إنقسام أوكراني حول السياحة الجنسية في يورو 2012

تدخل منافسات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم التي تقام في الثامن من الشهر الجاري ولغاية الأول من الشهر المقبل، سباقا محموما خارج المستطيل الأخضر عنوانه السياحة الجنسية.

عبدالله زقوت ndash; إيلاف : تتصدر منظمة quot; فيمن quot; المدافعة عن حقوق المرأة في أوكرانيا احتجاجات كبيرة ستزداد وتيرتها مع بدء منافسات بطولة اليورو، حيث تنادي هذه المنظمة بالحد من تجارة الجنس أو ما يعرف بالسياحة الجنسية، لدرجة مطالبتها بعدم إقامة quot; يورو 2012quot; في أوكرانيا كونها ستجذب الجماهير إلى أوكرانيا وبالتالي اجتذاب الملايين منهم للسياحة الجنسية.

وفي الوقت الذي تريد فيه quot; فيمن quot; الحد من السياحة الجنسية، يخرج مسؤولون حكوميون في اوكرانيا للمطالبة بازدهار السياحة الجنسية لأنها ستجذب الكثير من الجماهير أثناء البطولة.

وتنوعت تحذيرات quot; فيمن quot; من ازدهار السياحة الجنسية، حتى قام بعض نشيطاتها من النسوة بالتعري في أكثر من مناسبة وتحت أنظار وسائل الإعلام من أجل لفت أنظار العالم لمطالبهن، كما رفعت مذكرة إلى اليويفا بهدف تحذير الجمهور الذي سوف يسافر إلى أوكرانيا من مخاطر السياحة الجنسية وانتشار مرض نقص المناعة المكتسبة quot;إيدزquot; هناك.

تشجيع حكومي

أثار تصريح صحافي أدلى به رئيس الوزراء الأوكراني فيكتور يانكوفيتش أن ازدهار السياحة الجنسية سوف يجتذب المزيد من الجمهور إلى أوكرانيا خلال quot; يورو 2012quot;، إمتعاض المنظمات الحقوقية ومن ضمنها quot; فيمن quot; والتي ثارت لهذا التصريح .

واعتبرت تلك المنظمات هذا التصريح من مسؤول حكومي كبير بمثابة تشجيع حقيقي للسياحة الجنسية، مؤكدة أنها لن ترضى بذلك.

وتعد أوكرانيا من أكثر البلدان الأوروبية إزدهارا في تجارة الجنس، حيث بحسب تقارير رسمية أوكرانية فإن نحو quot;60quot; ألف امرأة في أوكرانيا تعمل في صناعة الجنس، التي تقول التقارير نفسها إن نحو quot; 350 quot; ألف شخص مصابون بالإيدز هناك.

وتحتل أوكرانيا المرتبة الثانية في مجال تصدير النساء لأوروبا الغربية، حيث تقدر إحصائيات رسمية أنه خلال السنوات العشر الماضية وقعت قرابة quot;400quot; ألف امرأة أوكرانية ضحية تجار البشر.

تظاهرات واحتجاجات

وتواصلت الاحتجاجات المختلفة التي بدأت منذ العام الماضي حين خرجت نساء قمن بتعرية الجزء العلوي من أجسادهن للفت أنظار المارة والتعريف بمطالبتهن القضاء على السياحة الجنسية.

ونظمت تلك النسوة تظاهرات أمام الإستاد الوطني في كييف، وذلك أثناء زيارة الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم quot;يويفاquot; في إطار جولته للاطمئنان إلى استعدادات أوكرانيا لاستضافة البطولة.

وطالبت المتظاهرات كلا من بلاتيني واليويفا باتخاذ إجراءات وعمل برنامج لمشجعي كرة القدم حول عدم جواز السياحة الجنسية وتمويلها والتي تلقى رواجاً أثناء البطولات القارية والعالمية.

وخلال الشهر الماضي، تنوعت حالات التعري للنسوة الأوكرانيات، حيث قامت ثلاث ناشطات أوكرانيات بالتعري احتجاجا على السياحة الجنسية.

وكانت الناشطة يانا زدانوفا آخر النسوة الأوكرانيات اللواتي تعرين بشكل لافت أمام كأس quot; يورو 2012quot;، وذلك أثناء عرض الكأس أمام الجماهير، حيث تقدمت زدانوفا نحو الكأس بنية التقاط صور مع الكأس، لتخلع قميصها مكتوبة على صدرها تقول quot;سحقا ليورو 2012quot;.

هجمات نسائية عارية

بدورها، هددت الاوكرانية اينا شفشينكو أبرز ناشطات منظمة quot; فيمنquot; بهجمات نسائية عارية خلال مباريات quot;يورو 2012quot; ، وذلك اعتراضا منها على ما وصفته بالتعامل مع بلادها على انها quot;بيت دعارة كبيرquot; وكذلك على السياحة الجنسية في بلدها.

وقالت شفشينكو إنه على مشجعي المنتخبات المشاركة عدم العبث مع نساء اوكرانيا حتى لا نعبث معهم ، مؤكدة أن ما يحدث هو بمثابة استغلال لفقر وجهل بعض النساء لأغراض جنسية دنيئة.

وأشارت شفشينكو والتي خلعت الشهر الماضي قميصها وهاجمت كأس quot; يورو 2012quot; إلى أن منظمتها تريد التأكد من أن نساء أوكرانيالسن مجرد أدوات جنسية تشبع رغبات المشجعين، وأن أوكرانيا ليست ببيت للدعارة.

إجراءات تنظيمية

بدورها، أكدت اللجنة المنظمة ليورو 2012 أنه اتخذت إجراءات للحد من انتشار الدعارة خلال أيام البطولة، خصوصا بعد تحذيرات المنظمات الحقوقية ومن ضمنها quot; فيمن quot; بأن البطولة ستكون جاذبة للسياح الراغبين في ممارسة الجنس .

وأكدت اللجنة المنظمة أنها تتوقع أن تجتذب يورو 2012 نحو مليون سائح أجنبي.

يشار إلى أن أوكرانيا عرفت منذ القدم بجمال نسائها وحسن مظهرهن، حيث تعرضت تلك الدولة للكثير من أعمال الاغتصاب أيام الحروب، كما عانت النساء الأوكرانيات كثيرا خلال الحرب العالمية الثانية بسبب الاغتصابات التي حدثت من الجيش الألماني تجاههن.