أعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن أسفه لاساءة تفسير السويسري دومينيكو سكالا القرار الذي اتخذه كونغرس الاتحاد الدولي وقبل السبت استقالته من رئاسة لجنة التدقيق والامتثال.

وقدم سكالا استقالته السبت من منصبه احتجاجا على ما اسماه "هدم الاصلاحات" التي اقرت في شباط/فبراير الماضي من اجل تحسين صورة فيفا المشوهة بفعل موجة الفساد غير المسبوقة.

وقال الاتحاد الدولي في بيان: "تم اتخاذ القرار للسماح للمجلس بتعيين أعضاء بشكل موقت في المناصب الشاغرة في اللجان الجديدة، بحيث يكون بوسعهم الإضطلاع بأدوارهم في عملية الإصلاحات المستمرة حتى يحين موعد كونغرس فيفا المقبل عام 2017. بالإضافة إلى ذلك، يسمح هذا الإجراء بإزاحة سريعة للأعضاء الذين انتهكوا التزاماتهم".

وتابع البيان: "يحترم المجلس بشكل كامل استقلالية لجان التدقيق والامتثال، وأي إيحاءات تفضي بعكس ذلك غير ذات قيمة. قام السيد سكالا بادعاءات خاطئة ولا أساس لها. يركز فيفا على الإصلاحات وعلى المضي قدما إلى الأمام كما هو واضح من تعيين أمين عام فيفا".

واضاف فيفا انه حتى تعيين رئيس جديد للجنة التدقيق والامتثال، سيضطلع نائب الرئيس سيندي ماباسو كويانا بمهام الرئيس بالإنابة، معتبرا ان "تعيين كافة أعضاء لجنة التدقيق والامتثال وهيئات فيفا القضائية تخضع لتدقيق صارم بخصوص الأهلية لشغل هذه المناصب من قبل لجنة المراجعة".

ويقوم الكونغرس بانتخاب أعضاء لجنة المراجعة.

وسيقوم كل من القاضي العام لمحكمة العدل الأوروبية السابق ميغيل بواريس مادورو، وقاضي المحكمة الهندية العليا موكول مودجال، والرئيس السابق لفريق سبورتينغ كريستال، فيليبي كانتوارياس سالافيري بتشكيل أول لجنة مراجعة مستقلة.

وقد تم وضع هذه الآلية لحماية المنظمة من أي مستوى من تضارب المصالح عند أي تعيين في اللجان والهيئات الأساسية.

وتبنى المؤتمر السادس والستون للفيفا تعديلا ينقل الى المجلس (التسمية الجديدة للجنة التنفيذية) سلطة تعيين واقالة رئيس لجنة الاخلاق المستقلة او لجنة التدقيق والامتثال وغيرهما.

وقال سكالا في بيان "هذا الاجراء يحرم الاجهزة المختلفة داخل الفيفا من الاستقلالية ويهدم بالتالي احد المكتسبات الاساسية في الاصلاح".

واوضح "اعطى المؤتمر الذي يضم جميع الاتحادات الوطنية، الجمعة الى المجلس السلطة التنفيذية لتعيين او اقالة رؤساء اجهزة الرقابة المستقلة مثل لجنة الاخلاق ولجنة الاستئناف القضائية ولجنة الاستماع والمطابقة".

ويستطيع المجلس برئاسة جاني انفانتينو بموجب هذا القرار "اعاقة تحقيقات ضد اعضائه في اي لحظة من خلال اقالة اعضاء الاجهزة المستقلة او الحصول على موافقتهم من خلال تهديدهم بالاقالة".

وتابع سكالا "هذه الاجهزة المستقلة حرمت في الواقع من خلال تبني هذا الاجراء من استقلاليتها وباتت مهددة بان تصبح تابعة لمن يفترض فيها ان تراقبهم".

واكد السويسري انه "اصيب بالذهول جراء هذا الاجراء لانه يهدد ركنا اساسيا من اركان الادارة الجيدة للفيفا ويهدم احد المكتسبات الاساسية في الاصلاحات. لهذا السبب، اعلن استقالتي فورا من منصبي كرئيس للجنة الاستماع والمطابقة في الفيفا".

ولعبت لجنة الاخلاق المؤلفة من قضاة محترفين دورا اساسيا في الازمة التي تعصف بالاتحاد الدولي من خلال ايقاف الرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر والمرشح الابرز لخلافته رئيس الاتحاد الاوروبي السابق الفرنسي ميشال بلاتيني 6 سنوات قبل ان تخفض مؤخرا محكمة التحكيم الرياضي عقوبة الاخير الى 4 سنوات.

وكان الفيفا الذي يتعرض منذ عام لاسوأ فضيحة فساد في تاريخه، اعتمد في شباط/فبراير مجموعة من الاجراءات بهدف تعزيز الشفافية وحسن القيادة.

ولم يكن التعديل الذي تم تبنيه امس من ضمن الاصلاحات، وهو ينقل سلطة مهمة من الجمعية العمومية الى المجلس الذي يعتبر بمثابة حكومة الفيفا برئاسة انفانتينو.