ابى دافيد فيا ان تكون مشاركته الاخيرة مع المنتخب الاسباني ورغم هامشيتها دون نكهة وذلك بتسجيله هدفا اخر في مشواره الرائع مع "لا فوريا روخا".

وكانت اسبانيا تتواجه مع استراليا في مباراة هامشية بعد ان تأكد تنازلها عن اللقب بتلقيها هزيمتين مذلتين في الجولتين الاوليين امام هولندا (1-5) وتشيلي (صفر-2)، وقد نجحت بالخروج منها فائزة بثلاثية نظيفة بفضل فيا الذي مهد الطريق امامها لتحقيق الفوز بتسجيله الهدف الاول.

صحيح ان فيا لم يعلن بعد المباراة عن اعتزاله اللعب الدولي لكن جميع المؤشرات تشير الى ان ملعب "ارينا دا بايكسادا" في كوريتيبا كان مسرحا للمباراة الاخيرة له بقميص "لا فوريا روخا".

وسبق لفيا (32 عاما) ان اعلن قبيل انطلاق الحملة المخيبة لاسبانيا في المونديال البرازيلي بانه سيعتزل اللعب دوليا بعد النهائيات.

واشار فيا الذي انتقل من اتلتيكو مدريد الى نيويورك سيتي اف سي الاميركي، الى ان تركيزه منصب على قيادة اسبانيا الى الاحتفاظ باللقب العالمي الذي احرزته للمرة الاولى عام 2010 في جنوب افريقيا.

واضاف مهاجم فالنسيا وبرشلونة السابق في مقابلة مع قناة "كواترو" التلفزيونية، "من البديهي انها مشاركتي الاخيرة في كأس العالم، كما اني اخوض ايضا مبارياتي الاخيرة مع المنتخب الوطني. اعتقد انه بسبب عمري، قدرتي وكل ما قدمته، حان الوقت (للاعتزال)".

وواصل فيا "لكني لا احب الحديث عنه (الاعتزال) قبل ان تبدأ حتى كأس العالم. ما اريده الان هو الاستمتاع بها منذ اليوم الاول واختبار كأس عالم رائعة".

لكن فيا ورفاقه في كتيبة المدرب فيسنتي دل بوسكي لم يستمتعوا على الاطلاق في مغامرتهم البرازيلية التي تحولت الى كابوس سيطاردهم كثيرا بعد ان تنازلوا عن اللقب العالمي وودعوا النسخة العشرين من الدور الاول اثر هزيمتين مذلتين& قبل ان حققوا اليوم فوزا "شرفيا" على استراليا.

وكانت الاجواء العامة تشير الى ان فيا ليس بحاجة حتى الى الاعلان رسميا عن اعتزاله اللعب خصوصا ان المنتخب قادم على مرحلة انتقالية تجديدية، كما ان الطريقة التي خرج بها من ارضية الملعب في الشوط الثاني ثم جلوسه على مقاعد الاحتياط والتأثر ظاهر عليه اشارا الى انه كان يخوض مباراته الاخيرة.

لكن فيا الذي سجل الهدف السابع له في المباريات ال11 الاخيرة لبلاده في كأس العالم واصبح رابع لاعب اسباني يسجل في ثلاث نسخات بعد خوليو ساليناس وفرناندو هييرو وراوول، رفض الاعلان رسميا عن انتهاء مغامرته الرائعة مع المنتخب الوطني، اكتفى بالقول ان حظوظه في ان يكون ضمن المشروع المستقبلي لمنتخب بلاده ستتضاءل.

وتابع فيا: "لطالما قلت باني اعشق اللعب مع المنتخب لان هذا ما حلمت به على الدوام. سالعب معه حتى الخامسة والخمسين لكن هذا الامر مستحيل، يجب ان اكون واقعيا".

وواصل فيا الذي فاجأ الجميع عندما اعلن بانه سيترك اتلتيكو بعد ان ساهم في قيادته الى احراز لقب الدوري الاسباني للمرة الاولى منذ 1996 وبالوصول الى نهائي دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى منذ 1974: "اتخذت قرار الذهاب الى الدوري الاميركي +ام ال اس+ ما سيجعلني ابتعد عن المسابقات لعدة اشهر، وهذا الامر يعقد مسألة استمراري (مع المنتخب). بعد الاشهر الستة (التي سيتوقف خلالها عن اللعب)، سنرى. اذا طالب مني المدرب الانضمام الى المنتخب، سيكون ذلك من دواعي سروري، لكن هذا الامر صعب (ضمه للمنتخب)، يجب ان يكون المرء واقعيا".

ويمكن القول ان قرار فيا بالانتقال الى الدوري الاميركي رغم انه ما زال في الثانية والثلاثين من عمره، شكل بحد ذاته خطوة نحو التنحي لانه سيكون من شبه المستحيل ان يقوم مدرب المنتخب، ان كان الحالي فسينتي دل بوسكي او من سيأتي بعده في حال قرر الاخير الرحيل رغم قرار الاتحاد المحلي بتجديد الثقة به، باستدعاء لاعب يلعب بعيدا عن الاضواء الاوروبية على حساب اخرين يلعبون كل يوم تحت انظاره وفي افضل البطولات في العالم، ان كان في اسبانيا او انكلترا او ايطاليا او غيرها من البطولات الاوروبية الهامة.

&
&