يستعد المنتخب البرازيلي لكرة القدم للقضاء على اللعنة التي حاصرته في دورات الألعاب الأولمبية على مدار ستة عقود ويطمح الفريق إلى التتويج بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم للرجال في منافسات دورة الألعاب الأولمبية القادمة (لندن 2012) .
وقال أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (الجوهرة السمراء) ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، quot;هناك فرصة كبيرة لكسر هذه اللعنةquot;.
وقاد بيليه المنتخب البرازيلي إلى الفوز بلقب كأس العالم ثلاث مرات في أعوام 1958 بالسويد و1962 في تشيلي و1970 بالمكسيك كما يراه كثيرون أفضل لاعب في تاريخ اللعبة حتى الآن.
ويشعر بيليه بالحيرة مثل باقي البرازيليين بسبب فشل منتخب بلادهم في إحراز ذهبية كرة القدم في الدورات الأولمبية حتى الآن.
وقال بيليه quot;لم يعد هناك أي تفسير منطقي بالفعلquot;.
وأضاف مازحا quot;ربما يكون ذلك لأن بيليه لم يشارك في الدورات الأولمبيةquot; مشيرا إلى أن السبب قد يعود للمشاركة المتأخرة للمنتخب البرازيلي في الدورات الأولمبية حيث بدأ مشاركاته في أولمبياد هلسنكي 1952 .
وعلى مدار 15 دورة أولمبية شارك فيها المنتخب البرازيلي لكرة القدم ، حصد الفريق خمس ميداليات فقط كان منها ميداليتان فضيتان في أولمبياد لوس أنجليس 1984 وأولمبياد سول 1988 إضافة لثلاث برونزيات كان آخرها في أولمبياد بكين 2008 .
ويبدو هذا الحصاد الهزيل محيرا للجميع في البرازيل خاصة وأن المنتخبات البرازيلية التي شاركت في عدد من هذه الدورات الأولمبية ضمت بين صفوفها نجوما بارزين على شاكلة روماريو وبيبيتو الفائزين بلقب كأس العالم 1994 ورونالدو الفائز بلقب كأس العالم 2002 .
والحقيقة أن بيليه ، الذي سجل 1231 هدفا خلال مسيرته الكروية التي استمرت لعقدين من الزمان ، كان استثناء من هذا حيث غاب عن المنتخبات البرازيلية المشاركة في الدورات الأولمبية لأن لوائح الدورات الأولمبية كانت تقضي في الماضي باقتصار المشاركة على اللاعبين الهواة بينما وقع بيليه أول عقد احتراف له وهو في السادسة عشر من عمره.
ولهذا السبب فقط ، لم يستطع بيليه المشاركة في الدورات الأولمبية التي لم تسمح للمحترفين بالمشاركة حتى الثمانينيات من القرن الماضي.
وقال بيليه quot;أشعر بالأسى على ذلك لأنني كنت أتمنى المشاركة في الدورات الأولمبيةquot;.
ورغم ذلك ، يشعر بيليه quot;الملكquot; بالثقة تجاه المنتخب البرازيلي الحالي بقيادة المدير الفني مانو مينزيس والمهاجم الشاب نيمار دا سيلفا /20 عاما/ الذي يقارنه كثيرون بالأسطورة بيليه.
كما يضم المنتخب البرازيلي الحالي العديد من اللاعبين البارزين مثل لاعبي خط الوسط لوكاس وأوسكار والمهاجم لياندرو دامياو. وأوضح بيليه quot;مانو مينزيس لديه فريق جيدquot;.
ولكن تفاؤل بيليه لا يسود بشكل كبير بين مواطنيه الذين اعتادوا على خيبة الأمل التي يتعرض لها فريقهم في الدورات الأولمبية واعتادو أيضا على خطأ التوقعات التي تصدر عن quot;ملكquot; كرة القدم البرازيلي بيليه.
وعلى سبيل المثال ، أوضح بيليه قبل سنوات أن المنتخب الكولومبي سيكون ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على لقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة ولكن الفريق خرج من الدور الأول للبطولة.
وتعتمد تحفظات البرازيليين بشكل كبير على العروض المتواضعة التي قدمها المنتخب البرازيلي الأول في الفترة الماضية بقيادة مينزيس ومنها المستوى السيئ للغاية الذي ظهر عليه الفريق في البطولة الكبيرة الوحيدة التي خاصها بقيادة هذا المدرب وهي كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2011 بالأرجنتين والتي خرج فيها الفريق أمام باراجواي في دور الثمانية.
كما خسر المنتخب البرازيلي الأول أمام منتخبي ألمانيا وفرنسا وديا.
وفي المباريات التي خاضها المنتخب البرازيلي مؤخرا ضمن استعداداته للأولمبياد ، نجح مينزيس في الحصول على بعض الثقة من خلال الانتصارين المقنعين على الدنمارك 3/1 والمنتخب الأمريكي 4/1 .
ولكن هذه الثفة تلقت صدمة كبيرة في يونيو الماضي بهزيمة الفريق صفر/2 أمان نظيره المكسيكي وديا والتي كشفت عن المشاكل التي يعانيها الفريق عندما يواجه منافسا يتسم بالقوة الدفاعية.
كما سقط المنتخب البرازيلي في فخ الهزيمة 3/4 أمام نظيره الأرجنتيني بفضل الأهداف الثلاثة التي سجلها النجم الأرجنتيني البارز ليونيل ميسي.
ورغم ذلك ، ما زال بيليه يعتقد أن الفريق الشاب الذي شكله مينزيس يمكنه الفوز بالذهبية الأولمبية غير المسبوقة كما يرى أن مينزيس قادر على قيادة الفريق للفوز بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل ليكون اللقب العالمي السادس في تاريخ راقصي السامبا.
وقال بيليه quot;الفوز (بالذهبية الأولمبية) سيمنح البرازيل مزيدا من الثقةquot;.
وأوضح أن الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية سيكون في غاية الأهمية بالنسبة لنيمار الذي رفض في العام الماضي عروضا للانتقال إلى ريال مدريد وبرشلونة الأسبانيين وتشيلسي الإنجليزي ليظل ضمن صفوف سانتوس البرازيلي الذي قضى معه بيليه سنوات طويلة في الماضي.
ويرى بيليه أن الذهبية الأولمبية ستمنح الخبرة الدولية التي ما زال يفتقدها وسيساعده ذلك في تطوير قدراته بشكل جيد.
وقال بيليه quot;نيمار لاعب يتمتع بالخبرة. ولكن إذا توج المنتخب البرازيلي باللقب الأولمبي ، سينال نيمار خبرى دولية هائلةquot;.
وما زال بيليه على ثقة بأن النجم الشاب نيمار هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم حاليا وأنه يتفوق حتى على ميسي نجم برشلونة الأسباني.
التعليقات