&بين مرحب ورافض ومشفق ، تلك كانت ثلاثية الجدل التي أحاطت بالسودانيين طيلة الفترة الماضية، ومنذ أن تم الإعلان عن اختيار السودان كدولة بديلة لاستضافة كأس الأمم الأفريقية المقرر عقدها في يناير 2015 ، بعد اعتذار المغرب عن استضافتها خوفاً من عدوى "إيبولا"، حيث تسود المخاوف من وصول المئات من المشجعين من الدول الموبوءة.


الخرطوم: الجدل السوداني الذي ظهر على شكل مقالات صحفية ومشاركات تلفزيونية، و مدونات وتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي، كان حاداً بدرجة سخونة الموقف، فالسودان الذي لم يستضف في تاريخه كأس أمم أفريقيا إلا مرة واحدة - بسبب ضعف الامكانيات- وجد نفسه أمام خيارين احلاهما مر، فإما القبول بالاستضافة رغم مخاوف "الايبولا" &أو رفضها وتفويت الحلم الذي انتظره السودان 40 عاماً، بحسب البعض.
&
المرحبون باستضافة البطولة، اعتبروا اختيار الاتحاد الأفريقي للسودان كبديل للمغرب ، دليلاً على عودة بطولة أفريقيا بقوة &للأصل والمنبت مرة أخرى، باعتبار أن السودان شهد ميلاد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم فضلاً عن استضافة النسخة الأولى بطولة للأمم الأفريقية في العام 1957 م ، مطالبين بعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية والتي جاءت على طبق من ذهب، &فيما أكد أمين اتحاد الكرة &السوداني، عطا المنان، في تصريحات صحافية عن استعداد الخرطوم لإستضافة البطولة، مشيراً الى أن الاتحاد سبق وأن رفع ملفاً متكاملاً عن تنظيم بطولة 2017&، وسواء استضاف نهائيات 2015 أو لا &فإنه لن يتنازل عن حقه وسينافس مع بقية الدول التي تقدمت بطلباتها.
&
فريق الرافضين، عبروا عن رأيهم من خلال تغريدات ومدونات&ومقالات صحفية، انصب اغلبها على التحذير من الجماهير التي ستأتي للسودان من دول حزام" الايبولا"، بغرض التشجيع، معتبرين أنه من الظلم أن يستضيف السودان البطولة، في حين رفضت دول أخرى واضعة مصالح شعوبها كأولوية، وطالبوا المسؤولين بأن يكونوا أكثر حرصًا على صحة المواطنين ، فيما دعا الكاتب الصحافي الطاهر الساتي، السودانيين لرفض هذه &المخاطرة، قائلاً في مقاله الأسبوعي " لم يتوجس المسؤولون من احتمال تعرض شعبهم لإيبولا، لم يسألوا السلطات الصحية العاجزة عن وقاية المواطن من الملاريا، هل هي قادرة على وقايته من الايبولا، فليرفض الرأي العام هذه المخاطرة قبل أن تصبح واقعًا في بلادنا".
&
الفريق الثالث، كان من المشفقين الذين اعتبروا أن مسألة استضافة السودان للبطولة بعد اقل من شهرين، أمر غير واقعي، مشيرين الى أنه من غير المنطقي قيام نهائيات تعتبر رابع أهم بطولة كروية في العالم في دولة لا يوجد فيها إلا&ملعب واحد يمكن أن يسمى "إستاد" بالمعايير الدولية، بحسب البعض، فيما شكك آخرون في مدى إمكانية وقدرات&السودان في إستضافة بطولة كروية رفيعة المستوى، دون وجود مرافق رياضية وخدمية وسياحية قادرة على إستضافة هذا الحدث وإستقبال ضيوفه، على حد وصفهم .
&
تجدر الإشارة& الى أن المغرب طالب بإلغاء أو تأجيل نهائيات أمم أفريقيا&خوفًا من تفشي فيروس " إيبولا" الذي قتل اكثر من أربعة آلاف شخص في كل من غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون، فيما رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم طلب التأجيل، كاشفاً عن &وجود موافقة مبدئية من السودان لإستضافة البطولة، وهو ما اثار جدلاً في الخرطوم ، فيما لا تعد المغرب الدولة الوحيدة التي رفضت إجراء منافسات رياضية، حيث سبقتها&بوركينافاسو التي ألغت سباقاً للدراجات، ورأت أنه من التهور تنظيم حدث رياضي يحتشد به عدد كبير من الأشخاص في ظل أزمة ايبولا.