لا ترتبط المواجهة بين برشلونة و ريال مدريد في الكلاسيكو الإسباني نتائجها فقط بالنتيجة النهائية للمباراة ، بل تمتد للعديد من الأمور التي تتعلق بالفائزين و الخاسرين من موقعة كسر العظم خاصة عندما يتعلق الامر بكلاكيت الكلاسيكو الأول ومع بداية الموسم حيث تاثير المكسب و الخسارة يزداد أهمية .


ديدا ميلود :وفي لقاء السبت المنصرم على ملعب نو كامب فاز برشلونة و خسر ريال مدريد من حيث النتيجة النهائية التي سمحت للبارسا بتوسيع الفارق بينه وبين الريال إلى ست نقاط ، لكن هناك أفراد سواء من الإدارة أو اللاعبين أو الجهاز الفني و من كلاً الناديين كسبوا و آخرون خسروا من هذا الكلاسيكو نقاطا كثيرة ، و بطبيعة الحال فإن أكثر الفائزين كانوا من البارسا و اغلبية الخاسرين من الريال.

الفائزين من موقعة الكلاسيكو :
الفائز الأول يأتي على رأسهم المدرب الأرجنتيني جيرالدو ( تاتا ) مارتينيو مدرب رشلونة الإسباني الذي كان ينتظر هذا الموعد على أحر من الجمر لانه كان يعلم بإنه الاستحقاق الأهم في بداية مشواره مع النادي ، و رغم انه حقق نتائج جيدة منذ توليه القيادة على الصعيدين المحلي و القاري إلا ان جميع النقاد رفضوا منح شهادة الايزو له ، وو فضلوا التريث لغاية مواجهة الغريم ريال مدريد التي تعتبر ساعة الحقيقة ، و بعدما كسبه هذا الرهان فإنه اصبح يحق لتاتا ان يرفع رأسه عالياً و يفعل ما يشاء خاصة بعد الأداء التكتيكي المتميز الذي ظهر به فريقه و به ساهم في شل مفاتيح النادي الملكي .
الفائز الثاني كان النجم البرازيلي نيمار والذي ينطبق عليه ما ينطبق على مدربه فقد ظل مستواه غير معترف به قبل موقعة الكلاسيكو لانه في نظر الفنيين واجه منافسين من العيار الخفيف، ولكنه الآن سجل هدفاً و قاد ناديه للفوز أمام اقوى منافس محلياً و خارجياً وبصم على أداء فني كبير من شأنه ان يرفع اسهمه في سوق بورصة النجوم و التخلص من تواجده كظلاً لميسي.
الفائز الثالث هو المهاجم الشيلي ألكيسيس سانشيز ، فرغم دخوله بديلاً في الشوط الثاني إلا انه كان نجم المباراة بفضل الهدف الأروع الذي سجله بطريقة جميلة و أيضا ذكية قتل به المباراة و ارغم به المنافس الريال على رفع راية الاستسلام ، و بذلك اختار المهاجم الشيلي الوقت المناسب ليرد على منتقديه و المشككين في قدراته كمهاجم لأفضل ناد في العالم ، فالآن اصبح من حقه أن يطالب مدربه تاتا بإشراكه في التشكيل الأساسي بغض النظر عن الضحية خاصة إن الطريقة التي سجل بها هدف الانتصار كشفت عن برودة أعصاب غير عادية يتمتع بها اللاعب رغم أنه يلعب أهم مباراة له في الموسم.
الفائز الرابع هو ساندرو روسيل رئيس برشلونة الذي تنفس الصعداء بعد هذا الفوز لأن الخسارة كانت ستقوي من موقف المعارضة التي ظلت تعمل على الإطاحة به و حاولت توظيف قضية المدرب تيتو فيلانوفا و قضية فشله في انتداب لاعبين مميزين في الميركاتو الصيفي و الاكتفاء بالتعاقد مع نيمار لاثارة الرأي العام الكتالوني ضده و كانت هي الآخرى تنتظر بفارغ الصبر نتيجة هذه المباراة لتصعيد القضية أو العودة إلى الخلف ، الآن و قد انتصر النادي فان روسيل أصبح في موقع قوي يتيح له الاستمرار في منصبه دون قلق.
الفائز الخامس هو الحارس فيكتور فالديس الذي بصم على مباراة في القمة و يمكن القول انه أدى دور المنقذ الدفاعي للفريق بعدما تصدى لتسديدات كانت اقرب إلى أهداف مواصلاً بذلك بعث رسائله غير المشفرة لكل من يريد تأمين عرين فريقه من الأهداف بشرط تقييمه بشكل جيد و جدي.
الفائز السادسهو الحارس ايكر كاسياس فغيابه عن الكلاسيكو رفع من حظوظه في العودة إلى عرين الريال قبل حلول يناير خاصة ان الكلاسيكو جاء بعد ثلاث أيام فقط من تألقه اللافت ضد يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا كما ان الهدف الثاني- الذي قتل معنويات زملاء رونالدو- يتحمل مسؤوليته الحارس دييغو لوبيز بسبب خروجه عن مرماه رغم تواجد مدافعين مع ساشيز و هو الأمر الذي قد يدفع بعشاق الميرينغي للمطالبة باعادة القديس إلى التشكيل الأساسي فكاسياس و ان يتلقى الأهداف فإن يضمن لفريق عدم الوقوع في فخ الهفوات الفادحة.
الخاسرون من موقعة الكلاسيكو :
اما بالنسبة للخاسرين من الكلاسيكو فجلهم كانوا من ريال مدريد حيث يمكن القول إن الأخير خسر المواجهة بالطول و العرض فقلصت من حظوظه في المنافسة على لقب الدوري و قد تعصف باستقراره.
فكان الخاسر الأول هو المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية للهزيمة بسبب التوليفة الغريبة التي دخل بها المباراة و التي سهلت مهمة المنافس كثيراً خاصة إشراكه غاريث بيل الغير جاهز لتلك الموقعة ذهنياً ولياقياً ، إلى جانب إشراكه المدافع سيرجيو راموس في وسط الميدان مقابل إبعاده لإيسكو الأكثر تألقا هذا الموسم فضلاً عن التغييرات التي و إن كانت صحيحة فانها كانت متأخرة ، و بالتأكيد فإن تركيز انشيلوتي في حديثه عن أخطاء حكم مباراة الكلاسيكو كان الغرض منه التغطية على أخطائه ، فقد كان الريال في اسوء احواله قبل وقوع الخطأ على رونالدو ، كما يعلم الإيطالي جيدا ان خسارة الكلاسيكو تمهد الطريق لطلاقه مع الإدارة الملكية.
الخاسر الثاني هو الحارس دييغو لوبيز بعدما تسبب في الهدف الثاني للبارسا بسبب توقيت خروجه عن المرمى بلا داع بما ان كرة سانشيز لم تكن لتشكل أي خطر لو بقي داخل عرينه ، و من شأن هذه الهفوة التي كلفت فريقه خسارة النقاط الثلاث ان تكلفه مكانه الأساسي في تشكيل الفريق و تحجب تألقه اللافت على مدار عام كامل ، فلوبيز بدا و كإنه يُعيد لكاسياس عرين الريال على طبق و هو الذي تعب كثيراً للحصول عليه.
الخاسر الثالث هو المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ظهر مقيداً بخطة مدربه الغريبة ، و رغم ذلك كان فان عشاق الميرينغي ظلوا ينتظرون الدون المنقذ حتى صافرة النهاية لكن النجدة لم تأتي و خسر الريال بعد أيام قلية من تجديد عقده للدون مقابل أغلى و أعلى أجراً للاعب لكرة القدم في العالم ، و بالتأكيد فإن جمهور الريال يدرك جيداً بإن الفريق انتدبه من أجل الفوز على برشلونة و ليس من اجل دك شباك بقية المنافسين .
الخاسر الرابع هو الويلزي غاريث بيل الذي ظهر في الكلاسيكو و كأنه ابن سبعة أشهر لم ينضج بعد و بدا و كان انشيلوتي قد وضعه في موقف لا يحسد عليه بإشراكه أساسياً ، فلم يتمكن فعل أي شىء ، وهو اللاعب الذي كان منتظر منه ان يقوم بكل شئ بعدما كبد خزينة النادي الملكي قرابة الـ 100 مليون يورو ، كما ظهر و كان المواجهة كانت أكبر منه بكثير .
الخاسر الخامس هو الرئيس فلورونتينو بيريز الذي ظل يعتقد بإن تفوقه في سوق اللاعبين على روسيل يمنح فريقه تفوقاً على الغريم التقليدي على أرضية الملعب قبل ان يتضح له بإن كان يراهن على سراباً فأداء الريال كان سيئاً لا كان بإمكانه تلقي المزيد من الأهداف ، ليجد بيريز نفسه في نقطة الصفر يفكر ملياً في كيفية معالجة المرض الذي يعاني منه فريقه .
الخاسر السادس هو البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي قدم أحد أسوء كلاسيكو له منذ 2005 ، حيث ظهر وكأنه ليس جاهزاً بعد لمثل هذه المواجهات بعد عودته من الإصابة التي شفعت له عند الجماهير حيث اكتفى بلقطة واحدة في شوط المباراة الأول ليختفي في شوط المباراة الثاني و كأنه غير موجود في الكامب نو و فوت على نفسه فرصة تحطيم الرقم القياسي كهداف للكلاسيكو الذي يتقاسمه مع مواطنه الفريدو دي ستيفانو بـ 18 هدفاً.