&حتى الإسبوع الماضي، كان المصري أحمد الزيات، حفيد المفكر الراحل أحمد حسن الزيات، مجرد أميركي من أصل مصري، لكن فجأة صار اسمه مليء السمع والبصر، لاسيما بعد أن حقق حصانه "الفرعوني الأميركي" فوزاً تاريخياً في سباقات الخيول، لم يتحقق منذ العام 1978، أي منذ نحو 37 عاماً. وتحول الزيات من رجل أعمال يوشك على الإفلاس، إلى واحد من أشهر رجال الأعمال في أميركا.

حقق الحصان "الفرعون الأميركي"، الذي يحمل الرقم "85" نجاحاً تاريخياً في تلك السباقات، بعد فوزه &بلقب "بيلمونت ستيكس"، ليكون الفائز رقم 12 بالتاج الثلاثي منذ انطلاق السباق قبل 110 عاماً، والأول منذ عام &1978، وتحول مالكه رجل الأعمال المصري أحمد الزيات إلى واحد من أشهر الأميركيين.
&
نشأ الزيات في القاهرة، وكان محباً لرياضة ركوب الخيل، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة، فجده أحمد حسن الزيات كان مفكراً بارزاً، أسس مجلة "الرسالة"، وهي مجلة أدبية معروفة تاريخياً. أما والده علاء الزيات، فهو الطبيب الشخصي للرئيس الراحل أنور السادات، وكان أستاذاً يدرس الطب في الجامعة أيضاً.
&
وأفردت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً مطولاً عن الزيات وحصانه "الفرعون الأميركي"، مشفوعاً بحديث معه، عن حياته واستثماراته في مجال سباقات الخيول، وقالت الصحيفة إن الزيات كون ثروته من تجارة البيرة في مصر، مشيرة إلى أنه اشترى شركة الأهرام للمشروبات، وهي شركة حكومية متخصصة في صناعة وتجارة البيرة، وأبرم هذه الصفقة بنحو 70 مليون دولار في العام 1997.
&
وواجه الزيات في البداية صعوبة في بيع البيرة للمسلمين، وكان هناك مزحة شائعة حولها تقول إنه يمكن تشغيل الآلات بالييرة أسهل من بيعها، إلا أنه استطاع التغلب على تلك المشكلة، من خلال تقديم "البيرة الخالية من الكحول"، وكون الأموال واستطاع بيع أسهم الشركة في بورصة لندن للأوراق المالية. &وفي النهاية باع الزيات شركته إلى شركة "هاينكن" بأربعة أضعاف، أي مقابل 280 مليون دولار.
&
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي الأسبق بمصر دانيل كورتزر، عن تلك الصفقة قوله: "التعاملات التجارية في بداية فترة الخصخصة كانت مبهمة، لكن عائلته كان لديها اتصالات جيدة جداً مع المسؤولين الكبار في الحكومة، لكنه قام بأشياء مدهشة ليعبر ذلك".
&
وبدأ نشاط الزيات في مجال الخيول في العام 2006، ـ وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ـ اشترى مهراً صغيراً من مزاد "بلو تشيب كينلاند" مقابل 4.6 ملايين دولار، &ثم كون اسبطلات تنافس أكبر الاسطبلات الأميركية، وبحلول العام 2008، ربح الزيات نحو 6.9 مليون دولار. وفي العام 2009، حقق حصانه المسمى ب"رائد النيل" والد الحصان "الفرعوني الأميركي" المركز الثاني في سباق كنتاكي، وزادت استثماراته بدرجة أنه صار من أنشط المشترين للخيول في أميركا، ودفع &24.5 مليون دولار لشراء 77 حصاناً وفقاً لموقع "بلود هورس دوت كوم"، وبلغ عدد الخيول في اسطبله نحو 25 حصاناً، إلا أن أفضلهم على الإطلاق "الفرعون الأميركي".
&
تعرض الزيات لتعثرات مالية، وأوشك على الإفلاس، وأقيمت ضده دعاوى قضائية، وقال بنك "فيفث ثيرد"، فيدعوى قضائية ضده، إن إسطبلات الزيات تعثرت في سداد أكثر من 34 مليون دولار، اقترضها عندما خسر أكثر من 52 مليون دولار في الفترة من 2006 إلى 2008. واتهمته الدعوى القضائية بأنه لم يكشف عن إفلاسه الشخصي السابق تحت اسم إبراهام ديفيد زيات، وأنه سحب مليوني دولار من حسابات الإسطبل، قبل التقديم بطلب للحماية من الإفلاس.&
&
وتشير أوراق القضية إلى أن الزيات لديه الكثير من العادات السيئة منها: ممارسة القمار، وسجل سيء في مجال سداد الفواتير، حتى إن &شركات الخيول المعروفة تشكو من عدم سداده للفواتير، ومنها: شركة كينلاند للمزادات، ومزارع الاغذية المملوكة لحاكم دبي الشيخ راشد بن مكتوم، فضلاً عن المدربين وناقلي الخيول.
&
واستطاع الزيات تسويه ديونه &في العام الماضي 2014، وقال عن ذلك للصحيفة: "كل شخص دفعت له 100% على كل دولار". وكاد الزيات أن يبيع حصانه "الفرعون الأميركي" لسداد جزء من الديون، إلا أن وكيل الخيول المعروف جيف سيدر، نصحه بالقول: "بع منزلك، ولا تبيع هذا الحصان، إنه حصانك الذي سيكون انطلاقتك".
&
ورغم ذلك، مازالت المزارع في كنتاكي لا تتعامل مع الزيات، ومنها: "ستوك بلاس فارم"، حيث ولد حصانه "الفرعون الأميركي"، بالإضافة إلى مزرعة "تايلور ميد"، ويطالبونه بالدفع مقدماً. ويرد عليهم الزيات بالقول إنه كان سخياً للغاية معهم. إلا أن يبرر المراهنات والقمار بالقول: "أحب المراهنة على الخيول، كل منا له محفظة حجمها مختلف".
&
يعرف الزيات في أوساط الأميركيين، ولاسيما المتعاملين معه وجيرانه "المسلم اليهودي"، ولذلك يفكر في إطلاق اسم "موسى الميمون" على مهره الذي اشتراه حديثاً بمبلغ 4.8 مليون دولار، تيمنا بالفيلسوف اليهودي العربي المعروف تاريخياً موسى بن ميمون.
&
وعن ذلك يقول: "كمسلم أريد أن أقول شيئاً من خلال الأداة التي أملكها وهي الخيل. أريد أن أكون داعماً للسلام. و أريد الحديث عن حب الجيران".
&
وتقول الصحيفة عنه: "الزيات سخياً نحو القضايا اليهودية، يعيش مع زوجته وأربعة أبناء في منطقة أرثوذكسية حديثة، يقع بها فندق تيودور، ومنازل على الطراز الفيكتوري، ومعروفة باسم ويست انجلوود بتينك بولاية نيوجيرسي".
&
وأضافت أن أهل هذه المنطقة "يحافظون على الشرائع اليهودية حتى في ترتيباتهم لخيول السباقات، وإذا لم يستطيعوا فإنهم يمشون على الأقدام إلى مكان السباق، كما حدث في سباق بريكنيس حتى يتجنبوا قيادة السيارات يوم السبت".
&
ونقلت الصحيفة عن ستيفن بروزانسكي، حاخام بني يشرون، أحد أكبر المعابد الأرثوذكسية اليهودية، قوله عن عائلة الزيات: "إنها عائلة رائعة وعطوفة، ونشيطة و حماسية".
&
ورغم أنه معروف ب"المسلم اليهودي"، إلا أنه يرفض الكشف عن ديانته، وقالت الصحيفة: "عندما سألناه عن ديانته قال الزيات: لماذا تهتمون؟ لماذا يعنيكم الأمر؟ إنه مسألة شخصية".
&
الفرعون الأميركي سبب السعد على الزيات، وتقول الصحيفة: "كان الحصان الابن &به جرح صغير واضح في وجهه، وتسبب في تورم جبهته لبعض الوقت، وقد كان سعر بيعه ينخفض في كل مرة يشاهده المشترون حينما كان يسير وسط حظائر "فاسيج- تيبتون ساراتودجا" في ولاية نيويورك".
&
الآن وبعد فوز حصان "الفرعون الأميركي" بسباق "بيلمونت"، أصبح الحصان رقم 12 الذي يتوج بسباقات التاج الذهبي الثلاثي، منذ انطلاقها قبل 110 عاما، &والأول منذ عام 1978.&
&
&
شاهد فيديو الحصان الفرعون الأميركي: