غالبا ما يحقق البلد المضيف ارقاما قياسية في ترتيب الميداليات مع اختتام الالعاب الاولمبية، لكن بريطانيا التي رفعت السقف في بكين 2008 بحلولها في المركز الرابع، ستكون راضية اذا ما نجحت في تحقيق النتيجة عينها.

وضع المسؤولون الرياضيون في بريطانيا نصب اعينهم احراز 48 ميدالية في النسخة التي سيستضيفونها من 27 تموز/يوليو الحالي الى 12 آب/اغسطس المقبل، بعدما حصدت 47 ميدالية في الاولمبياد الاخير بينها 19 ذهبية. وقال وزير الرياضة هيو روبرتسون في هذا الصدد: quot;احرزنا 47 ميدالية في بكين. وبالتالي نطمح الى 48 ميدالية على ارضناquot;، مضيفا quot;امر اكيد: الرقم القياسي لدورة لندن 1908 - 140 ميدالية بينها 55 ذهبية - لن يكسرquot;.

بحلولها رابعة في ترتيب 2008 خلف الثلاثة الكبار - الصين والولايات المتحدة وروسيا - نجحت بريطانيا في متابعة المسار التصاعدي لأدائها الاولمبي، بعد كارثة اتلانتا 1996 التي افضت الى 15 ميدالية بينها ذهبية واحدة، والمرتبة 36 في الترتيب.

ووفق مسؤولي الهيئة العليا للأداء الرياضي، يبدو عدد الميداليات في بكين 2008 والمرتبة الرابعة في الترتيب النهائي هدفين واقعيين لأولمبياد لندن 2012. فرئيسة الهيئة سو كامبل اشارت الى ان الاستثمار في الرياضيين البريطانيين quot;يعني ان المرتبة الرابعة في الالعاب التي نستضيفها، هدف موضوع على السكةquot;.

اما الرئيسة التنفيذية للهيئة ليز نيكول فقالت في مؤتمر صحافي: quot;بكين 2008 كانت العابا رائعة للرياضيين البريطانيين، وادركنا ان كسر هذا الانجاز او معادلته لن يكون سهلا، ولا يجب التقليل من شأن ما حققناهquot;.

ووضعت هامشا للميداليات بين 40 و70 ميدالية quot;الحد الاقصى هو الرقم الممكن لكن غير المحتمل، والحد الادنى كذلكquot;، واضافت: quot;على الاقل يقع رقم 48 ميدالية مرتاحا في هذا الهامشquot;.


الرياضات الثلاث

تدين بريطانيا في غالبية نجاحها الاولمبي في بكين الى 3 رياضات: سباقات الدراجات الهوائية داخل الحلبة (7 ذهبيات)، سباقات الالواح الشراعية (4) والتجذيف (2).

ففي الدراجات الهوائية، تأمل بريطانيا في تحقيق نجاح مماثل في السباقات على الطريق لذاك الذي عرفته في الحلبة، ولاسيما مع مارك كافنديش وبرادلي ويغينز.

وتأمل بريطانيا في ان يضع quot;كافquot; وهو لقب كافنديش الطموحات على الدرب الصحيح، ولاسيما في السباق المستقيم.

ويؤكد الدراج البالغ من العمر 27 عاما ان طموحه لا يعرف حدودا، وقال العام الماضي قبل ان يصبح اول بريطاني يحرز بطولة العالم بعد طوم سيمبسون (1965): quot;الكثير من المتسابقين يرضون بالفوز في سباق وبعد ذلك يمضون الوقت في التطلع الى الوراءquot;.

اما ويغينز البالغ من العمر 32 عاما، فسبق له ان ذاق طعم الذهب الاولمبي في دورتي 2004 (مطاردة) و2008 (مطاردة فردية وللفرق)، مع فارق ان السباق اقيم داخل الحلبة.

ويريد quot;ويغوquot; صاحب ست ميداليات اولمبية منذ عام 2000 (3 ذهبيات وفضية واحدة وبرونزيتان)، ان ينجح ايضا على الطريق، في السباق ضد الساعة.

وفي مسابقات الالواح الشراعية، يعتبر البريطاني بين اينسلي المرشح الاوفر حظا للفوز بالميدالية الذهبية في فئة الفين.

وسبق لاينزلي البالغ من العمر 35 سنة، ان احرز ذهبية اتلانتا 1996 وسيدني 2000 في فئة اللايزر، والفين في اثينا 2004 وبكين 2008، وهي الفئة نفسها التي احرز بطولتها العالمية 6 مرات، اخرها في ايار/مايو الماضي.

اما في التجذيف، ومع 48 رياضيا يشاركون في 13 من الفئات ال14، تملك بريطانيا كل الاوراق الرابحة لترك بصمة لا تمحى في اولمبياد لندن.

ولا يخفي اسطورة التجذيف البريطانية ستيف ريدغرايف، حامل الذهبيات الاولمبية الخمس بين 1984 و2000، توقع حصاد تاريخي.

ويقول: quot;سيحصد هذا الفريق على الارجح ميداليات اكثر من اي فريق في تاريخ بريطانياquot;، مضيفا quot;من 14 فئة، تأهلنا في 13، و10 من مراكبنا احرزت ميداليات في بطولات العالم الاخيرة. امل في ان نتمكن من كسر الرقم البريطاني القياسي في اولمبياد 1908 (8 ميداليات منها 4 ذهبيات)quot;.

وتعول بريطانيا على quot;ارماداquot; من الرياضيين، ولاسيما الفريق المؤلف من اندرو تريغز هودج وبيت ريد وطوم جايمس وأليكس غريغوري، الى مارك هانتر وزاك بورتشايس، وغريغ سيرل وشقيقه جوني.

وتواجه بريطانيا منافسة من المانيا (الوحيدة المشاركة في جميع الفئات)، وكندا ونيوزيلندا واستراليا.


العاب القوى: غياب النجوم لا يلغي الفرص

وفي العاب القوى، لم تعد بريطانيا تتمتع بنجوم من معيار سيباستيان كو ودالاي طومسون وجوناثان ادواردز، لكنها تتمتع بفرص جدية للفوز بميداليات ذهبية مع مو فرح في سباقات المسافات المتوسطة، وداي فرين في 400 م حواجز، وجيسيكا انيس في المسابقة السباعية.

ولم تحرز بريطانيا سوى اربع ميداليات في بكين واحدة منها ذهبية، وهو السجل الادنى منذ عام 1976.


كرة القدم: غيغز قائدا وبيكهام متفرجا

وفي كرة القدم، تشارك بريطانيا للمرة الاولى بمنتخب موحد يدربه ستيوارت بيرس.

ومع استبعاده النجم السابق للكرة الانكليزية ديفيد بيكهام، اختار بيرس الويلزي ريان غيغز قائدا للمنتخب.

ويأمل اللاعب الويلزي في ان يحقق مع بريطانيا ما لم يحققه مع منتخب بلاده، وهو تحقيق لقب اول كبير في مشاركته الاولى في بطولة دولية، بعد مسيرة حافلة بالألقاب مع ناديه مانشستر يونايتد.