تضمنت رحلة فلاديمير بتكوفيتش نحو رأس الهرم الفني في كرة القدم السويسرية مشوارا كلاعب ومدرب في مختلف الانحاء الاوروبية، فضلا عن عمله 5 سنوات في متجر كاثوليكي خيري.

لكن الجماهير لم تقابل بتكوفيتش (52 عاما) بعاطفة مثالية منذ استلامه مهام تدريب سويسرا في 2014، خصوصا في ظل التوقعات المنخفضة قبل انطلاق كأس اوروبا 2016 في فرنسا من 10 يونيو الى 10 يوليو.

ومن اصعب المسؤوليات الملقاة على عاتق بتكوفيتش كان الارث الثقيل الذي خلفه المدرب السابق الالماني اوتمار هيتسفيلد.

وحصل هيتسفيلد الذي قاد المنتخب السويسري بين 2008 و2014 موعد اعتزاله، على اشادات من كبار اللعبة على غرار الاسكتلندي اليكس فيرغوسون مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي السابق.

وكان هيتسفيلد يحرز اللقب تلو الاخر مع بايرن عندما كان بتكوفيتش يعمل بشكل كامل في متجر تديره مؤسسة كاريتاس. بقي في عمله هذا بين 2003 و2008 عندما كان يدرب ويدرس كرة القدم مساء.

ويقول ساندرو كومبانيو المحرر الرياضي في يومية "20 دقيقة" السويسرية: "هذا صعب... كان هيتسفيلد اسما كبيرا.. لذا فالمقارنة حاصلة دوما".

واضاف كومبانيو ان بتكوفيتش كان بافضل حال الخيار الثالث لنيل الوظيفة السويسرية.

ولد بتكوفيتش في يوغوسلافيا السابقة، ولمع نجمه كلاعب وسط مع ساراييفو قبل الانتقال الى سويسرا عام 1987، حيث حصل لاحقا على جنسية البلاد.

وبعد اعتزاله عام 1999، درب اندية في سويسرا وتركيا ولاتسيو الايطالي حيث احرز لقب الكأس المحلية عام 2012.

وكشف كلاوديو لوتيتو مالك لاتسيو لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية في 2014 ان تجربة كاريتاس كانت سبب تعاقده مع بتكوفيتش، لانه اراد "تغذية" لاعبيه "روحيا".

واقال لوتيتو مدربه بتكوفيتش عندما علم انه يتفاوض مع الاتحاد السويسري لتدريب منتخبه الاول.

وكان هيتسفيلد تكتيكيا من الطراز الرفيع، معززا ثقافة انضباط مبنية على تفادي تلقي الاهداف كاولوية، وهي مقاربة جلبت النتائج في كأس العالم 2014 في البرازيل حيث خرجت سويسرا من الدور الثاني بصعوبة بالغة في الوقت الاضافي امام الارجنتين الوصيفة 1-صفر.

قال كومبانيو لوكالة فرانس برس "عندما جاء بتكوفيتش اراد خلق اسلوب جديد... يحمل هوية هجومية اكثر من قبل، لكنه لم ينجح".

وخاض المنتخب السويسري 232 دقيقة من دون تسجيل اي هدف، ما قاد الى استطلاع رأي لصحيفة "20 دقيقة" نتج عنه ان 16% فقط من المشجعين يعتبرون ان بتكوفيتش الرجل المناسب لقيادة سويسرا.

ومن بين 10 الاف صوت، قال 5% فقط ان سويسرا ستبلغ ربع نهائي كأس اوروبا 2016.

- وحدة المنتخب؟ -

وعلى غرار بتكوفيتش، هاجر عدد كبير من لاعبي سويسرا من أوروبا الشرقية، ما يعقد الوحدة اللغوية والثقافية لفريق يمثل بلدا لديه في الواقع 4 لغات هي الالمانية والفرنسية والايطالية والرومانش.

ولتعزيز الوحدة، طلب المدرب من لاعبيه تناول الطعام على طاولة واحدة لتفادي خلق زمر صغيرة داخل المنتخب تقودها العصبيات الاثنية.

ومنع ايضا استخدام الهواتف المحمولة في بعض أحداث المنتخب، وطلب من اللاعبين ارتداء الاحذية خلال وجبات الطعام وليس الشباشب.

وخلقت اللغة الالمانية الضعيفة مشكلات لبتكوفيتش مع الوسائل الاعلامية، لكن جذوره اليوغوسلافية ساعدته على نسج علاقات جيدة مع نجوم الفريق من الجذور الالبانية، على غرار شيردان شاكيري (ستوك الانكليزي) وغرانيت تشاكا (بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني).