ربما لا يكون الرياضيون الأفغان يتنافسون على الميداليات في أولمبياد لندن، ولكنهم سيبذلون قصارى جهدهم من أجل بلادهم التي مزقتها الحروب.
ويشارك ستة رياضيين أفغان في أولمبياد لندن التي تنطلق فعاليتها يوم الجمعة المقبل.
ومن بين الرياضيين الست هناك سيدة واحدة، حسبما أكد محمد زاهر اكبر رئيس اللجنة الأولمبية الأفغانية، وهي تاهمينا كويستاني العداءة التي ستشارك في سباق 100 متر.
والمشاركون الخمسة الآخرون هم روح الله نيكباي وناصر باهاوي في التايكوندو والعداء مسعودي عزيز والملاكم اجمل فيصل ولاعب الجودو اجمل فايز زاده.
وتأهل كل من نيكباي وباهاوي فقط إلى الأولمبياد عبر التصفيات بينما تلقى الآخرون دعوات من اللجنة الأولمبية الدولية، وهي ترتيبات يتم اتباعها مع البلدان التي لا يستطيع رياضييها تحقيق معايير المنافسة.
وقال أكبر الذي يترأس وفدا أفغانيا يتألف من 29 شخصا quot;لا يوجد لدى الأفغان ما يخافون عليه في أولمبياد لندن، المشاركة نفسها بمثابة مجد كبيرquot;.
وأضاف quot;ولكننا مازلنا نأمل في أن يقدموا أقصى ما بوسعهم، نتمنى أن يحققوا منافسة جيدةquot;.
ومن جانبها أوضحت كويستاني quot;بالنسبة لي، الفوز ليس مهما، الأمر يتعلق بتحقيق شيء لبلادي ولمجتمعيquot;.
وقال مسئولون إنه في إطار الاستعداد للدورة الأولمبية فإن أفغانستان خصصت نحو خمسة ملايين يورو على مستلزمات التدريبات والغذاء للرياضيين.
وأشار اكبر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) quot;رغم أن الحكومة الأفغانية عجزت عن أن تقدم لرياضييها نفس الفرص مقارنة بالدول الأخرى، فإن الرياضيين المشاركين سيصلون لندن في حالة معنوية رائعةquot;.
وأكد quot;نتمنى أن يعودوا إلى أرض الوطن بحفنة من الميداليات، وأن يشرفوا بلدهم، وأن يمنحوا شعبهم سببا للشعور بالفخر، وهو ما حققه الكثير من الرياضيين في الماضيquot;.
وأكد أشرف نورزاي، وهو طالب في كابول أن لديه الكثير من الأمال من الرياضيين الأفغان خاصة من جانب نيكباي وباهاوي، ووصفهما بأنهما quot;ثنائي التايكوندو النشيطquot;.
ويعد نيكباي هو الرياضي الأفغاني الوحيد الفائز بميدالية أولمبية، بعدما توج بالميدالية البرونزية في اولمبياد بكين 2008.
وحل باهاوي في المركز الثاني في العام الماضي في البطولة الأسيوية.
وسجلت العداءة كويستاني أفضل زمن في سباق 100 متر بإجمالي 40ر13 ثانية وجاءت مشاركتها في الأولمبياد لترسل الكثير من الرسائل المؤثرة.
وفي مقابلة مع صحيفة هيرالد النيوزلندية في وقت سابق من الاسبوع الحاري، قالت كويستاني أنه كان من المهم أن تشارك في أولمبياد لندن لكي تثبت أنه من الخطأ الاعتقاد بأن quot;الفتيات اللاتي يمارسن الرياضة فاسقات ويجلبن العار لعائلاتهنquot;.
وسيصبح عزيزي أول رياضي أفغاني يشارك في ثلاث دورات أولمبية متعاقبة.
ونتيجة لعقود من الحروب، ظلت التنمية الرياضية في أفغانستان في المرتبة الأخيرة بسبب رحيل الرياضيين أو مشاركتهم في الصراع المرير.
وترجع أول مشاركة لأفغانستان في الأولمبياد الصيفي إلى عام 1936ولكن لم يكن هناك أي رياضي أفغاني بين عامي 1980 و2004 خلال حكم حركة طالبان التي كانت تحظر كافة أشكال الرياضة.
وفي 2004 شارك خمسة رياضيين أفغان في أولمبياد أثينا، وشهدت الدورة مشاركة أول رياضية ترتدي حجابا، وهي روبينا جالاي.
ودفعت أفغانستان بخمسة رياضيين في أولمبياد بكين 2008 .. وهجرت عداءة المسافات المتوسطة معسكر الفريق في إيطاليا وذهبت إلى النرويج طالبة اللجوء السياسي.
ويوم الخميس الماضي دشنت أول قناة رياضية تليفزيونية في أفغانستان قبيل انطلاق الأولمبياد.
وقال اكبر quot;هناك نمو حافل ولكن ذلك ينبغي أن يجتمع مع الموارد، والبنية التحتية والتشجيعquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات