أكد تقرير إسباني أن نجاح إدارة نادي ريال مدريد الإسباني في توصلها إلى اتفاق لتمديد عقود أغلب ركائز فريقها الأول جعل المبالغ المالية الضخمة التي دفعتها للمرة الاولى لانتدابهم لا تكلف الشيء الكثير ولا تمثل عبئًا مالياً على الخزينة الملكية، وذلك بالنظر إلى المدة الطويلة التي يتواجد فيها هؤلاء النجوم داخل قلعة " السانتياغو بيرنابيو "، بحيث كلما طالت إقامتهم في النادي كلما حقق الفريق بفضلهم انجازات، وحقق من أسمائهم وصورهم وقمصانهم عائدات مالية كبيرة تعوض تلك التي أنفقتها الإدارة من أجل التعاقد معهم .
واستعرضت صحيفة " ماركا" الإسبانية عددًا من الصفقات التي كلفت عند إبرامها للمرة الاولى ملايين اليوروات تلقى بسببها رئيس النادي فلورنتينو بيريز انتقادات شديدة من قبل معارضيه في الجمعية العمومية بالنادي ووسائل الإعلام المدريدية قبل ان يتضح انه كان بصدد انتهاج سياسة جديدة تحافظ على التوازن المالي للنادي، خاصة بعدما امتنع في المواسم الأخيرة عن إبرام مثل هذه الانتدابات وركز جهوده على تمديد عقود الركائز الأساسية للفريق.
فالمهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو تم تمديد عقده مع النادي لغاية شهر يونيو من عام 2021 ، حيث سيكون قد استمر في صفوف الفريق لـ 11 موسمًا بعدما جاء لمدينة مدريد في صيف عام 2009 قادماً من نادي مانشستر يونايتد لقاء 91 مليون يورو.
أما المدافع الإسباني سيرجيو راموس فتم تجديد عقده وتمديده لغاية شهر يونيو من عام 2020 بعدما انتدبته إدارة النادي الملكي من نادي إشبيلية في صيف عام 2005 مقابل 27 مليون يورو، وبالتالي فإن إقامته في العاصمة مدريد بالألوان الملكية لتصل إلى 15 موسمًا، وهي أطول إقامة للاعب في صفوف الفريق حالياً.
أما الويلزي غاريث بيل، والذي كلف خزينة الميرنغي 96 مليون يورو في صيف عام 2013 صبت في خزينة نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي، فقد نجح رئيس النادي في إقناعه بالاستمرار مع الفريق لغاية شهر يونيو من عام 2022 ليصل عدد مواسمه مع الفريق إلى 9 مواسم.
وبدوره، سيبقى متوسط الميدان الألماني توني كروس مع الميرنغي لثمانية مواسم، بعدما انتدبه من نادي بايرن ميونيخ الألماني في صيف عام 2014 نظير 25 مليون يورو، حيث مدد مؤخراً عقد إقامته في العاصمة مدريد لغاية شهر يونيو من عام 2022.
كما سيبقى لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش مع ريال مدريد لثمانية مواسم أيضاً، منذ قدومه للنادي في صيف عام 2012 ولغاية عام 2020 مقابل 35 مليون يورو ، وهي تكلفة انتقاله من نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي إلى صفوف نادي ريال مدريد.
وبدوره، ستصل فترة إقامة المهاجم الفرنسي كريم بن زيمة مع ريال مدريد إلى 10 مواسم ، ابتداء من تاريخ انتقاله للفريق قادماً من نادي اولمبيك ليون الفرنسي في صيف عام 2009 نظير 36 مليون يورو لغاية انقضاء عقده الحالي في شهر يونيو من عام 2019 ، إذ قد تمتد هذه الإقامة إلى ما بعد عام 2020 في حال تم تمديد عقده هو الآخر مرة أخرى.
أما المدافع البرتغالي بيبي فتصل مدة إقامته في ريال مدريد إلى 9 مواسم ، بعدما استقدمه النادي في صيف عام 2007 مقابل 30 مليون يورو، حيث سيستمر عقده لغاية شهر يونيو من عام 2017 في انتظار توصله مع الإدارة الملكية إلى اتفاق جديد لتمديد عقده موسمًا أو موسمين.
ومن اللافت للنظر أن هؤلاء اللاعبين شكلوا في المواسم الأخيرة ركائز الفريق في التشكيلة الأساسية للفريق، حيث كان لهم دور مهم في النتائج التي حققها النادي، خاصة بتتويجه بلقب الدوري الإسباني عام 2012 وإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2014 و 2016 ، حيث لا يزال الفريق بقيادة مديره الفني الفرنسي زين الدين زيدان يراهن عليهم لتحقيق المزيد من الألقاب والبطولات المحلية والقارية الاخرى ، على الأقل حتى عام 2020.
هذا وكشفت المعطيات المالية لسوق انتقالات اللاعبين في الفترة الأخيرة صعوبة إبرام نادي ريال مدريد لصفقات من العيار الثقيل في ظل المنافسة الشرسة لأندية الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو ما أكدته صفقة الفرنسي بول بوغبا الذي خطفه نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي من نظيره نادي يوفنتوس الإيطالي، وهي المعطيات التي أجبرت الرئيس فلورنتينو بيريز على تغيير سياسته وفق إمكانية ناديه بالتركيز على الحفاظ على كوادره قبل دخول السوق لجلب لاعبين آخرين خاصة ان الأندية "البريميرليغ" أصبحت تهدد حتى لاعبي النادي الملكي بمنحهم رواتب أسبوعية ضخمة ومغرية.
التعليقات