&في سابقة ظريفة وتدعو إلى السخرية والضحك، قرر إتحاد الكرة العراقي عدم اصطحاب أي صحافي إلى بطولة نهائيات أمم آسيا المقرر إقامتها في استراليا في التاسع من ديسمبر 2015.

&بغداد : لم يستوعب الصحافيون قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم بتجاهل الصحافة الرياضية ورجالاتها من خلال عدم اصطحاب أي صحافي معه إلى هذه البطولة الآسيوية المهمة التي سيحضرها مئات الصحافيين والإعلاميين من جميع دول العالم ، وهذا ما عده الصحافيون تغييبًا لدور الصحافة بحجة التقشف الذي فرضته ظروف البلاد فيما كان سبعة من اعضاء الاتحاد ضمن الوفد المسافر إلى استراليا ، وهو ما كان مدعاة للسخرية في الأوساط العراقية وسببًا في إعلان اتحاد الصحافة الرياضية للتعبير عن أسفه وحزنه العميقين خاصة بعد اعتذار اللجنة الأولمبية العراقية عن إيفاد أي موفد صحفي خارج العراق لمدة أربعة أشهر تطبيقاً للتقشف الذي فرضته ظروف البلاد وعدم تعاون اتحاد كرة القدم في الموافقة على إرسال صحافيين اثنين ضمن الوفد إلى البطولة الذي تجاوز 47 شخصًا، فيما طالب البعض ان تتحول القضية إلى قضية رأي عام.
&
قضية رأي عام&
&
فقد أكد الزميل الصحافي هاشم البدري، رئيس القسم الرياضي في جريدة الدستور، استغرابه الشديد ومبديًا احتجاجه على تصرف الاتحاد مطالباً أن تكون القضية قضية رأي عام، وقال : " هذه سابقة خطيرة لم نألفها من ذي قبل ، لا نعرف الأسباب والدوافع من ورائه لتجاهل أصحاب الأقلام ، لتكون الصحافة الرياضية هي الضحية ، وكأنها هي من جاءت بالانكسارات &الكروية التي فضحت أخطاء المؤسسة الرياضية، واماطت اللثام عن الكثير من الامور الخافية، كما ان اتحاد الكرة كان دوره محورياً بما طال منتخبنا الوطني من انتقادات صحافية لاذعة ومستحقة في اخفاقة خليجي 22 بالرياض التي عدنا منها بالمركز الأخير لأسوأ مشاركة عراقية في منافسات البطولة ، لتكون هذه المرة العقوبة جماعية بحق رجالات الصحافة الرياضية لوقوفهم بالضد من بقاء وتواصل حكيم شاكر مع المنتخب الوطني ، ما ضرب المصالح الشخصية للبعض منهم &".
&
واضاف : على الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية أن يكون حازماً في اتخاذ موقف شجاع بالضد من اتحاد الكرة مع وقفة تضامنية من رجالات الصحافة الرياضية لمقاطعة نشاطات جمهورية كرة القدم وفضح محاولاتهم الرخيصة إزاء ما يحصل بالضد من الدور الريادي لرجالات الصحافة الرياضة في تقويم واقع الرياضة العراقية ، لا سيما كرة القدم ، ليعرفوا حقيقة وقيمة الدور الكبير الذي تضطلع به الصحافة الرياضية في هذا المجال، وان نحولها إلى قضية رأي عام ليعرف الجميع قيمة الصحافة الرياضية &".
&
نسير عكس التيار
&
أما الصحافي هشام السلمان، فقد علق ساخراً حلالهم استراليا وحرامنا تقشف !!، وقال :" &لا اعتقد ان هناك أي جديد في الموضوع عندما أقول ان إتحاد الكرة غيب الصحافة والإعلام الرياضي وشقيقتهما العدسة ( الصورة الرياضية ) & في رسالة واضحة السطور مفادها أن اتحاد الكرة يتعامل بمزاجية مع الإعلام ولو أراد لاصطحب معه وفداً كبيراً من الإعلام أو الصحافة أو المصورين وآخرها حرمان الزميلين الدكتور منذر العذاري وجاسم العزاوي من مرافقة منتخبنا إلى استراليا دون عذر مقبول ".
&
واضاف : " حقيقة لا افهم ما معنى ان يخرج وزير الشباب السيد عبد الحسين عبطان &ورئيس اللجنة الأولمبية السيد رعد حمودي &في كلماتهم في المؤتمرات والندوات واللقاءات ويقولان قولاً جميلاً ما نصه ( أن الإعلام الرياضي شريك في الإنجاز الرياضي ) كلام محترم ولا غبار عليه ولكن كم نسبة تطبيقه على الواقع في البطولات والدورات الرياضية المهمة ، أتعلمون ان آخر دورة أولمبية جرت في لندن ذهب من العراق صحفي واحد فقط وفي دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة أيضاً وفي بطولة الخليج 22 اجبروا الوفد الاعلامي على الذهاب بمفرده من مطار بغداد بينما البعثة العراقية غادرت من البصرة".
&
وتابع متسائلا قائلاً :" هل نحن نسير عكس التيار في زمن المعلومات والانترنت بعد ان كانت وسائل الاتصال بدائية جداً في الثمانينيات عندما كان أكثر من صحفي وإعلامي ومصور فوتوغرافي وحتى معلقاً رياضياً يذهب مع الوفود العراقية , كيف تسير الأمور نتقدم أم نتخلف تحت شعار الإعلام شريك في الإنجاز ؟!! &شخصياً مع الآراء التي تقول على الإعلام بعد الذي حدث من تجهل أن لا يركز على الاتحاد واعضائه ويمنح كل جهوده لدعم المنتخب بلاعبيه ومدربيه ويتجاهل كل ما يمت بصلة إلى الاتحاد لحين حسم أمر التجاهل العلني للأعلام الرياضي ألستم معي ؟ "
&
&موقف غريب
&
من جانبه أكد رئيس القسم الرياضي لصحيفة المدى الزميل إياد الصالحي ، وقال : " في الوقت الذي تقف الصحافة الرياضية اليوم بحشدها المبارك لمساندة اتحاد كرة القدم لكونه المسؤول عن المنتخبات في مهماتها الوطنية لتتم واجباتها بما نطمح إليه جميعاً ، فاجأ الاتحاد المذكور الصحافيين بموقف غريب أكد فيه تخليه عن دورهم ورسالتهم النبيلة في تعضيد مشاركة أسود الرافدين في محفل قاري مهم ما يدلل على العلاقة الهشة وانتقائية الاتحاد الظروف المناسبة التي يحتاج إليها الصحافة أو متى يدير إليها ظهره !! ، وهو موقف من دون شك يُسأل عنه اتحاد الصحافة الرياضية أيضاً الذي بقي صامتاً طيلة الفترة الماضية من دون أن يتحرك لتأمين مشاركة الزميلين د. منذر العذاري وجاسم العزاوي حسب ترشيحه لهما مسبقاً &".
&
&واضاف : " لا اعتقد ان ظرف التقشف الذي تمر به البلاد يشمل الصحافي دون غيره قبيل إنطلاق واحدة من أهم البطولات التي يتواجد فيها الإعلام الرياضي بكثافة ، ويترتب على هذا الموقف الغريب ان يعيد اتحاد الصحافة الرياضية النظر في جميع المواثيق والعهود التي اتفق من خلالها مع القائمين على اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية ليجد منافذ جديدة تدعم الصحافي كي يقوم بواجبه من دون منّة ويحافظ على القيمة السامية للصحافة التي يفترض أن تكون في المقاعد الأولى في أي بعثة تمثلنا خارج البلاد ".&
&
دليل واضح على جهل وأمية & & & &
& & & &
فيما علق مدير تحرير جريدة مونديال الزميل جواد الخرسان قائلاً : " عدم اصطحاب صحافي رياضي من الاتحاد هو دليل واضح على جهل وأمية من يعمل في هذا المجال ويكشف زيف ادعائهم بأن الإعلام شريك أساسي لاتحاد الكرة في عمله، وهذا يبين أن هنالك شراهة في السفر بالنسبة لاعضاء الاتحاد وليس شراكة ".
&
&واضاف : " من جانب اخر يعتبر اعضاء الاتحاد أن الموفد الصحفي شرطي يراقب عملهم وينقل كل افعالهم غير المشرفة، والتي طفح الكثير منها والتي لانريد التطرق إليها ، وبسفر سبعة من أعضاء الاتحاد يؤكد بالملموس أنهم جاؤوا من أجل مصالح شخصية ولاغراض السفر والسياحة وهذا ما سيجعلهم مثار اشمئزاز الشارع الرياضي الذي ابتلى باشخاص مثل هؤلاء &".