بالنسبة إلى مانشستر سيتي فإن أي تغيير في القمة سيختصر في سؤال بسيط: هل يريد أن يكون مثل ريال مدريد أو برشلونة، بعدما كاد أن يصبح قريباً منهما.

هل ينبغي جلب نقطة فاصلة، مثل جوزيه مورينيو المدرب العبقري لإتخاذ الخطوة النهائية، الذي يحوّل فريقه إلى المنافسة على الفوز بلقب:دوري أبطال أوروبا؟

أو هل يجب أن يكون هدف السيتزين جلبمدرب قادرعلى صياغة اتجاه النادي وتجسيده على المدى الطويل مثل بيب غوارديولا المكلف بإدخال فلسفة اللعبة التي يحتذى بها جيلاً بعد جيل. المدرب الذي سيعمل مع ثمار الأكاديمية الذين سينبعون في ظل استاد الاتحاد؟

ولكون مشروع مانشستر سيتي طموح جداً، فإن هناك بدائل قليلة حقاً. فإذا كان روبرتو مانشيني في آخر موسم له مع النادي - ولم تكن هناك مناقشة رسمية لمنصبه بعد، ناهيك عن عدم اتخاذ مثل هذا القرارndash; فإنه لا يمكن أن يكون هذا عملاً مبرراً.

وهل كان تعيين أندريه فيلاس ndash; بواس بمنصب المدير الفني لتشلسي ترقية من كارلو أنشيلوتي؟ وهل كان تفكير المسؤولين في ستامفورد بريدج صائباً عندما قرروا أن يحل أفرام غرانت محل مورينيو؟

يجب على مانشستر سيتي ألا يأخذ الأفراد بنظر الاعتبار فقط، بل السياسة العامة أيضاً. ضمان اللقب مهما كان الثمن أو وضع الأسس لتحقيق النجاحات والتنمية.

ولكن يبدو أن كل الحديث الآن هو عن مواجهة ريال مدريد مع برشلونة، حتى المكائد والدسائس في الدوري الممتاز الانكليزي.

وسيكون موضوع مستقبل مانشيني بنداً رئيسياً على جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقده المسؤولين الكبار في استاد الاتحاد في أيار المقبل وعلى رأسهم المالك الشيخ منصور ورئيس مجلس الإدارة خلدون المبارك ومدير الكرة براين ماروود. حيث أنه ليست هناك جدوى من عقده الآن، إذ يخوض مورينيو وغوارديولا معركة من أجل التفوق في اسبانيا. وربما إلى حد بعيد في أوروبا أيضاً، ولديهما ممثلين قادرين على خلق ضجيج مشجع، ولكن من غير المؤكد أن يكون له تأثيراً.

وإذا أصبح أول مدرب يحتفظ باللقب الأوروبي في شكله الجديد (دوري أبطال أوروبا)، فهل سيعتبر غوارديولا أن النكهة قد انتهت في برشلونة؟ وإذا سقط أمام ريال مدريد في واحدة أو كلتا البطولتين، فهل سيكون على استعداد لمغادرة الحقبة المجيدة باعتباره خاسراً؟

على قدم المساواة، هل الفوز بلقب محلي سيكفي لتلبية غرورو مورينيو أم أنه يريد أكثر من ذلك؟

وإذا فشل في انتشال لقب لاليغا من برشلونة هذا الموسم، فهل سيكون على استعداد للمضي قدماً في هذه المهمة التي لم تكتمل للمرة الأولى في مسيرته التدريبية؟

ويقيناً لا يمكن لمانشستر سيتي أن يعرف أي شيء عن هذا. وأقصى ما يمكن أن يكتشفه، من خلال طرف ثالث، هو ما إذا كان، من حيث المبدأ، يمكن مفاتحة مورينيو أو غوارديولا.

وهل أنهما على استعداد لغلق الباب في مانشستر يونايتد وفتح آخر في مانشستر سيتي على سبيل المثال؟

احتمال تقاعد السير اليكس فيرغسون هو تعقيد آخر. لأنه من المعروف أن مورينيو يطمح في أن يكون خليفته في أولد ترافورد. وبالتأكيد أن هذا المنصب سيكون مغرياً لغوارديولا أيضاً.

ومع ذلك، إذا بدأ أي منهما العمل في استاد الاتحاد، فإنه لن يتم توظيفه في أولد ترافورد مستقبلاً. لذا فإن على السيتزين الانتظار. وبما أن لقب الدوري الممتاز لهذا الموسم قد ضائع منه، ولكن الطريقة التي يلعب بها الفريق تحت إدارة مانشيني ماتزال تعتبر رائعة. فهو مر بأوقات معقدة، ولكن النادي آخذ بالتحسن: من المركز الخامس في البريمير ليغ إلى الثالث ثم الثاني تحت إدارة مانشيني. والخطوة الأخيرة تكون أصعب دائماً.

عندما أقال مانشستر سيتي مديره الفني مارك هيوز، شعر أنه كان يقوم بالتغيير. أصحاب العمل كانوا يريدون مدرباً مع تجربة أوروبية يعمل كجسر بين الإدارة واللاعبين رفيعي المستوى من الوافدين الجدد مثل روبينيو. واعتقد هيوز بأنه يستطيع أن ينجح في ذلك بالاعتماد على فريق عمله الموجود وراء الكواليس، مارك بوين وإدي نيدزوسكي.

وفي الوقت الذي أصر النادي أنه لن يتمكن من المضي قدماً مع فريق عمل هذا، رفض هيوز الانصياع. عندئذ لم يكن هناك سوى فائز واحد.

مع مانشيني، فإن الأمور تختلف. فهناك استعداداً للاعتراف بالخطأ، وليس أقلها تصرفات ماريو بالوتيلي، الذي قد يتم بيعه لأنه لم يبد أي استعداد للإطاعة.

quot;إذا لم نتمكن من الفوز بلقب الدوري، سيعرف روبرت لماذا، وأنه سيكون على استعداد لمعالجة ذلكquot;، قالها أحد كبار الرؤساء التنفيذيين في مانشستر سيتي في وقت سابق من هذا العام. مصراً أيضاً على أن مركز مانشيني آمن بغض النظر عن النتائج. ربما لذلك مايزال الايطالي في منصبه لحد الآن.

ربما، ولكن على رغم ذلك، إذا أصبح غوارديولا أو مورينيو متاحين، فإن من شأن ذلك أن يدعو إلى تغيير قواعد اللعبة. وبالتأكيد مانشيني لم يكن سيئاً إلى درجة أنه ينبغي أن يحل محله مديراً فنياً آخر في نهاية هذا الشهر. فالأمر يتطلب الاستحواذ على واحداً من أفضل المدربين في أوروبا لإستلهام التغيير. وتبدو الآن ان كل الاحتمالات هي لصالح غوارديولا.

يدار مانشستر سيتي من أبوظبي التي ليس لديها ثقافة الازدهار ثم الاخفاق. تحب أبوظبي بوجود هيكل وترغب في أن يكون لديها خطة مدروسة.

مانشسر سيتي أنفق أموالاً ضخمة وبسرعة وكانت له رغبة في التألق من خلال محاولة تجنيد كاكا، ولكن كان هناك حذر أيضاً.
في الآونة الأخيرة كان التركيز على التنمية، ويريد السيتزين غوارديولا بسبب عمله الكبير في أكاديمية لاماسا بالإضافة إلى انتصاراته مع فريق برشلونة الأول. فهو يقدم حزمة كاملة.

على نقيض من ذلك، مورينيو يأتي مع المطالبة بالمبالغ. ليس فقط من حيث سوق الانتقالات، ولكن هذه فلسفته أيضاً. ولا يوجد أحد يعترض على انتصاراته ولكنه ليس مستثمراً، فهو يصل إلى أي نادٍ ويقوم بعمله ndash; وبثبات عمل رائع جداً دائماً ndash; ويرحل. فهل هذا ما يحتاجه السيتزين؟

ربما الحاجة إلى سحب اللقب من مانشستر يونايتد الذي هو من الضخامة بحيث أن مانشستر سيتي على استعداد للتخلي عن خطة مدتها عشرة أعوام لزوبعة لسنتين، ومن ثم البدء من جديد إذا غادرها المدير الفني.

ومما لا شك فيه أن مورينيو يفي بوعوده. رومان إبراموفيتش رغب لقب الدوري في تشلسي. انتر ميلان توق للهيمنة على الكرة الأوروبية. وريال مدريد يريد تجاوز برشلونة. مورينيو يشبه بالقاتل المأجور. يصيب الهدف ويرحل. والغالبية العظمى من أنصار السيتزين مستعد لدفع المكافأة في الوقت الحاضر... وإلى الجحيم للعواقب.

ولكن ماذا عن خيار ثالث؟ ماذا لو لم يتمكن النادي من اغراء غوارديولا أو مورينيو؟ وماذا لو استطاع من اقناع أحدهما؟

بالتأكيد لقد أخطأ مانشيني في مانشستر سيتي. حيث أن المراهنة على بالوتيلي وكارلوس تيفيز لم تؤتى ثمارها. فيما اعتبر إيدن دزيكو عادياً جداً على رغم صفقته الغالية جداً.

ومانشينيى يفتقر أحياناً إلى الجرأة في لحظات رئيسية. فمباراة خسارة ناديه صفر -1 أمام ارسنال مؤخراً كانت صدى لمباراته أمام توتنهام قبل عامين عندما لم يتأهل لدوري أبطال أوروبا. ومن دون أي شك أن تشكيلته الحالية قد جمدت في جزء حاسم من الموسم الحالي.

وليست هناك حتى الآن قائمة شاملة لمديرين فنيين يمكن أن يقوموا بعمل أفضل مما قام به مانشيني باستثناء مدربين اثنين. وهما قطبان متناقضان.

وما يتطلبه مانشستر سيتي هو المركب منهما أيضاً. فإذا وضع رغبة مورينيو للفوز والعناية الأبوية لغوارديولا معاً فماذا ستكون النتيجة؟ السير اليكس فيرغسون!

ولكن لسوء الحظ مانشستر سيتي أنه لا يستطيع من الاستحواذ على خدمات الاسكتلندي.