سجل أغلب ممثلي الكرة العربية في المسابقتين الإفريقيتين نتائج طيبة في لقاءات الذهاب للدور ثمن النهائي جعلتهم يضعون أقدامهم الأولى في الأدوار القادمة بإستثناء الأندية السودانية التي أصبحت على ضوء نتائجها مهددة إما بالإقصاء أو التحول إلى المسابقة الثانية.

ففي دوري الأبطال ضمنت الكرة العربية تواجد على الأقل أربعة أندية في دور المجموعات مع احتمال تزايد العدد في مباريات الإياب التي ستقام ما بين الـ12 و الـ14 من مايو الجاريعلى اعتبار أن بعض الأندية العربية وإن خسرت المعركة فإنها لم تخسر الحرب و لا تزال أمامها فرص للتدارك خاصة أنها ستلعب العودة على أرضها.

و تؤكد هذه الحصيلة الايجابية حسن استعداد الأندية العربية للحفاظ على عروبة التاج الإفريقي و تعويض إخفاق المنتخبات في كأس الأمم 2012 التي ذهبت لمنتخب زامبيا.

وحققت الأندية التونسية العلامة الكاملة في هذه المحطة ، حيث سجل سفرائها الثلاث ثلاثة انتصارات باهرة ، ففي دوري الأبطال ضرب حامل اللقب الترجي الرياضي بقوة و فاز على ضيفه ديناموس هراري من زيمبابوي مكتسحا إياه بسداسية كاملة تداول على تسجيلها الهيشري والعواضي ويوسف وإيهاب المساكني ويانيك نجونغ ، و بالنظر إلى هذه النتيجة يمكن القول أن الترجي تأهل إلى دور الثمانية لان مهمة دينامو باتت شبه مستحيلة لرد الصاع صاعين ، و تؤكد هذه النتيجة أيضا أن الترجي جاهز لدفاع عن لقبه وهو يستعجل انطلاق المحطة الهامة في البطولة لمواصلة استعراض عضلاته الفنية تحت قيادة مدربه السويسري ميشال دو كاستيل الذي يرغب تعويض إخفاقه مع الوداد البيضاوي العام الماضي مع نفس النادي الذي حرمه من التتويج في النهائي.

وبدوره أكد مواطنه النجم الساحلي طموحه في العودة بقوة إلى الأجواء الإفريقية التي افتقدها في السنوات الماضية ، حيث أصبح على بعد خطوة واحدة من بلوغ المجموعات اثر انتصاره العريض على نادي امادو ديالو من ساحل العاج بأربعة أهداف لواحد .

ومما يؤكد هذا الطموح أن أبناء سوسة ظلوا فائزين بفارق هدف واحد لغاية الوقت البدل الضائع الذي عرف تسجيل هدفين إضافيين بواسطة مصعب الساسي وحاتم البجاوي .

و كان بإمكان النجم أن يضمن تأهله في تونس و قبل التنقل إلى أبيدجان لو لم يهدر الشهودي و الفالحي ركلتي جزاء فضلا عن خوضهم جل أطوار الشوط الثاني بتفوق عددي بعد طرد احد لاعبي الفريق العاجي الذي ظهر بوجه شاحب لا يعكس إطلاقا تفوقه في الدور المنصرم ذهابا وإياباً على شبيبة بجاية الجزائري.

أما الممثل الثالث لثورة الياسمين النادي الإفريقي فيبدو انه مصمم على تعويض خسارته لنهائي الكنفدرالية العام الماضي ، فرغم أن أوضاعه في الدوري المحلي ليست على ما يرام إلا انه يؤدي بشكل جيد في خرجاته الإفريقية حيث انتصر خارج ملعبه على روايال ليوبارس من سوازيلاند بهدف يتيم أمضاه مهاجمه التشادي ازيشال ، وما على الإفريقي سوى تفادي الخسارة لضمان استمراره في المغامرة الإفريقية التي قد ينقد بها موسمه التعيس.

ولم يقصر الثلاثي المصري في الدفاع عن حظوظه الإفريقية رغم المتاعب التي تواجهه مادياً وفنياً منذ أحداث ملعب بورسعيد بعد توقيف النشاط الكروي هناك ، و أكد أن مصر تعيش أيضا ربيعها الكروي وليس فقط السياسي ، و أكد مجددا أيضاً أن تأهله في الدور الماضي لم يكن مجرد صدفة أو نتيجة تواضع المنافسين بقدر ما كان رغبة جامحة للبروز قاريا قبل انقشاع الضباب عن النشاط في مصر مع مستهل الموسم الرياضي الجديد .

فالزمالك حقق أفضل نتيجة بعدما عاد بالانتصار من قلب المدينة العلمية على حساب المغرب الفاسي بثنائية نظيفة سجلها الاحمدين حسن و جعفر.

و رغم القلاقل التي يعاني منها الزمالك و غياب حارسه الأساسي عبد الواحد السيد للإيقاف إلا انه ظهر مستبسلا من اجل استعادة مجده الإفريقي الضائع.

و بدا واضحا أن الداهية رشيد الطوسي لم يكن سوى تلميذ أمام المعلم حسن شحاتة الذي ترك المبادرة للفاسيينيتبادلون الكرات في ما بينهم في وسط الميداندون إحراج عرين القلعة البيضاء ، خطة سهلها أكثر زملاء الزكرومي بتسرعهم وإستعجالهم للتهديف.

و بعد هذا الفوز اقترب الزمالك من بلوغ دور المجموعات الذي لم يصله منذ العام 2008 ، بينما يتجه المغرب الفاسي للتحول إلى كأس الكنفدرالية التي يحمل تاجها والتي يبدو انه ألفها وألفته وما الحب إلا الحب الأول و ما عليه إلى العودة إليها.

ومن جهته احتفظ نادي القرن الأهلي بكامل حظوظه في بلوغ المجموعات لذات المسابقة رغم خسارته في باماكو أمام إستاد مالي في اللحظات الأخيرة للمباراة ، ذلك أن النتيجة التي انهزم بها هدف لصفر لا تقلق عشاق القلعة الحمراء ، ففي وجود أبو تريكة و بركات و متعب و دهاء وحنكة البرتغالي مانويل جوزيه بإمكان الأهلي تداركها بسهولة في القاهرة خاصة إذا حضر الجمهور مثلما كان عليه الحال ضد البن الإثيوبي الذي تعرض للطحن.

و يتجه نادي انبي إلى منح الكرة المصرية أول لقب للكنفدرلية في تاريخها بفضل ظهوره الرائع ، حيث فاز على ضيفه سيركل باماكو المالي بثلاث أهداف لواحد ، وهي نتيجة مطمئنة للمصريين خاصة أن النادي المالي لا يمتلك الخبرة التي تسمح له بتجاوز هذا الفارق عكس انبي الذي يقوده المحنك حسام ألبدري الذي يجيد التفاوض خارج ملعبه عندما يكون فريقه منتصرا بفضل التجربة الكبيرة التي اكتسبها مع الأهلي.

الممثل الوحيد للجزائر في القارة السمراء اولمبيك الشلف يتجه نحو تحقيق الهدف الرئيس الذي حددته إدارة الرئيس عبد الكريم مدوار و هو بلوغ المجموعات قبل التفكير بعدها في الذهاب إلى ابعد الأدوار ولما لا تنشيط النهائي ونيل الكأس التي لم يسبق لأي ناد جزائري أن حرزها بنظامها الجديد.

فرغم انه تنقل الى السودان بتعداد ناقص من ابرز الأوراق الرابحة و هو المهاجم محمد مسعود الا انه تمكن من مجاراة منافسه الهلال مجبرا إياه على التعادل الايجابي بهدف لمثله بعدما وقف حارسه محمد غانم سدا منيعا لهجمات زملاء المالي باري ديبما خاصة بعدما رد المهاجم حاجي على هدف في الشوط الثاني الذي أبان خلاله الشلف عن تكتيك عالي يدين به لمدربه نور الدين سعدي الذي تفوق على نظيره الفرانكو ايطالي دييغو كارزيتو بطل إفريقيا مع مازيمبي عام 2009.

غير أن هذه النتيجة ورغم سلبيتها بالنسبة للهلاليين تبقى سلاح ذو حدين بالنسبة للجزائريين المطالبين بتفادي الغرور وعدم تكرار سيناريو الدور الماضي ضد فيتا كلوب الكونغولي عندما تعادلوا معه سلبا في الشلف قبل أن ينتصروا عليه بشق الأنفس في كينشاسا.

ولم تكن بقية الأندية السودانية أفضل حالا من الهلال فغريمه المريخ انكسرت شوكته في مدينة لومومباتشي عندما خسر في نفس البطولة أمام مازيمبي العائد بقوة لاسترجاع عرشهالقاري الذي حرم منه العام الماضي بقرار إداري من الاتحاد الإفريقي بعد إشراكه لاعبين غير مؤهلين ، و ذلك بنتيجة هدفين لصفر وهي أصعب نتيجة في مبارياتكرة القدم و يصعب على المريخ تدارك هذا الفارق في أم درمان رغم استفادته من عاملي الأرض و الجمهور المؤثرين في مثل هذه المواجهات .

وفي البطولة الثانية خسر أهلي شندي أمام مضيفه سيمبا التنزاني في دار السلام بثلاثية نظيفة تجعل من تأهله لخوض الثمن النهائي المكرر أمرا في غاية الصعوبة خاصة أن المنافس من العيار الثقيل في وقت يفتقر الأهلي السوداني للتجربة.كما تعرض الأمل عطبرة لهزيمة قاسية جدا أمام انتر كلوب الانغولي حصتها أربعة أهداف لواحد تجعل حظوظه شبه منعدمة للتعويض.

كما تباينت نتائج سفراء المملكة الشريفية ، فإذا كان ممثلها الوحيد في الأبطال اقترب من توديع البطولة بعد انكساره في فاس ، فان تمثيلها في الكنفدرالية قد يرتفع إلى ثلاث في الثمن النهائي المكرر و يبدو أن التتويج بالكنفدرالية أصبح اختصاصا مغربيا خالصا و بوجود هذا التمثيل الرفيع فان الحفاظ على مغربية البطولة سيكون أمرا أسهل ، وذلك بعدما اقترب كل من النادي المكناسي والوداد البيضاوي من حجز تأشيرة الاستمرار في المسابقة ، فالأول عاد بتعادل ايجابي ثمين قوامه هدف لمثله تحقق أمام منافس عريق في المسابقات القارية ممثلا في نادي اسيك ميموزا من ساحل العاج ، أما الوداد الذي خسر نهائي الأبطال العام المنصرم فيريد التعويض في الكنفدرالية حيث تجاوز عقبة نادي باماكو المالي بثلاثية نظيفة ودون عناء نتيجة تضعه في أفضل رواق للعب الأدوار الطلائعية رغم الهزة التي اعترضته محليا وربما لمنافسة مواطنه الفاسي على التاج الإفريقي .