تتصدر قضية المنشطات جدول اعمال اجتماعات اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية الثلاثاء في مقرها بلوزان، وذلك قبيل نشر التقرير الكامل للمحقق الكندي ريتشارد ماكلارين المتوقع الجمعة.

وواجهت الرياضة في 2016 احدى اخطر أزماتها، بعدما كشف ماكلارين في التحقيق الذي اعده بناء على طلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا"، نظام تنشط روسي واسع النطاق برعاية الدولة.

وطالب العديد من مسؤولي هيئات رياضية دولية بابعاد الرياضيين الروس عن المحافل الدولية. كما استندت "وادا" الى تقرير ماكلارين، لتدعو الى حظر مشاركة كل الرياضيين الروس في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية التي اقيمت هذا الصيف في ريو دي جانيرو، بعدما سبقها الاتحاد الدولي لالعاب القوى الى حرمان ممثلي روسيا من المشاركة في كل مسابقاته الدولية ومنها الاولمبياد.

الا ان اللجنة الاولمبية الدولية اتخذت قرارا مصيريا بمنح الفرصة لغير المتورطين بالمنشطات بالمشاركة في الاولمبياد، وفوضت كل اتحاد رياضي دولي باختيار من يحق له المشاركة من الرياضيين الروس، بعد تلبية بعض الشروط التي وضعتها اللجنة في هذا الاطار.

ومن مجمل عدد الرياضيين الذين كان من المقرر ان يشكلوا البعثة الروسية الى اولمبياد ريو، سمح لاكثر من 250 بالمشاركة، بينما استبعد ما يناهز 120 آخرين بسبب تورطهم في المنشطات.

وكان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ دعا قبيل انطلاق الالعاب الاولمبية، الى "نظام لمكافحة المنشطات اكثر فعالية وكفاءة ويوفر مزيدا من الشفافية".

ونوقشت القضية في القمة الاولمبية في تشرين الاول/اكتوبر، والتي حضرها الى جانب اللجنة الدولية و"وادا"، اتحادات رياضية بارزة كالعاب القوى والسباحة وكرة القدم، وابرز اللجان الاولمبية الوطنية.

وخلصت القمة للدعوة الى انشاء هيئة جديدة مستقلة لاختبار المنشطات. كما فوضت "وادا" مهمة انشاء الهيئة الجديدة لاختبار المنشطات بدلا من الاتحادات الرياضية الدولية في محاولة لتنظيف الرياضة الملطخة بالفساد، وايدت خطة لتولي محكمة التحكيم الرياضي (كاس) مسؤولية البت بقضايا المنشطات.

وستبقى وادا المشرفة على تنظيم مكافحة المنشطات، بيد ان الهيئة الجديدة ستكون مسؤولة عن اجراء الفحوص للرياضيين.

وفي حين ان هذا المسار قد يكون طويلا، اوضح متحدث باسم اللجنة الاولمبية انه "سيتم الثلاثاء بحث جميع مشاريع اصلاح نظام مكافحة المنشطات وايضا ما خرج به مجلس وادا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر".

والتقى باخ ورئيس "وادا" البريطاني كريغ ريدي الاثنين في لوزان. وكان باخ قد وجه انتقادات عدة للثاني خلال الاشهر الماضية، على خلفية فضيحة المنشطات، مطالبا بنظام اكثر فعالية وشفافية.

وبعد الاجتماع، قال باخ "يسرني ان يكون سوء الفهم قد زال"، مؤكدا اتفاقهما على "مواصلة العمل معا لتعزيز مكافحة المنشطات".

واعيد انتخاب ريدي الشهر الماضي لولاية جديدة من ثلاث سنوات.

- اعادة توزيع الميداليات -

وسيشهد الاجتماع ايضا عرضا من المدير الطبي في اللجنة الاولمبية الدولية ريتشارد بادجيت حول برنامج اعادة التحاليل لعينات تعود الى دورتي الالعاب الاولمبية في بكين (2008) ولندن (2012).

واعادت اللجنة الاولمبية حتى الان تحليل 1243 عينة باتباع وسائل علمية حديثة اكثر دقة، ما ادى الى كشف وجود 103 حالات تنشط، منها 48 في رياضة رفع الاثقال، و43 في العاب القوى.

وتعود 66 من الحالات الـ 103 الى اربع دول فقط هي روسيا وبيلاروسيا واوكرانيا وكازاخستان.

ورأى مدير الاتحاد الدولي لرفع الاثقال المجري اتيلا ادامفي في مقابلة مع وكالة فرانس برس، ان نتائج اعادة التحاليل "تثير العديد من الاسئلة حول من قرر اجراء الاختبارات وانواع الرياضات والدول المعنية ومعايير الاختيار".

واشار المتحدث باسم اللجنة الاولمبية، ردا على هذه الاسئلة، ان بادجت "سيقوم بايضاح عدد الفحوص التي تم اجراؤها وما هي الرياضات والبلدان" التي شملتها.

كما ستناقش اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية مسألة اعادة توزيع الميداليات على من يستحقها بعد نتائج التحاليل الجديدة وتجريد من ثبت تورطه من ميداليته.

وعشية النشر المرتقب لكامل تقرير ماكلارين، سيعقد باخ مؤتمرا صحافيا بعد ظهر الخميس.

وكشف الجزء الاول من التقرير تفاصيل برنامج تنشط ممنهج برعاية الدولة في روسيا بين العامين 2001 و2015، وشكل الاساس الذي اعتمد لاستبعاد الرياضيين الروس عن اولمبياد ريو.

واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي ان البرنامج الجديد لمكافحة المنشطات في بلاده سيكون جاهزا مطلع 2017.