بعد التصريح الذي أدلى به كابتن هولندا مارك فان بومل الذي استنكر فيه quot;صرخات القرودquot; التي وجهها إليه بعض المشجعين خلال تدريبات منتخب بلاده قبيل انطلاق يورو 2012، وتهديد مهاجم إيطاليا ماريو بالوتيلي بترك الملعب إذا وجهت إليه استهجانات مماثلة، وإثبات برنامج quot;بانوراماquot; لهيئة الإذاعة البريطانية، الذي يحظى بتقدير واحترام كبيرين في العالم، بالصوت والصورة الأحداث العنصرية في بولندا وأوكرانيا جاءت الأحداث المؤسفة بين أنصار روسيا وبولندا بعد انتهاء مباراة فوز الأول 4-1، ما دفع يويفا إلى معاقبة المنتخب الروسي بخصم 6 نقاط منه مع وقف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة والتي سيطبقها مع تصفيات يورو 2016، وتضمن قراره أيضاً بفرض غرامة عليه قدرها 120 ألف يورو.


لندن :دفع طلبة أوكرانيون كل هذا، في رسالة مفتوحة إلى وسائل الإعلام العالمية مؤخراً، إلى إبداء وجهة نظرهم عن انعكاسات كرة القدم مع العنصرية. وهنا مقتبسات منها:
quot;للوهلة الأولى تبدو كرة القدم والعنصرية غير متوافقان إطلاقاً مع بعضهما بعضاً. ولكن للأسف أنها الوهلة الأولى. لأنه إذا حكمنا من الأنباء الأخيرة فإن العنصرية هي سمة من السمات المؤسفة لعالم كرة القدم.
وللأسف كان اللاعبين والجماهير يذكروننا بهذه المشكلة الآن أكثر من سنوات عدة ماضية. وهناك أنواع مختلفة من العنصرية بما في ذلك حتى ضد ذوي البشرة البيضاء.
ولكن الكثير من القصص الأخيرة كانت حول انتهاكات عنصرية ضد السود والآسيويين واللاعبين.
البطولة تشهد فصول متكررة من العنصرية
وبيّنت لنا أحدث المقتبسات من اللاعب الأسود ايبرت بيتاو الذي يلعب لدينامو كييف حول العنصرية أن الناس في أوكرانيا تواجه هذه المشكلة. إذ يقول اللاعب المولود في البرازيل إن العنصرية موجودة في أوكرانيا بسبب عدم وجود برامج تعليمية ملائمة حول التسامح العرقي.
ولإثبات ذلك، أشار بيتاو إلى حادث وقع له قبل سنوات قليلة عندما شاهده صبي في سوبرماركت الذي قال لجدته وهو يشير إلى وجه المدافع: quot;انظري يا جدتي لديه بشرة سوداء!quot;. وشعر اللاعب بالإهانة لهذا الحادث المؤلم، ولكن نحن على يقين أن الفتى لم يكن عنصرياً، وأن ما قاله كان بسبب جهله، كما أنها كانت المرة الأولى التي يتطلع إلى شخص له بشرة سوداء.
لم نكن نفكر كثيراً بمثل هذه المسائل، لأنه لطلبة في مدارسنا الكثير من الأصدقاء من كل أنحاء العالم، ونتعاون معهم بواسطة البريد الالكتروني أو المشاركة في مشاريع مشتركة. نحن لا نولي إطلاقا أي اهتمام بلون بشرتهم.
للتحدث بصراحة حول الحوادث العنصرية في مبارياتنا بكرة القدم. لقد سمعنا الكثير ولكنها لم تكن منظورة، بل هي مجرد ظاهرة في الحياة الحقيقية.
وعلى رغم أن هناك الكثير من المطبوعات تدعي بأن الانتهاكات العنصرية تحدث بكثرة في أوكرانيا، إلا أننا من خلال تجربتنا نرى أنها نادرة.
نحن وعائلاتنا متحمسون لكرة القدم، وأننا ندعم أنديتنا، دينامو كييف وشاختاك دونيتسك، ومن الطبيعي أن نؤيد فريقنا الوطني أيضاً.
وهناك الكثير من اللاعبين من مختلف بلدان العالم يلعبون لهذين الناديين، وبالنسبة إلينا لا يهم من أين أتوا وما هي جذورهم. وبما أنهم يلعبون لفرقنا لذا نحن نحبهم وندعمهم.
نحن نحضر معظم المباريات، إن لم نقل كلها، جنباً إلى جنب مع عوائلنا، وكنا محظوظين إلى حد بعيد لعدم مواجهة أي تظاهرات عنصرية أبداً.
أنصار أوكرانيا يغضبون بشدة عندما يكون أداء اللاعب سيئاً، على رغم أنه لا يهم من يكون هذا اللاعب، أوكراني أم لا.
نعتقد بأن الجماهير هي من الناس مع عواطفهم وضعفهم، فهم يذهبون إلى مباريات كرة القدم للاسترخاء أو الهوس والنشاط، فهم يسترخون لدعم فريقهم المفضل ويصرخون ويبكون ويصفرون.
بشكل عام، نحن أمة ودية للغاية ومضيافة، متسامحة وتحترم الآخرين. ونأمل بأن يقوم جيلنا بتغيير وجهة نظر الآخرين في هذه المسألة التي لم تكن موجودة في بلادنا.
إنه أمر محرج أن مثل هذه الظاهرة النكراء لها مكان في كرة القدم. ومع ذلك، فإننا نعتقد بأن الرياضة ستهزم ذلك!
وبالتأكيد أنها ليست مشكلة في كرة القدم فقط، ولكن أيضاً لمجتمعنا وللإنسانية جمعاء. ويمكننا، وسنتغلب على هذه quot;القرحةquot; المروعة.
وللوصول إلى هذا الهدف فلابد أن يبدأ كل فرد مع نفسه. عليه أن يصفي عقله من الأفكار الرهيبة والهزيلة.
ومن خلال ذلك، يمكن أن تدخل البشرية في مجتمع جديد، خالي من التحيزات والتعصبات والعنصرية! وبالتالي حياتنا وسعادتنا في أيدينا، ونحن فقط بحاجة على أن نبدأ مع أنفسنا أولاً...quot;.