ربما لا يعلم الكثيرون أن نادي برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي أصبحت هناك قصة ود واحترام حقيقية بين مسؤولي الناديين على مر الأعوام ، حيث تجلت صورها في انتقالات اللاعبين بين النو كامب والسان سيرو، والسهولة التي يجدها نجوم الناديين الكبار في الانتقال بينهما .
ديدا ميلود - إيلاف : فكان بمقدور أي لاعب يريد أن يرحل من ميلان بإتجاه برشلونة أو العكس، فإن الأبواب تكون مفتوحة أمامه على مصراعيها دون أية عراقيل إدارية أو مالية ، حتى و إن كان عقده يمتد لمواسم عكس ما يحدث بين الأندية الأخرى التي تشترط على لاعبيها خاصة النجوم عدم الإمضاء لأندية معينة مقابل تسهيل تسريحها.
وسمحت المحبة الكاتالونية الميلانية لعشاق الناديين بمشاهدة الكثير من النجوم وهم يرتدون قميصي الناديين ، بعضهم انتقل بشكل مباشر و آخرون عرجوا على أندية أخرى ، و البعض ممن لعبوا للناديين حققوا نجاحاً معهما و اكتفى آخرون بترك بصمته في أحدهما دون الأخر ، و هكذا أصبح أي نجم من الروسونيري يتطلع لتغيير الأجواء أو تضيق به أسوار الجيوسبي ميازا لا يجد الانفراج سوى في النو كامب و العكس صحيح.
و بمناسبة المواجهة المرتقبة بين العملاقين الإسباني و الإيطالي يوم الثلاثاء برسم إياب الدور الثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد أن انتهى لقاء الذهاب لصالح ميلان 2 - 0 ، فإن صحيفة quot; إيلاف تستعرض لقرّائها الأوفياء وخاصة لمحبي الناديين ابرز الأسماء الذين لعبوا للناديين معًا في مرحلة من مراحل مسيرتهم الرياضية .
البداية مع تطبيق قانون بوسمان
البداية كانت بعد نهائي أثينا و بالضبط في النصف الثاني من عشرية التسعينات حيث استغلا بداية تطبيق قانون بوسمان لتسريع وتيرة التعامل بينهما ، و يأتي على رأس النجوم الذين تقمصوا ألوان الفريقين أولئك الذين صنعوا مجد نادي اجاكس أمستردام في تلك الحقبة ، حيث تمكن سيلفيو برلسكوني من خطفهم من البارسا مستغلاً رحيل يوهان كرويف عنها في يونيو 1996 أي بالتزامن مع تطبيق لوائح بوسمان، و هو المدافع مايكل رايزيغار الذي لعب في الميلان موسم 1996 -1997 .
لكن اتسمت تجربته بالفشل في ظل تخمة النجوم الذين كان يضمهم النادي لينتقل بعدها مباشرة إلى برشلونة بعدما سبقه إلى هناك مدربهم مواطنهم لويس فان غال الذي ترك هو الآخر أمستردام وحل محل الإنكليزي الراحل بوبي روبسون ، ليبدأ العهد الهولندي الثالث في البلوغرانا والذي عرف الظفر بلقب الدوري سنتين متتاليتين 1998 و 1999 بمساهمة هولندية ملفتة جعلت عددهم يفوق عدد الاسبان أنفسهم ثم التحق به المهاجم باتريك كلويفرت و الظهير الآخر وينستون بوغارد اللذان لعبا أيضا للميلان موسم 1997-1998 ثم مباشرة إلى برشلونة.
الهولنديون الأبرز
لعب للناديين العديد من الهولنديين والذين استمروا في اللعب لصفوف الفريقين ولحق بهم آخرون مثل لاعبي الوسط ادغار دافيدز و فان بوميل ، فالأول قدم للميلان عام 1996 و انتقل بعدها بموسم إلى جوفنتوس ثم تركه في 2004 ليرحل إلى برشلونة غير أنه لم ينجح لا في الميلان و لا في برشلونة ، أو الأمر ينطبق تقريبًا على فان بوميل الذي لعب للبارسا موسم 2005-2006 و توج معه بدوري أبطال أوروبا و الدوري المحلي ثم لعب للميلان بين 2011 و 2012 دون أن يترك بصمته بعدما عرج على البايرن .
كما استعان برشلونة بأحد أبناء الميلان الهولنديين لاستعادة أمجاده عندما وضع الثقة في المدرب فرانك رايكارد للإشراف على إدارته التقنية ما بين 2003 و 2008 و كان رايكارد قد ساهم كلاعب في صنع أمجاد الميلان نهاية التسعينات.
و هناك امر آخر يجهله الكثير و هو أن النجم الهولندي الشهير ماركو فان باستن الذي تألق بشكل لافت مع الميلان بين 1987 و 1993 كان على وشك الانضمام إلى برشلونة في العام 1988 عندما لم يكن يلعب بانتظام في الميلان بطلب من مواطنه كرويف الذي كان يستعد لبداية مغامرته في إسبانيا قبل أن يتراجع فان باستن و يقرر البقاء مع الميلان حتى الاعتزال القصري .
برشلونة نال نصيباً من الإيطاليين
و لم تقتصر الحركة بين الناديين على اللاعبين الهولنديين بل شملت جنسيات أخرى منهم الطليان أنفسهم حيث لعب المدافع الدولي فرانشيسكو كوكو للميلان ثم البرسا دون أن يترك أثراً بسبب تعرضه لإصابات جعلته لا يلعب كثيراً و ذلك في بداية الألفية الثالثة ، و في العام 2006 نال برشلونة حصته من تركة السيدة العجوز في أعقاب فضيحة الكالتشيو بولي التي أطاحت بها حيث انتدب الظهير الأيمن جيانلوكا زامبروتا الذي لعب لبرشلونة حتى 2008 ليتركه و ينتقل إلى الميلان ، و تزامن تواجد زامبروتا في البارسا مع فترة الفراغ التي مر بها الأخير قبل أن يأتي بيب غوارديولا الذي غربل التعداد البشري للفريق.
و في يناير 2005 و عندما وجد رايكارد نفسه في ورطة حقيقية من نقص في عدد لاعبي الارتكاز استنجد بزميله الأسبق في الميلان ديميتيريو البرتيني الذي بقي حتى نهاية الموسم على سبيل الإعارة و ساهم في إحراز لقب الدوري للمرة الأولى منذ 1999 ، و كان البرتيني قد اشتهر مع الميلان ما بين 1992 و 2002 في فترته الزاهية.
الثلاثي البرازيلي كان الأشهر
و من البرازيل نجد ثلاثة نجوم، أسماؤهم أشهر من نار على علم، لعب للناديين بداية بريفالدو الذي اختار الذهاب إلى الميلان عام 2002 بعدما استغنى عنه برشلونة بإيعاز من فان غال بعدما لعب له ستة مواسم، و إن كان ريفالدو قد نجح نجاحًا باهراً في إسبانيا فإن الأمر كان عكس ذلك في إيطاليا رغم أنه توّج مع الميلان بدوري أبطال أوروبا عام 2003 دون أن يساهم كثيرًا في ذلك الإنجاز بسبب تواجده على دكة الاحتياط اغلب مباريات الموسم .
و بعدها جاء الدور على المهاجم الظاهرة رونالدو الذي لعب للبارسا في فترة عنفوانه موسم 1996-1997 و بعدها بعشر سنوات و عندما رفضه ريال مدريد اختار هو الآخر الميلان ليختم مسيرته الأوروبية موسم 2007-2008 و بينما قاد البراسا لنيل كأس إسبانيا و كأس أوروبا أبطال الكؤوس فان خرج خالي الوفاض من السان سيرو .
أما البرازيلي الثالث فهو رونالدينهو الذي برع و لمع مع البارسا في الفترة ما بين 2003-2008 حيث نال معه دوري الأبطال و الليغا مرتين لينتقل بعدها مباشرة الى الميلان التي مكث بها موسمين دون أن ينال أي لقب للذكرى .
جنسيات أخرى
كما لعب للفريقين المهاجم الفرنسي كريتسوف دوغاري في الموسم 1996-1997 و لم ينجح في أي منهما شأنه شأن المهاجم الأرجنتيني ماكسي لوبيز الذي حمل ألوان البارسا ما بين 2005 حتى 2007 قبل أن يرتدي قميص الميلان .
و يعد المهاجم السويدي الشهير زلاتان ابراهيموفيتش اللاعب الحالي لنادي باريس سان جيرمان آخر لاعب ينتقل مباشرة بين الناديين ، ففي العام 2009 انتقل من الإنتر إلى البارسا في صفقة مفاجئة خيالية لم يتوقعها احد سوى العارفين بتلك العلاقة الوطيدة التي تربط إداريي الناديين ، و ساهم إبرا في تتويج البلوغرانا بلقب الدوري المحلي ، لكن المشاكل التي اعترضته مع غوارديولا جعلته يحزم أمتعته عائداً الى مدينة ميلانو لكن ليس للعب مع الأفاعي مجدداً بل لينضم الى كتيبة الروزسونيري التي تمكنت من إعادته إلى أضواء في نفس الموسم 2010-2011 عندما توج بلقب الكالتشيو .
كما لعب اليافع الإسباني بويان كيركيتش للفريقين لكن ليس بشكل مباشر ، فبعدما بدأ مسيرته في برشلونة انتقل إلى ايطاليا عندما خاض تجربة مع روما قبل أن يتركه للانتقال إلى ميلان.
و في ظل تخمة اللاعبين الذين يضمهم تعداد برشلونة حالياً دون أن يلعبوا كثيرا على غرار الشيلي اليكسي سانشيزو حتى الإسباني دافيد فيا فإنه لا يستبعد أن يستغل الميلان ذلك ليستفيد من احد هؤلاء النجوم،وبذلك تكون العلاقة بين هذين العملاقين نموذجاً يقتدى به في العلاقات بين الأندية الكبيرة.
التعليقات