وسط الشغف والولع الغريب لدى الغزيين بمتابعة الدوريات الأوروبية،تنامت ظاهرة بجوار التشجيع هي هوس إنشاء أصحاب المقاهي لشاشات العرض الكبيرة بهدف استقطاب أكبر عدد من المشجعين وبالتالي يحققون بعضا من أهدافهم كما يقولون.


الكرة المستديرة معشوقة الجماهير، يتحلّق حولها الشباب والكبار والصغار في دوائر، كل يشجع فريقه الخاص.ومنذ الأزل كانت وما زالت كرة القدم الرياضة المحببة إلى الإنسان لما تتميز به من تشويق وإثارة .

أصوات الصرخات والتشجيع تثبت لك أن هذا المقهى يعج بالزوار الذين ارتادوه ليقوموا بحضور مباريات الدوري الاسباني والانكليزي.

ووسط الشغف والولع الغريب لدى الغزيين تنامت ظاهرة بجوار التشجيع هي هوس إنشاء أصحاب المقاهي لشاشات العرض الكبيرة بهدف استقطاب اكبر عدد من المشجعين وبالتالي يحققون بعضا من أهدافهم كما يقولون.

مقاهي غزة تعج بمتابعي الدوري الإسباني

ويرى أصحاب المقاهي أن ظاهرة التشجيع تزايدت بشكل ملفت للنظر،وأن الحاجة هي من دفعتهم إلى إنشاء أماكن مخصصة للمشجعين الرياضيين .

إيلاف تجوّلت بين المشجعين وأصحاب المقاهي ورصدت ظاهرة تنامي المقاهي التي تقوم بعرض المباريات المشفرة.

عشق قديم ..

الشاب محمد لافي يعرب عن عشقه للرياضة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص،فهو كما يقول على الدوام من المتابعين لها بل انه أحيانا إذا وجد الكهرباء مقطوعة فان الحالة الشعورية التي تنتابه هي الغضب ويحرص أن يتابع المباريات عبر المقاهي وشاشات العرض دائما .

ويرى لافي أن كل المباريات التي يتابعها وخاصة الدور الاسباني تغير من وقته وتزيل الملل والروتين القاتل .

ويتابع المستطيل الأخضر كان دوما العشق القديم، لم أكن أعرف أنني سأصبح في يوم من الأيام من العشاق للرياضة لكن وضع مدينة غزة صعب فأثناء انقطاع التيار الكهربائي يتعذر علينا أن نشاهد المباريات ما يضطرنا للخروج إلى المقاهي من اجل مشاهدة المباريات الكبيرة وخاصة الكلاسيكو الاسباني ومباريات الدوري الانكليزي .

لذلك أرى أن وجود المقاهي مهم للغاية ففيها نقوم بمناقشة ما حصل في الملاعب ،أيضا يمكننا في هذا المقهى أن نطلب أحد المشروبات ونرى آراء الفريق الخصم ما يشجع المنافسة والتباري إلى توقع النتائج وهذا ما يجعلنا نشعر بمرح شديد .

فريق برشلونة وريال مدريد يحظيان بمتابعة كبيرة جداً

أما quot;أحمد صالحquot;الذي يعمل في أحد الكافيتريات فهو يعبر عن سعادته البالغة لحجم الحضور الذي يأتي مع كل مباراة،أحب موسم الرياضة بشكل عام لأنه يدخل علي الكثير من المال وكذلك الكثير من الزوار وهذا أعطى السمعة الخاصة لمقهاي لكونه يستقبل المئات من الشبان يوميا .

ويقول والفرحة تغمره quot;كانت الفكرة بيني وبين أحد أصدقائي بأن نقوم بعمل يجمع الشباب في مكان واحد في المقابل يدفعون رسوما بسيطة من أجل حضور المباريات المهمة وأحيانا المباريات ككل ،استطلعنا آراء الجمهور الرياضي ووجدنا أن الدوري الاسباني أو الكرة الاسبانية بشكل عام تحتل المرتبة الأولى لدى الجمهور الفلسطيني الرياضي .

ويتابع quot;الغزيون مهووسون بالكرة الاسبانية بطريقة غريبة جدا لدرجة أن الإخوة قد ينشأ بينهم شجار كبير جدا على خلفية مباريات الريال مدريد وبرشلونة.

جاءت فكرة عمل المقاهي للتسلية أولا ثم من أجل العائد المالي البسيط وكذلك من أجل أن نقوم بتسلية المواطنين الذين بدأوا يملون من أجواء الحصار والبطالة فكانت الكرة ملاذهم الوحيد .

ويختم أتمنى أن يقدر الإسبان أن هنالك عشقا وجنونا للكرة الاسبانية وأن تكون هنالك رابطة للمشجعين العرب لاسبانيا في غزة وبذلك يلتفت العالم إلى الفلسطينيين لكونهم من أكثر المشجعين حول العالم للكرة الاسبانية الجذابة .

غزة معقل الرياضة ...

أما الشاب صلاح الغول والذي يدير كافي شوب في إحدى المناطق في غزة يعتبر أن وجود شاشات العرض والتي تنقل المباريات هي مصدر الدخل لديه ،بالإضافة إلى أنه يحب جدا الرياضة كما يقول لمراسلة إيلاف .

ويتابع quot;فكرت أن أقوم باستقطاب العدد الكبير من الشبان وأن أحرص على أن تكون المباريات المعروضة على شاشتي هي من القنوات المشرفة التي يصعب على كثير من الغزيين شراء كرت الشاشة بسبب ارتفاع سعره، فقمت بشرائه من أجل أن أعرض المباريات الموجودة على القنوات المشفرة وبالفعل نجحت بجلب المئات من الشبان يوميا وأثناء كأس الأمم الأوروبية كانت مساحة الكوفي شوب تعج بالمشجعين الذين يحدثون الضجة الجميلة والتي أحبها شخصيا.

ويواصل من المعلوم أن غزة هي معقل للرياضيين بل إن آلافا من المشجعين يحلمون بأن يكوِّنوا رابطة مشجعين لبعض الفرق في الدوريات الأوروبية بشكل عام من أجل أن يوصلوا رسالة إلى العالم أن غزة مثلها مثل دول العالم الأخرى .

ويختم quot;الدوري الإسباني هو بمثابة علاقة العشق لكل الفلسطينيين ، بل يمتد الأمر أحيانا إلى مشاحنات كبيرة بين الزوار والمشجعين حول الفرق ما يجعل المقهى في حالة هستيرية من التشجيع ،هذا الموضوع يضفي المرح لاسيما بعد كل نتيجة مباراة لاننا نعطي جوائز لمن يتوقع النتيجة السليمة للمباراة.

الدكتور quot;درداح الشاعرquot; يرى ان ظاهرة الهوس بالتشجيع ظاهرة أكثر من طبيعية لما يعيشه الغزيون من أوضاع مأسوية صعبة .

من أجل أن يروحوا على أنفسهم كان لا بد من أن يقوموا بإنشاء أماكن تجمع المشجعين ليشاهدوا براحة تامة المباريات التي يرغبون في مشاهدتها .

ظاهرة أصحاب المقاهي قديمة حديثة بمعنى أن الظاهرة كانت في القدم لكن لم يكن هنالك هدف لأصحاب المقاهي سوى أن يقدموا المشروبات الغازية وغيرها للزوار لكن تطور الأمر وتغيرت الأهداف ليكون الآن لأصحاب المقاهي أهداف منها فتح المجال أمام الشبان للاجتماع ومشاهدة المباريات،لكن الأمر أصبح الآن مأسويا في بعض الأحيان لما تتحول فيه المباريات إلى ساحة للحرب بين الشبان وذلك إذا خسر فريقهم المفضل المباراة .

ويختم هذه الظاهرة تنمي الاقتصاد لكن يجب الحذر منها في كثير من الأوقات لأن الأمر ينتهي إلى فض النزاع من قبل أصحاب المقاهي بالاتصال على الشرطة طلبا للمساعدة .