quot;سواها... سواها ناصرquot;. صوت ممزوج بالفخر والفرح تصاعد من مدرجات ثكنة المدفعية الملكية في لندن، بعد ثوان على احراز الرامي القطري ناصر العطية برونزية السكيت الثلاثاء، مانحا العرب اول ميدالية في العاب لندن الصيفية والثالثة لقطر في تاريخ مشاركتها.

كانت الاعصاب مشدودة في الدور النهائي بين ست رماة من اصل 36 تأهلوا بجدارة بعد يومين من المنافسات، لكن القدر تدخل مجددا ووضع ناصر امام جولة تمايز على الميدالية البرونزية مع الروسي فاليري شومين، بعد تعادلهما بعدد الاطباق (144 من اصل 150) اثر حسم الاميركي الشاب فنسنت هانكوك الذهبية (148) والدنماركي انديرس غولدينغ الفضية (146).

طبق يطير بسرعة كبيرة من الجهة اليمنى واخر يليه بعد لحظات من الجهة اليسرى، تهدر بعدها طلقات النيران القطرية ليرد عليها الروسي، لكن بعدما اصبت النتيج 6-5، تأخر شومين وراحت طلقته ادراج الرياح ليسقط الطبق كاملا على الارض ويرفع البطل القطري قبضته على عشب الملعب الواقع في ووليتش في جنوب-شرق لندن.

كانت الغلبة للجماهير الاميركية والدنماركية لتشجيع الرقيب في الجيش الاميركي هانكوك الذي اعتبر لاحقا ان quot;ناصر كان ممتازا ويستحق الميداليةquot;.

حمل ناصر (41 عاما) بندقيته والبسمة على محياه بعد خمس محاولات اولمبية لم تبتسم له، وهو قال لوكالة فرانس برس: quot;انتظر هذه الميدالية منذ خمسة اولمبيادات. تذكرت في جولة التمايز ما حصل معي في اثينا 2004، اعتقد اني واجهت انذاك الرامي الكوبي (خوان ميغيل رودريغيز). خسرت البرونزية لكن صمدت، اردت ان اكون اول رام قطري يحرز ميدالية في الالعاب. في اللحظات الاخيرة لم اكن افكر سوى في البرونز، وكنت حريصا على الرمي والتحرك بيني وبين الطبقquot;.

ناصر الذي احرز رالي دكار الصحراوي 2011، شارك بصعوبة في الالعاب الحالية quot;تلقيت رسالة قصيرة خلال رالي دكار 2012 بانه يتعين علي المشاركة في التصفيات الاولمبية، لكن كان علي الانسحاب من الرالي وبالتالي عدم الدفاع عن لقبي، بيد ان خروجي بعد تسعة ايام سمح لي خوض التصفيات. وبعدما اصبت فيها 150 طبقا من اصل 150 تحقق الحلم الانquot;.

تختلف الاجواء في ثكنة quot;رويال ارتيليري باراكسquot; العريقة عن المجمع الاولمبي الصاخب، فتحت زخات المطار اللندنية والرياح الناعمة، سرق العطية الاضواء من هانكوك وغولدينغ، نظرا للانجاز الكبير الذي حققه بالجمع بين لقب رالي دكار وبرونزية الرماية الاولمبية، وذلك بعد احرازه لقب بطولة الشرق الاوسط للراليات سبع مرات، وهذا ما تحدث عنه الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني امين عام اللجنة الاولمبية القطرية الذي كان متحمسا مع الوفد القطري بعد اهدار شومين الطلقة الاخيرة: quot;هذا الانجاز لم يتحقق من فراغ، اذ استطاع ناصر من المحاولة الخامسة ان يكلل جهوده. هذه رسالة لجميع الرياضيين العرب ان الانسان الذي يبني سيقطف الثمار لا محالة. لا يوجد رياضي في العالم حقق هذا الانجاز. فاز ناصر برالي دكار والان اصبح رياضيا كاملاquot;.

على رغم الانجاز الذي حققه، الا ان ناصر بقي هادئا ورزينا اثناء تسلمه الميدالية من السباحة المصرية السابقة رانيا علواني التي شاركت في العاب 1992 و1996 و2000، والتي قالت: quot;كانت اعصابنا متوترة في النهاية، لكنا كنا على ثقة انه سينال الميدالية. كنا نأمل ان تكون ذهبية او فضية لكن المنافسة كانت غاية في الصعوبةquot;.

طوقت الميدالية عنق الرياضي المتعدد المواهب تحت انظار البعثات العربية من الكويت والامارات وعمان وغيرها: quot;هذا يوم عظيم بالنسبة الي. اذا قارننا الرماية في قطر مع دول اخرى، نجد اننا دولة صغيرة والرماية جديدة لدينا، لكن الاتحاد القطري ساعدني كثيراquot;.

ناصر الذي تمرن شهرين فقط للالعاب بسبب ارتباطه في عالم الراليات، اقر انه اذا اجبر على الاختيار بين الراليات والرماية سيختار الرماية quot;اضطررت الى فسخ عقدي مع شركة السيارات التي كنت ارتبط معها، وقد دفعت اموالا كثيرة لكسر هذا العقد لكي اتدرب لاشهر قليلة للالعاب الاولمبية، ولكن تبين اليوم ان الامر يستحق العناء وايضا دفع كل هذه التكاليف من اجل بلادي. لن اتوقف هنا، ساكمل المشوار نحو العاب ريو دي جانيرو 2016. لست نادما على عدم تحقيق الفضية او الذهبية، هذا نصيبي وساسعى للذهب في المستقبلquot;.

فتح العطية الباب امام جيل يحلم بالمعدن الاولمبي، وهذا ما شعرت به مواطنته بهية الحمد (20 عاما) التي حلت في المركز السابع عشر في مسابقة البندقية الهوائية لعشرة امتار قبل ثلاثة ايام: quot;ناصر مثلي الاعلى. ساخصص حياتي للرماية وامل ان اسير على طريقهquot;.