شهدت سنة 2016 صعود نجمي البريطاني اندي موراي الذي ابعد الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن صدارة تصنيف لاعبي كرة المضرب بعدما احتكرها لاكثر من اربعة اعوام، والالمانية انجيليك كيربر التي وضعت حدا لهيمنة الاميركية سيرينا وليامس.

وانهى موراي الموسم مع 12410 نقاط، متقدما بفارق 630 نقطة عن ديوكوفيتش. ولدى السيدات، جمعت كيربر 9080 نقطة، بفارق اكثر من الفين عن سيرينا، ما يعد بمواجهات حادة الموسم المقبل.

وشهدت السنة تراجع أسماء بارزة كالسويسري روجيه فيدرر والاسباني رافايل نادال. اما لدى السيدات، فكانت ابرز السقطات للروسية ماريا شارابوفا التي اوقفها الاتحاد الدولي بسبب تناولها عقارا محظورا.

- ديوكوفيتش وموراي يدخلان التاريخ 

على هامش المنافسة الشرسة بين اللاعبين اللذين يبلغان التاسعة والعشرين من العمر، دون ديوكوفيتش وموراي اسمهما في التاريخ.

فالصربي أحرز لقب البطولات الاربعة الكبرى تواليا خلال موسمين (2015-2016)، والبريطاني حقق انجازا غير مسبوق باحرازه ذهبية اولمبية ثانية تواليا، بفوزه بلقب المضرب في دورة ريو دي جانيرو.

وبدأ ديوكوفيتس الموسم باعتلاء منصة التتويج في بطولة استراليا المفتوحة، ثم أحرز لقب رولان غاروس الفرنسية للمرة الاولى في مسيرته، ليتم بذلك "الغراند سلام" بعد احرازه بطولتي ويمبلدون الانكليزية وفلاشينغ ميدوز الاميركية في الموسم الماضي.

واضاف ديوكوفيتش القاب 4 من دورات الماسترز التسع (1000 نقطة) في انديان ويلز وميامي ومدريد وتورنتو.

في المقابل، توج موراي بلقب كبير في ويمبلدون وثلاث دورات ماسترز (روما وشنغهاي وباريس)، اضافة الى بطولة الماسترز التي تجمع افضل 8 لاعبين، والتي انتزع لقبها من ديوكوفيتش.

ورفع ديوكوفيتش رصيده من البطولات الكبرى الى 12، وبات بعد تتويجه في رولان غاروس ثالث لاعب يجمع الالقاب الاربعة منذ اعتماد نظام الاحتراف (1972)، منضما بذلك الى فيدرر ونادال.

وأمل الصربي في احراز ذهبية ريو، الا انه خرج من الدور الاول على يد الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو الذي استعاد بعضا من تألقه بعد غياب قسري لاكثر من عامين بسبب الاصابات.

واحرز الارجنتيني فضية الاولمبياد بخسارته في النهائي امام موراي.

وعلى الرغم من تعثره في النصف الثاني من 2016، يبدو ديوكوفيتش واثقا من قدرته على احراز البطولات الاربع الكبرى في موسم واحد، ليصبح اول لاعب يحقق "الرباعية الكبرى" (الفوز بالبطولات الاربع الكبرى خلال موسم واحد) منذ الاسترالي رود ليفر (1969).

الا ان المهمة لن تكون سهلة في ظل المستوى المتصاعد لموراي الذي استغل تراجع منافسه، ليبدأ في النصف الثاني من السنة، في تقليص فارق النقاط بينهما، والذي بلغ سابقا ثمانية آلاف نقطة.

فقد احرز موراي بطولة ويمبلدون الانكليزية للمرة الثانية، وذهبية الاولمبياد للمرة الثانية ايضا، واخيرا بطولة الماسترز للمرة الاولى، ليصبح اول بريطاني يتصدر التصنيف منذ اعتماده في 1972.

وأقصى موراي بذلك ديوكوفيتش بعد تربعه 244 اسبوعا على القمة، مخالفا بذلك كل الرهانات في مطلع الموسم. ويبدو البريطاني في موقع يتيح له البقاء في صدارة التصنيف اقله حتى صيف 2017، بموجب المعايير المعتمدة في احتساب النقاط.

وسهل غياب فيدرر منذ تموز/يوليو بداعي الاصابة، ونادال الذي خاض موسما متقطعا للاسباب عينها، مهمة الصربي والبريطاني.

وتراجع فيدرر (36 عاما) الذي يحمل 17 لقبا في البطولات الكبرى، الى المرتبة 16 في التصنيف، وهو ادنى مستوى له منذ 2001. كما لم يحرز اي لقب خلال الموسم، للمرة الاولى منذ العام 2000.

اما نادال (30 عاما)، فحاول العودة الى أجواء المنافسة في بداية الموسم، وارتقى للمركز الرابع في التصنيف، الا انه ما لبث ان تراجع الى التاسع بسبب اصابة في الرسغ حرمته المشاركة في دورات عدة. وكان ابرز انجاز له احراز ذهبية الالعاب الاولمبية في الزوجي.

واعتبر نادال ان الفترة الحالية هي مرحلة انتقالية ستفتح الطريق امام مواهب شابة كالاسترالي نيك كيريوس (21 عاما، مصنف 13)، والالماني الكسندر زفيريف (19 عاما، مصنف 24)، اول لاعب في هذه السن ينهي الموسم بين الـ 25 الاوائل، منذ عام 2006.

- كيربر تبعد سيرينا بعد 186 اسبوعا 

بعد 186 اسبوعا في صدارة التصنيف دون انقطاع، اقصيت الاميركية سيرينا وليامس (35 عاما) التي تتشارك الرقم القياسي في الالقاب الكبيرة (22) مع الالمانية شتيفي غراف، على يد مواطنة الاخيرة، اللاعبة العسراء انجيليك كيربر (28 عاما).

وخرجت سيرينا خالية الوفاض من البطولات الكبرى، اذ اقصيت من نصف نهائي ويمبلدون على يد التشيكية كارولينا بليسكوفا، بعد خسارتها نهائي رولان غاروس امام الاسبانية غاربيني موغوروثا، في حين احرزت كيربر لقبي استراليا المفتوحة وفلاشينغ ميدوز.

وخرجت من الدور الثالث للأولمبياد على يد الاوكرانية ايلينا سفيتولينا، وانسحبت من منافسات الزوجي، علما انها عانت اصابة في الكتف.

وغابت الاميركية عن بطولة الماسترز التي كانت كيربر على وشك احرازها، الا انها خسرت النهائي امام السلوفاكية دومينيكا تشيبولكوفا.

كما حرمت كيربر ذهبية ريو 2016 بخسارتها في النهائي امام البورتوريكية مونيكا بويغ (23 عاما) التي كانت مسيرتها تخلو من اي لقب، لتهدي بذلك بلادها اول ميدالية اولمبية في تاريخها.

- غياب شارابوفا 

كانت الروسية ماريا شارابوفا (29 عاما) ابرز الغائبات هذه السنة، اذ قرر الاتحاد الدولي للعبة وقفها في حزيران/يونيو لمدة عامين لثبوت تناولها عقار الملدونيوم، والذي بات منذ مطلع السنة من العقاقير المحظور تناولها.

واقرت اللاعبة الروسية بانها تناولت الملدونيوم، الا انها نفت علمها بادراجه على اللائحة المحظورة، واستأنفت قرار الايقاف امام محكمة التحكيم الرياضي التي خفضت العقوبة في تشرين الاول/اكتوبر الى 15 شهرا.

وستعود النجمة الروسية بالتالي الى المنافسات الرسمية في نيسان/ابريل المقبل.

وبعد عودتها الى المنافسة اثر اصابات متكررة، غابت البيلاروسية فيكتوريا ازارنكا مجددا منذ اعلانها في حزيران/يونيو انها حامل.