بدأ حكام كرة القدم الغاضبون محادثات حول عدم تحميلهم مسؤولية إدارة مباريات تشلسي، حتى أنهم ناقشوا مسألة القيام بإضراب شامل، وذلك على خلفية الأحداث المثيرة للجدل في المباراة التي شهدت فوز مانشستر يونايتد 3-2 على تشلسي في ستامفورد بريدج.
روميو روفائيل ndash; إيلاف: قال رئيس لجنة الحكام السابق في البريمير ليغ كلايف ويلكس إن زملاءه بدأوا يشعرون بالاشمئزاز بسبب طريقة ملاحقة تشلسي للحكم مارك كلاتنبرج حول مزاعم استخدامه quot;لغة غير لائقةquot; ضد لاعب البلوز جون أوبي ميكيل أثناء إدارته لمباراة يوم الأحد الماضي المثيرة للجدل في فوز مانشستر يونايتد 3-2 على تشلسي في ستامفورد بريدج، التي شهدت أيضاً طرد برانيسلاف ايفانوفيتش وفرناندو توريس عندما كانت النتيجة تعادل الفريقين بهدفين لكل منهما حتى الدقيقة الـ75 حين سجل هيرنانديز هدف فوز الشياطين الحمر من تسلل واضح.
وفي الوقت الذي نفى الحكم هذه الإدعاءات، شعر الحكام بأن قادة الإتحاد الإنكليزي ورابطة اللاعبين المحترفين قد خيبا أملهم.
وادعى ويلكس أنه كان على اتصال مع الكثير من اللاعبين، ووجد أن هناك شعوراً قوياً تجاه ما حدث لكلاتنبرج ،وقال في حديثه لوسائل الإعلام البريطانية إنه على دراية بأن بعض الحكام يتحدث حتى عن مقاطعة إدارة مباريات البلوز بسبب ذلك، لأنه ليس المرة الأولى التي يستهدف فيها بطل دوري أبطال أوروبا الحكام، فقد كانت هناك حالات مماثلة ضد اندرس فريسك وغراهام بول، ولذلك فإن بعض الحكام يقول quot;حان الوقت لنقول كفىquot;.
وقال ويلكس (57 عاماً): quot;إنه ليس من المبالغة القول إن الحكام في هذا البلد يؤدون واجبهم بصورة ممتازة، لذلك خاب أملهم إلى درجة أنهم بدأوا يشعرون بأنهم سريعو التأثر بالنقد وغير محصنينوأصبحوا معزولين، إنهم لا يحصلون على دعم أو العون، وانهم يريدون التحدث علناً ولكنهم خائفون جداً، إنهم يخشون من إقالتهم إذا أعلنوا عن شكواهمquot;.
وعلى الرغم منأن الحكام يتذمرون من احتمال قيامهم بالإضراب، الذي سيكون ملاذهم الأخير، إلا أنهم يفضلون أن يجلسوا حول طاولة المحادثات مع إتحاد الكرة ورابطة اللاعبين المحترفين والأندية واللاعبين لحل هذه المسألة بأسرع وقت ممكن.
واضطر الحكم السويدي فريسك إلى الاعتزال بعدما تلقى تهديداً بالقتل عند طرده مهاجم تشلسي ديدييه دروغبا في المباراة دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة في 2005، أما الإنكليزي بول فقد دخل في مناقشة حامية مع كابتن البلوز جون تيري بعد ذلك بعام.
يذكر أن الحكام الاسكتلنديين قاموا بإضراب عام في 2010 احتجاجاً على المعاملة السيئة التي كانوا يتلقونها، مما اضطر قادة الدوري الإسكتلندي إلى جلب مسؤولين من الخارج لإدارة المباريات تفادياً لإلغائها.
وتعتبر لجنة الحكام على أن كلاتنبرج (37 عاماً) هو واحد من المسؤولين الرائدين في البلاد الذي يقوم بإدارة مباريات بصورة منتظمة في المسابقات الأوروبية، وكان مسؤولاً عن نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة في شباط الماضي والمباراة النهائية بين البرازيل والمكسيك في أولمبياد لندن 2012، فيما أوضح الفيفا قبل ليلة الأحد على أنه واحد من كبار المسؤولين في عالم كرة القدم، لذا يحرص على رصد عمله، حيث من المتوقع أن يمثل إنكلترا في نهائيات كأس العالم 2014.
ولكن الحكم الدولي والبريمير ليغ لا يعتبر غريباً عن الجدل، فهو واحد من الجيل الجديد من المسؤولين المشهورين الذين يحبون تسليط الأضواء عليهم.
أما على أرض الملعب فإن المعروف عن كلاتنبرج أنه يتحدث كثيراً وعطوف مع اللاعبين الذين يحتك بهم بطريقة خاطئة في بعض الأحيان، ورغم أن أسلوبه مألوف على أعلى المستويات، إلا أن معظم اللاعبين يريدون شخصاً يحكم بنزاهة وذكاء، ويتوقعون أن يكون قادراً على مواكبة سرعة اللعبة وأن يكون ذكياً عند اتخاذ القرارات، وتعرض إلى انتقادات لطريقة تعامله مع الحوادث البارزة والمهمة.
وكانت القضية قد اشتعلت عندما عزم نادي تشلسي بتقديم شكوى إلى البريمير ليغ بعدما اقتحم ميكيل غرفة الحكام في ستامفورد بريدج مطالباً من الحكم كلاتنبرج تقديم الإعتذار بعد ادعائه أنه أساء بكلمات عنصرية عندما وجه إليه البطاقة الصفراء في الدقيقة الـ76 من المباراة ، في الوقت ذاته، زعم أحد نجوم تشلسي الإسبان أنه سمع الحكم يشير إليه quot;بكلمات إسبانية غير ملائمةquot;، علماً أن اللاعبين الإسبان توريس وخوان ماتا وسيزاز أزبيليكويتا شاركوا في هذه المباراة.
وحيث دارت أحاديث أن الإتحاد الانكليزي سيطلب كل لقطات اللعبة من محطة سكاي سبورتس التي نقلت المباراة مباشرة، وفي حين أن كل شيء ليس مسجلاً، إلا أنه بالتأكيد ينبغي أن تساعد هذه اللقطات ما إذا كان كلام كلاتنبرج غير لائق أو أثار إهانات عنصرية.
وجاء في بيان مختصر للاتحاد: quot;بدأ الاتحاد بإجراء تحقيق بشأن المزاعم عقب مباراة يوم الأحد الماضي على إستاد ستامفورد بريدج بين تشلسي ومانشستر يونايتد، وسوف لن يصدر الإتحاد أي تعليق في هذا الوقتquot;.
يذكر أن حكام الدوري الممتاز يستعملون الميكروفونات، مما يوحي بأن أدلة مساعدي الحكم مايكل ماكدونو وسيمون لونج والحكم الرابع مايكل جونز قد تكون حاسمة، لأنهم يسمعون كل ما يقوله الحكم على أرض الملعب، ومع ذلك لا يتم تسجيل هذه المناقشات، ما يعني أن التحقيقات ستستند الى كلام لاعب ضد الحكم أو بالعكس، كما حدث في نزاع كابتن تشلسي جون تيري ومدافع كوينز بارك رينجرز انتون فرديناند.
وطالب الرئيس التنفيذي رون غورلاي وميكيل والمدير الفني روبرتو دي ماتيو من الحكم الاعتذار خلال مشاهد عاصفة في غرفة الحكام، ولكن بعدما رفض كلاتنبرج تقديم الإعتذار، قرر البلوز اتخاذ إجراء قويبرفع شكوى فورية إلى الدوري الممتاز عبر المشرف على المباراة نيك كوزاك حول quot;لغته غير الملائمةquot;، ووفقاً لمصادر مقربة من اللاعبين فإنهم على استعداد لتقديم بياناتهم إلى اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الانكليزي هذا الأسبوع، فيما أكد كلاتنبرج أنه مستعد للتعاون مع لجنة التحقيقات.
ووقعت الأحداث في اليوم الذي أعلن تشلسي دعمه لمنظمة quot;اركله خارجاًquot; في حملتها ضد العنصرية في كرة القدم، حيث ارتدى لاعبو الفريقين ndash; باستثناء مهاجم مانشستر يونايتد آشلي يونج، قمصاناً أثناء الإحماء كتب عليها quot;لعبة واحدة ومجتمع واحدquot;.
أما لجنة حكام المباريات المهنية، الهيئة التي تمثل حكام البريمير ليغ، فقد ذكرت في بيانها أنها على بينة من الإدعاءات وسيجري التعامل معها بأقصى قدر من الجدية، وأضافت: quot;من المهم الآن إجراء تحقيق كامل في هذه المزاعم من خلال عملية سلسة وبأسرع وقت ممكن، ولن نقوم بإدلاء بأي تصريح آخر في هذه المرحلةquot;.
في عيون العاصفة
كانون الثاني 2005: مانشستر يونايتد ضد توتنهام
فشل في منح توتنهام هدفاً صحيحاً عندما عبرت كرة بيدرو مينديز خط المرمى في أولد ترافورد بعدما تخبط حارس مرمى مانشستر يونايتد روي كارول.
تشرين الأول 2007: ايفرتون ضد ليفربول
تورط في حادث غريب في مباراة ديربي ميرسيسايد حيث أظهر البطاقة الصفراء لمدافع ايفرتون توني هيبرت ولكنه غيرها بحمراء بعدما بدا أنه أخذ رأي كابتن ليفربول ستيفن جيرارد في الاعتبار. وبعد ذلك فشل في طرد جناح ليفربول ديرك كويت لمخاشنته، ولم يمنح ركلة جزاء لايفرتون عندما تمت عرقلة جوليون ليسكوت، وبالتالي فإنه لم يحكم أي مباراة لايفرتون لمدة خمس سنوات.
كانون الثاني 2009: تم طرده من هيئة الحكام المحترفين، وقيل له إنه سوف لن يقوم بالتحكيم أبداً بعد خرقه لعقده حيث اتهم بارسال رسائل تهديد بالبريد الالكتروني لشركائه رجال الأعمال، وزعم أن ديونه بلغت 175 ألف استرليني.
كانون الأول 2009: بولتون ضد مانشستر سيتي
طرد المهاجم كريج بيلامي، وزُعم أنه قال للجالسين على مقاعد بدلاء السيتيزين في فترة الاستراحة بين الشوطين: quot;كيف تتعاملون مع بيلامي في كل أسبوع؟quot;.
سيرة مختصرة لكلاتنبرج
1975: ولد في 13 آذار في مقاطعة دورهام.
آب 2000: أدار أول مباراة في الدوري بين تشيسترفيلد ويورك وكان عمره 25 عاماً.
2004: رقي إلى مجموعة اختيار الحكام للبريمير ليغ، وأدار أول مباراة في دوري الدرجات العليا بين كريستال بالاس وايفرتون.
2006: حمل شارة التحكيم الدولية.
6 آب 2008: انسحب من تحكيم مباراة الدرع الخيرية بين مانشستر يونايتد وبورتسموث نتيجة تعليقه بانتظار نتائج تحقيق في مزاعم أعماله التجارية ثم تمت إقالته.
شباط 2009: أعيد إلى لجنة اختيار الحكام بعد نجاح استئنافه ولكن في 6 آب 2008 تم حظره لمدة 8 أشهر.
تشرين الأول 2010: أجاز هدفاً لمانشستر يونايتد عندما ركل ناني الكرة في هدف توتنهام في الوقت الذي كان حارس المرمى هيوريلو غوميز يضع الكرة على الأرض معتقداً بأن فريقه حصل على ركلة حرة.
شباط 2012: كان حكم مباراة نهائي كأس رابطة المحترفين بين ليفربول وكارديف.
آب 2012: أدار المباراة النهائية لأولمبياد لندن 2012 بين البرازيل والمكسيك في ويمبلي.
28 تشرين الأول 2012: أُتهم باستخدام quot;لغة غير لائقةquot; تجاه اثنين من لاعبي تشلسي خلال هزيمته 2-3 أمام مانشستر يونايتد، الذي قدم شكوى رسمية للبريمير ليغ.
التعليقات