عام 2012 .. عام لن ينساه جمهور الرياضة وتحديداً كرة القدم، ليس فقط في مصر أو في أفريقيا بل في العالم أجمع، ولما لا، وهو العام الذي ارتكبت فيه الجريمة الأفظع والأبشع في تاريخ الرياضة عموماً، ألا وهي المعروفة إعلامياً بـ quot;مجزرة بورسعيدquot;، التي راح ضحيتها أكثر من 70 من جمهور النادي الأهلي، عقب مباراة فريقهم في الأول من شهر شباط / فبراير الماضي أمام نادي المصري البورسعيدي، بعدما تعرضوا لهجوم دامٍ في المدرجات طوال ما يقرب من نصف ساعة.


أشرف أبو جلالة - إيلاف :تلك المجزرة التي لا تزال حتى وقتنا هذا تلقي بظلالها على مختلف الأصعدة والمستويات، مع استمرار نظرها أمام القضاء، ووسط ترقب كبير من جانب مسؤولي النادي الأهلي وجماهيره العريضة التي مازالت تنتظر القصاص العادل للضحايا.

ورغم حديثنا في هذا التقرير عن حصاد العام رياضياً في مصر، وهو التقرير الذي من المفترض أن يتركز في الأساس على أهم الانجازات أو حتى الإخفاقات التي كانت من نصيب مختلف الرياضات في البلاد، إلا أن الحديث عن تلك المجزرة المأساوية جاء ليخيم بظلال كئيبة على مشوار الرياضية بشكل عام في مصر طوال العام.
حيث كانت تلك المجزرة سبباً في توقف النشاط الرياضي بمصر حتى الوقت الراهن، حيث تصاعدت النداءات عقب الواقعة للمطالبة بوقف الدوري وباقي المنافسات، بما في ذلك دوريات الدرجات الأدنى، وذلك مراعاةً لطبيعة الجريمة غير المسبوقة.
وهي الواقعة التي كانت سبباً مباشراً فيما بعد وراء الإطاحة باتحاد الكرة حينها برئاسة سمير زاهر، الذي حمله كثيرون في تلك الفترة المسؤولية عما جرى في بورسعيد.
كما برز خلال هذا العام خروج المنتخب المصري الأول لكرة القدم من تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي ستستضيفها جنوب أفريقيا عام 2013 ليغيب بذلك الفراعنة أصحاب الرقم القياسي للفوز بالبطولة القارية ( سبع مرات ) بعد تلقي الهزيمة أمام منتخب أفريقيا الوسطي في إستاد برج العرب بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، ليخرج بذلك خالي الوفاض للمرة الثانية على التوالي من تلك التصفيات.
فيما نجح منتخب مصر الأوليمبي في انتزاع أول بسمة من جمهور الكرة بعد نجاحه في الصعود لأولمبياد لندن عقب احتلاله المركز الثالث في التصفيات الأفريقية المؤهلة لتلك الدورة الأولمبية التي أقيمت في عاصفة الضباب خلال الصيف الماضي. وقد ودع الفريق الأولمبياد بعد هزيمته من اليابان بنتيجة 3/0 في دور الثمانية.
وفي نفس البطولة، نجح المصريان كرم جابر في إحراز فضية وزن 84 كيلوغراماً بالمصارعة الرومانية وعلاء الدين أبو القاسم في إحراز فضية سلاح الشيش في المبارزة.
وكانت المعادلة الأصعب والمفاجأة الأكبر هي تلك التي نجح في تحقيقها النادي الأهلي بعد تمكنه من تجاوز العديد من العقبات والصعاب طوال مشواره في بطولة دوري أبطال أفريقيا، سواء في المرحلة التي تلت مجزرة بورسعيد، أو حتى في دوري المجموعات، في ظل توقف النشاط الكروي في مصر تماماً، ليتمكن في الأخير من حسم البطولة لصالحه، بعد هزيمته نادي الترجي التونسي في عقر داره بتونس بنتيجة هدفين لهدف، بعد أن تعادلا سوياً في الذهاب ببرج العرب بهدف لمثله.
ولم يتوقف إبهار النادي الأهلي عند هذا الحد، بل واصل التألق في بطولة كأس العالم باليابان، التي انتهت فعاليتها قبل أيام، بعدما قدم مستويات طيبة بجميع المباريات التي خاضها بالبطولة، سواء أمام النادي المضيف هيروشيما الياباني بعدما تغلب عليه بهدفين لهدف، أو أمام كورينثيانز البرازيلي في نصف النهائي رغم خسارته بهدف نظيف، أو أمام مونتيري المكسيكي بعد خسارته بهدفين نظيفين.
وأبى العام أن يودع جمهور الكرة في مصر إلا وهو يحمل أخباراً سارةً تبعث على التفاؤل خلال العام المقبل، حيث وقع اختيار الاتحاد الأفريقي على نجم الأهلي ومنتخب مصر، محمد أبوتريكة، باعتباره أفضل لاعب محلي داخل القارة، والنادي الأهلي باعتباره أفضل نادي في القارة، والنجم الشاب محمد صلاح لاعب المقاولين العرب السابق ونادي بازل السويسري الحالي، باعتباره أفضل موهبة صاعدة في أفريقيا.
كما فقدت الكرة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص خلال عام 2012 واحداً من أبرز لاعبيها ومدربيها على مر التاريخ ألا وهو الكابتن الكبير محمود الجوهري، صاحب إنجاز التأهل لمونديال 1990، وقد كرمه الكاف مؤخراً بمنحه جائزة quot;الأسطورةquot;، وهي بالفعل جائزة يستحقها الجنرال رغم أنها لم تأتِ إلا بعد وفاته.