شهدت بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد منافسة شرسة بين سائقي فريقي مرسيدس، البريطاني لويس هاميلتون والالماني نيكو روزبرغ، حسمها الثاني الذي احرز لقبه الاول، قبل ان يعلن اعتزاله المفاجىء.
وفي ظل هيمنة الفريق الالماني على بطولة الصانعين (19 سباقا من 21)، شكلت المنافسة بين سائقيه نكهة الموسم، لاسيما وانها امتدت حتى السباق الاخير على حلبة مرسى ياس في ابوظبي.
وبعد خمسة ايام من السباق الختامي، اعلن روزبرغ اعتزاله في الثاني من كانون الاول/ديسمبر، واضعا حدا لمسيرة امتدت عشرة اعوام.
وقال روزبرغ "هذا العام كان صعبا للغاية وبذلت فيه كل شيء ممكن. لم اوفر اي جهد منذ سباق اوستن العام الماضي لاني عانيت كثيرا بعد تلك الخسارة"، في اشارة الى سباق الولايات المتحدة في الموسم الماضي، والذي شهد تتويج هاميلتون بثالث القابه في بطولة العالم.
وثابر روزبرغ في 2016 من اجل تعويض ما فاته في العامين الماضيين في معركته مع هاميلتون، وتوج عن جدارة باللقب العالمي بعد فوزه بتسعة سباقات، بينها اربعة تواليا في بداية الموسم، مستفيدا في الوقت ذاته من مشاكل ميكانيكية عانى منها منافسه الوحيد.
وانتظر روزبرغ حتى السباق الختامي للظفر باللقب بعد حلوله ثانيا خلف هاميلتون. واتى نجاح الالماني على رغم محاولات يائسة لزميله الذي دخل السباق متخلفا بفارق 12 نقطة، بعدما انتفض في القسم الاخير من الموسم وحقق 3 انتصارات متتالية، والرابع في ابوظبي.
وكان روزبرغ بحاجة الى انهاء السباق في المركز الثالث لحسم اللقب، وسارت الامور كما يشتهي لانه كان في طريقه لنيل المركز الثاني دون منافسة قبل ان يقرر هاميلتون الابطاء من سرعته لسماح للسائقين الاخرين بتضييق الخناق على زميله، خصوصا في ظل الوتيرة "الصاروخية" للالماني سيباستيان فيتل (فيراري).
الا ان نجل بطل العالم السابق كيكي روزبرغ (1982) حافظ على رباطة جأشه وأبقى فيتل والهولندي الشاب ماكس فرشتابن (ريد بول-تاغ هيوير) خلفه، لينهي البطولة بفارق 5 نقاط عن هاميلتون.
وتمتع هامليتون الذي رفض الانصياع لاوامر فريقه وزيادة سرعته في القسم الاخير من السباق، بروح رياضية لتهنئة زميله، قائلا "كل ما اريد قوله هو شكرا للفريق وعائلتي وهنيئا لنيكو، بطل العالم الجديد".
ورد عليه روزبرغ، بالقول "اريد ان اهنىء لويس على جهوده. من الصعب دائما التفوق عليك وكنت دائما سريعا كالعادة".
- بورصة البحث عن بديل
وتوالت بعدها ردود الفعل المنتقدة لهاميلتون بسبب الاستراتيجية التي اعتمدها في ابوظبي، حتى من قبل مدير مرسيدس توتو وولف، الا ان التركيز سرعان ما انتقل نحو روزبرغ وقرار اعتزاله المفاجىء.
وفي حين اكد السائق الالماني انه يرغب في تمضية المزيد من الوقت مع عائلته، اوضح ان "الامر الوحيد الذي يجعل هذا القرار صعبا بالنسبة لي هو انني اضع فريقي في وضع صعب".
وبالفعل، بات مرسيدس في موضع البحث عن بديل وسط بورصة اسماء يتم تداولها في وسائل الاعلام، منها سائق ماكلارين-هوندا الحالي بطل العالم السابق الاسباني فرناندو الونسو الذي سبق له ان قاد الى جانب هاميلتون عام 2007 في ماكلارين ودخلا في صراع مرير دفع ألونسو الى ترك الفريق البريطاني قبل انتهاء عقده معه.
الا ان مدير اعمال الونسو الايطالي فلافيو برياتوري استبعد انتقاله الى مرسيدس، لاسيما وانه مرتبط بعقد حتى نهاية الموسم المقبل.
كما اعلن سائق فريق ريد بول، الاسترالي دانيال ريكياردو بقاءه مع فريقه، ليضع حدا للتقارير عن انتقاله الى مرسيدس الموسم المقبل.
كما المحت تقارير صحافية فرنسية الى ان السائق البرازيلي فيليبي ماسا (35 عاما) يخوض مباحثات مع فريق وليامس من اجل العودة عن قرار اعتزاله الذي اعلنه نهاية الموسم الماضي.
وفي حال حصول ذلك، قد يتاح لسائق وليامس الفنلندي فالتيري بوتاس (27 عاما) الانضمام الى مرسيدس. ويبدو سائق التجارب الحالي لدى الصانع، الالماني باسكال فيهرلاين (22 عاما) الهدف الاكثر واقعية للقيادة الموسم المقبل الى جانب هاميلتون.
واكد مرسيدس ان اي قرار بهذا الشأن لن يعلن قبل السنة المقبلة.
- استحواذ اميركي
وبغض النظر عن هوية السائق الثاني الذي سيجلس خلف مقود مرسيدس في السباق الافتتاحي لموسم 2017 والمقرر في 26 اذار/مارس في ملبورن الاسترالية، الا ان البطولة ستقام للمرة الاولى منذ اكثر من عشرين عاما، في غياب بطل يدافع عن لقبه.
وتعود المرة الاخيرة الى عام 1994، بعد اعتزال بطل العالم الفرنسي ألان بروست بعد فوزه بلقب بطولة العالم 1993.
ولم تقتصر اخبار الموسم الحالي على الحلبات فقط، اذ سجل في ايلول/سبتمبر استحواذ مجموعة "ليبرتي ميديا" التي يملكها الملياردير وقطب الاعلام الاميركي جون مالون، على ملكية بطولة العالم بعد سنوات من الشكوك حول مستقبلها.
وسيتولى تشايس كاري، اليد اليمنى السابق للاسترالي روبرت موردوخ في "21 سنتشري فوكس"، ادارة الفورمولا واحد بمنصب الرئيس، على ان يبقى البريطاني برني ايكليستون، رئيسا تنفيذيا بموجب الاتفاق.
وبداية، ستشارك "ليبرتي ميديا" بحصة 18,7 بالمئة مقابل 761 مليون دولار اميركي. ولاحقا، ستستحوذ على كامل عقد "دلتا توبكو"، والتي من خلالها سيطرت على الفورمولا واحد مجموعة "سي في سي كابيتال" التي استثمرت في البطولة عام 2006 زهاء 1,2 مليارا.
التعليقات