برزت في الآونة الأخيرة بعض الظواهر التي تعتبر جديدة على أهل غزة لعلَّ منها توجّه الفتيات الغزيات إلى تشجيع الفرق الأوروبية بشكل خاص .إيلاف كانت في ضيافة العديد من المشجعات وأجرت معهن هذا التحقيق المتزامن مع كأس أمم أوروبا المقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا.


لا يزال المستطيل الأخضر يجذب الملايين من المتابعين، ومنذ الأزل كانت كرة القدم هي صاحبة البساط الأوسع والأكثر متعة والأكثر عدداً من المشاهدين، مدينة غزة كباقي بلدان العالم تتابع الموسم الرياضي الكبير يورو2012 ،لكن الجديد أن الفتيات في قطاع غزة بدأن الاتجاه نحو هوس التشجيع للكرة المستديرة.

فتيات غزيات يتابعن الكرة الاوروبية.. صورة أرشيفية خاصة بإيلاف

ما الأسباب التي تدفع الفتيات في غزة إلى متابعة كرة القدم ؟

وكيف ينظر المجتمع الغزِّي إلى هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة جديدة في غزة؟

إيلاف تجولت بين فتيات غزة ورصدت هوس التشجيع الذي أصبح ظاهرة جديدة .

يتجاذبن أطراف الحديث،يعلو الصراخ ثم ينخفض تارة أخرى ، quot;نور عمرquot;الطالبة في كلية الهندسة المدنية تقول تجذبني كرة القدم بطريقة غريبة وأراني أنسى نفسي في كثير من الأحيان وأنا أشاهد مباراة لكرة القدم، فكرة القدم هي المتعة الحقيقية ،ومنذ أن بدأ الموسم الرياضي يورو 2012 وأنا أتابعه بشغف غريب فهي كما تقول مشجعة كبيرة لاسبانيا،وعن رأي المجتمع الغزي في توجه الفتيات إلى مشاهدة كرة القدم تضيف نور أن أهل غزة لديهم اعتراضات كثيرة جدا ولهم رؤى خاصة تجاه الفتيات وهم يعترضون جدا على تشجيع الفتاة للفرق الرياضية بل يرون أنها عيب في كثير من الأحيان.

أما السبب الذي دفعها إلى التوجه إلى مشاهدة كرة القدم فتشير إلى أن مدينة غزة صغيرة جدا وأن الملل في البداية من دفعها إلى الجلوس بجانب إخوانها ثم تحول هذا الملل إلى حب وتعلق بل وأصبحت من عشاق كرة القدم والرياضة بشكل عام .

وتشاركها الرأي quot;علا مصطفى الطالبة في قسم الرياضة في جامعة الأقصىquot;التي ترى في كرة القدم المتعة والإمتاع ،فهي التي تجذب الملايين من الناس في الكرة الأرضية إلى مشاهدتها بل والتعب إليها.وكما في كل البلدان في العالم فالفتيات يشاركن أيضا الشباب في ميولهم وتوجهاتهم ومدينة غزة ليست بعيدة بالمطلق عن أي حدث رياضي كبير يحدث في العالم،وتتابع مصطفى أرى أن يورو2012 موسم رياضي جميل جدا وعندي شغف كبير لمتابعته ولاسيما أن فريقي المفضل ألمانيا مرشح وبقوة لتصدر المجموعة بل والفوز بلقب اليورو مشيرة إلى العديد من الخلافات التي تنشب جراء اختلاف صديقاتها عنها في تشجيعهن الفرق الأخرى.

وعن وجهة نظر الغزيين في مشاهدة الفتيات كرة القدم تقول مصطفى إن العادات والتقاليد لا تجيز للفتاة أن تشاهد كرة القدم في مقهى أو مجمع أو أي مكان آخر بل إن الناس في غزة ينظرون بعين النقص إلى الفتيات اللواتي يملن إلى مشاهدة الدائرة المستديرة متمنية أن تنتهي هذه النظرة وان يصبح هنالك رابطة خاصة للفتيات الهاويات لتشجيع الفرق كما في كل مدن العالم.

الدكتور درداح الشاعر

وعن الأسباب التي تدفع الفتيات إلى التوجه لتشجيع كرة القدم يقول الدكتور درداح الشاعرquot;المحاضر في قسم الإرشاد النفسي في جامعة الأقصى إنquot;الهروب من الواقع في مدينة غزة هو أول الأسباب التي قد تدفع الفتيات إلى التوجه إلى هذا النوع الجديد من تشجيع كرة القدم،مضيفا أن العديد من المشكلات التي تواجه الفتيات ومنها عدم الخروج بكثرة من المنزل أو منع الأهالي من ممارستهن هوايتهن هو من يدفعهن إلى الجلوس بجانب الإخوة الذكور في البيت ومتابعة كرة القدم ،مُبيناً أن كرة القدم كانت وما تزال الحدث الرياضي الأكثر انتشاراً في قطاع غزة بشكل عام وفي كل دول العالم بشكل خاص.

وعن وجهة نظر أهل غزة في تشجيع الفتاة الفرق الأوروبية يقول الشاعرquot; إن مجتمعنا ضيق جدا ولا يزال يحتفظ ببعض التقاليد ويتمسك بها بطريقة غريبة ومن يخرج عن التقاليد أو العادات يُنظر إليه بطريقة مختلفة ،لاسيما أن وضع الفتاة في مدينة غزة لا يَسمح لها بالخروج في وقت متأخر ليلاً ،لتشاهد مباراة معينة لأي فرقة سواء عربية أو أوروبية ،كما أن المجتمع الغزي لا يتقبل بالمطلق أن يرى فتاة وقد رسمت على وجهها علم فريقها الرياضي المفضل وخرجت بعد المباراة لتحتفل بفوز فريقها.

ويختم أن الكثير من الفتيات بدأن يظهرن بشكل واضح توجههن إلى تشجيع كرة القدم لكنهن ينتظرن موافقة الأهل في البداية ومن ثم وجهة نظر الغزيين في ذلك.

وتبقى كرة القدم لها عالمها الخاص ولا فرق بين المشجع أو المشجعة فهوس التشجيع يتجاوز الجنس إلى ابعد بكثير من ذلك.