&لا أحد يعرف الكثير عن رئيس نادي الهلال السعودي المكلف محمد الحميداني، فعدا عن أنه رئيس أكبر أندية السعودية من حيث البطولات والجماهيرية فكل ما يتوفر عنه أنه رجل مال وأعمال فحسب.

&ياسر الخالدي وعمر القرني :&ولأن كرسي رئاسة الهلال يمكن اعتباره أهم كرسي خارج منظومة العمل الحكومي لأسباب عديدة ليس أقلها العدد الهائل لأتباع ذلك النادي، فإن ذلك كان كافيا ليحجب الصورة عن خلفية هذا الرجل الذي قفز مرتين كل واحدة منهما أكبر من الأخرى، فكانت الأولى من معلم كيمياء متمكن، فيما أوصلته &الثانية لمنصة الشرف وجها لوجه أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز متسلما الكأس وعبارات الثناء من قائد المملكة في عرسها الرياضي الختامي الكبير.&
&
الحميداني حفر اسمه &ليصبح واحدا ممن خلدهم التاريخ الهلالي في سجلاته نظراً للفترة العاصفة والحرجة التي تولى فيها قيادة "الزعيم" ، حيث يشيد الهلاليون بما بذله من جهد ذهني ومادي لأجل كيانهم الذي أمضى موسما كاملا دون بطولة على غير عادته، وبحسب معلومات رصدتها "إيلاف" فإن &قيمة ما صرفه على الفريق تعدت الأربعين مليون ريال طيلة تواجده في الزعيم خلال موسمين تدرج من خلالها كعضو في مجلس الإدارة مروراً بنائب الرئيس حتى تعيينه رئيساً مكلفاً في فبراير الماضي .
&
وكثير من الهلاليين قد يجهلون الكيفية التي جاء بها الرجل الغامض - بحسب ما يوصف -& غير أن مصادر كشفت لـ " إيلاف" أن الإعلامي سلمان المطيويع الذي كان تربطه علاقه عمل بالحميداني كان له الدور الأكبر بتواجده في معقلة الزعيم بعد أن اشار على الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي كان رئيساً للهلال حينها ، بان يضمه ضمن عمل الإدارة بالنادي.
&
و دخل الحميداني المجال الرياضي عضواً في مجلس إدارة نادي الهلال وتحديداً في شهر يونيو من عام 2013 واعتمد عليه الهلاليون كونه على قائمة رجال الاعمال التنفيذيين ويدير عددا من الشركات التي تعنى أبرزها في مجال الاتصالات ، حيث يُعد محمد متمرساً في استراتيجيات الاستثمار وتوسيع قاعدة الرعاية المتعددة وإعادة هيكلة البنية الإدارية والمالية للمنشآت الخاصة والتجارية &.
&
&واكتسب &"الرجل الغامض" &ثقة الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، حيث تم تعيينه في منصب نائب الرئيس خلفاً للأمير نواف بن سعد الذي كان قد استقال حينها لظروفه الخاصة ، قبل أن يتعرض الحميداني لنكسة قوية حين تم إيقافه منتصف هذا الموسم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمدة 6 أشهر بسبب عبارات أطلقها أثناء تجمع جماهيري في مقر النادي قبل مباراة الهلال وسيدني الاسترالي في نهائي كأس آسيا للأندية، ووصفت عباراته بأنها &"تحريض على الكراهية بين الأندية".&
&
بعد شهرين من الإيقاف شمل الحميداني العفو الذي أصدره الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب عن كل الرياضيين الموقوفين الذين تنطبق عليهم اللوائح والأنظمة المحلية للرئاسة العامة لرعاية الشباب والسماح للاعبين الموقوفين بالمشاركة مع فرقهم، وجاء ذلك وفق نص رفع العقوبات بأنها جاءت "ابتهاجا بما يجده الشباب والرياضيون من دعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز &وفتح صفحة جديدة من جانب السلطات الرياضية مع المنتسبين لها".
&
ورغم ما مر على الهلال من ظروف وصفت بالأسوأ في تاريخ النادي بعد أن فقد الفريق البطولة الآسيوية &وبطولة كأس ولي العهد مما أدى لاستقالة الأمير عبد الرحمن بن مساعد وعدد من أعضاء الإدارة ، إلا أن الحميداني تولى رئاسة النادي بالتكليف لمدة 90 يوماً تنتهي مع آخر مباراة في الموسم &، حيث جاء أول قراراته&في الاستجابة لنداء الهلاليين وإقالة الروماني ريجيكامب حتى يعود الهدوء للمدرج الهلالي المشتعل بعد خسارة لقب بطولة ولي العهد أمام الأهلي 2-1
&
وبعدها &عمل الحميداني على إعادة ترتيب البيت من جديد وكان شعاره كما يصف مقربون منه تحدثوا لـ"إيلاف": " الهدوء والعمل بصمت والصبر"، وقالوا إنه &تميز أيضًا بأخذ آراء المقربين والمحبين للهلال وفتح قنوات الاتصال مع كبار رجالات الهلال واستشارتهم بما يخص الشأن الهلالي.
&
وجاء قراره الثاني بالتعاقد مع المدرب اليوناني الكبير "دونيس"، في حين بث في اللاعبين روح الانتماء للكيان ليحقق الفريق تحت إدارته بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين كأفضل ختام وتتويج لرجل عشق الهلال فعشقه الهلاليون .
&
وبعد نهاية معركة الشهور الثلاثة، وهي فترة تكليفه، وبعد لحظات من تتويجه قال: " لا يهم أن أكون مع الهلال الموسم المقبل بجسدي أو لا أكون، الأهم أنني بقلبي سأدعم الهلال سواء كمسؤول أو كعاشق لهذا الكيان الأزرق"، في إشارة مباشرة الى&أنه مستعد للعمل مع الإدارة الجديدة للأمير نواف بن سعد، إلا أن المؤشرات تقول إن المجلس لن يضم الحميداني في المنصبين المحاذيين للرئيس، فلن يكون نائبا ولا أمينا عاما.
&
&ورغم أن &الحميداني يحظى بقبول شرفي وإداري وجماهيري كبير، حيث يرغبون في استمراره ودخوله ضمن مجلس الإدارة الجديد تحت قيادة الرئيس الجديد الأمير نواف بن سعد ، غير أن ما تم تداوله بوجود بعض القضايا المالية العالقة في أروقة المحكمة السعودية ومنها ما نشرته صحيفة " &الرياض " بتاريخ 21-5-2015 بوجود قضية ضده في محكمة التنفيذ في الرياض ، ما ساهم& بصرف النظر عن أي قرار ينص بدخوله ضمن مجلس الإدارة الجديد خوفاً من ظهور أي قضايا أخرى مستقبلاً قد لا تمكنه من العمل بشكل إيجابي في النادي.&
&
وكان الحميداني قد طمأن الجماهير الهلالية عبر برنامج صدى الملاعب بأن أزمة ديون النادي تم حلها في عشر دقائق بفضل أعضاء شرف النادي المخلصين ، مشيداً بعلاقته بالأمير عبد الرحمن بن مساعد، &وعن أبرز الدروس التي استفادها خلال فترة تواجده بالهلال ، كما تحدث عن أن الهلاليين الموسم الماضي فشلوا في اللعب خارج المستطيل الأخضر في إشارة للتعاطي مع الأحداث التي مر بها الفريق خارج الملعب كما تحدث عن أن الأمور الهلالية يجب أن تظل داخل البيت الهلالي وأن تتم مناقشتها بداخله وألا تخرج للعلن.