تكون هذه ( الكذا ) خمسين أو سبعين أو تسعين أو مئة سنة ، ولمَ لا ..فقبل أربعين سنة مثلا كان منتخبنا الوطني يضطر الى لعب (مباراة دولية ) في ملعب ترابي بلا مدرجات في إحدى دول الخليج ، وها هي إحدى دول الخليج تفوز بحق تنظيم كأس العالم عام 2022 ، وربما كان ملعب الشعب أول مَعلم رياضي كبير حسدتنا عليه دول المنطقة ، وخوفا من الحسد .. فإننا لم نضف الى جواره أي مَعلم جديد ، رغم ان ملعبنا العتيد قد شاخ وباخ وبات أقرب الى سن التقاعد والاعتزال رغم كل الصبغ والترقيعات !!

واضاف :الفقرة الاصعب كانت الترتيبات الامنية وتأمين سلامة الحضور من رياضيين وسياسيين وشخصيات مرموقة ، فكرت بقفص زجاجي لحماية كل مشارك ، أو كتلة كونكريتية مدولبة وكاميرات وسيطرات وسيارات عسكرية طويلة تقف بالعرض لخنق الطرق .. فكرت بالاسلاك الشائكة والسواتر الترابية ، ثم تذكرت بأننا قبل خمسين أو سبعين أو مئة سنة نجحنا في تأمين سلامة المشاركين في قمة عقدناها في بغداد .. حين تم تعطيل الدوام ومنع التجوال طيلة أيام القمة ، ولأني من المؤمنين بتحويل التراث الى منهل للابداع ، قررت أن أنهل من ذلك الحدث .. وأعيد التجربة .. وكل شيء يهون لعيون الاولمبياد..

وتابع : أما عن الطريقة المبتكرة لايقاد الشعلة الاولمبية والتي تسعى الدول الى التميز بها قدر الامكان فإني أفكر بجعل الامر مفاجأة كبيرة للجمهور ووسائل الاعلام مع الالـتزام بالبساطة ومحدودية التكلفة والتراث المحلي الثري، مستذكرا كل (الفيكات ) التي لجأت اليها الدول في إشعال الشعلة من الرجل الطائر الى الرمي بالسهم الى الصعود بمصعد و .. انتهاءً بزورق بيكهام المخيب للآمال .. فكرت اننا وبعد خمسين أو سبعين أو مئة سنة سننظر الى ( المولدة ) كموروث شعبي ( ينذكر ما بينعاد على رأي اللبنانيين ) ولذلك سوف أنصب مولدة ( تايكر) في منتصف الملعب وأوصلها بخط (سحب ) غير مرئي مع الشعلة الاولمبية الشامخة في احد أطراف الملعب ، ثم يتقدم مواطن تعبان وسط إضاءة شاحبة وموسيقى حزينة ( ناي مثلا ) ويسحب الحبل بعد أن يخنق البنزين ، يسحبه مرة .. مرتين .. ثم تر تر تر تر تشتغل المولدة وتنتقل الامبيرات الى الشعلة فتولد ( جدحة ) نارية تؤدي الى توهج الشعلة وسط إعجاب وتصفيق حاد من الجمهور ومليارات المشاهدين المعجبين بحياتنا قبل خمسين أو سبعين أو تسعين أو .. مئة عام !!

أما الصحافي باسم حبس فقال : لن اتحدث بلغة فنطازية ، بل استطيع ان اؤكد ان العراق قادر على استضافة اكبر البطولات العالمية ككاس العالم او الاولمبياد بشرط ان يترك المتآمرون عليه حربهم،لاسيما من دول الجوار حتى يستقر الوضع الأمني وتعود خيراته لشعبه وبناه التحتية،اما بهذه الأوضاع بالتأكيد العراق غير قادر على الاستضافة ولو بعد 300عام،أي باختصار نحن قادرون كرجال إعلام وقادة رياضة على الاستضافة والتنظيم والبناء ولكن المؤامرة بدأت تكبر علينا،وبدليل العراق استضاف بطولات كبيرة في القرن الماضي خاصة في السبعينات والثمانينيات،ولكن بعد التآمر عليه والحروب والحصار والوضع الأمني الحالي اضعف من هذه الطموحات التي نتمناها ان تتحقق على الأقل بعد 10 سنوات.

واضاف : اقول هذا لو انهم تركونا بحالنا ، ولكن على الوضع الحالي نحتاج ربما الى 300 سنة كي نستطيع ان نستضيف دورة الالعاب الاولمبية .

اما المشجع الرياضي كريم حسن فقال : من المؤكد انك حظيت بتيار هواء بارد ومن ثم غفوت وانت تشاهد العاب الاولمبياد على شاشة التلفزيون ، وحلمت .. وفي الحلم تخيلت ان العراق نظم الاولمبياد الصيفي وكان الافتتاح خرافيا وفاز الرياضيون العراقيون بأكبر عدد من الاوسمة ، وانك كنت احد الرياضيين المشاركين في الاولمبياد العراقي العالمي ، ثم انطفأت الكهرباء فأيقظك الحر فاخترعت هذا الموضوع !!