توقفت حركة المواصلات، نزل الناس من سياراتهم وبدأوا بالتجمع في شوارع مزروعة بالبرك المائية بعد هطولات كثيفة، لكن ليس مهما بالنسبة الى الجامايكيين، بولت احرز للتو ذهبية سباق 100 م في الالعاب الاولمبية.

ولم يؤثر الطقس الممطر والرطوبة الشديدة على الانصار المتحمسين الذين ينتظرون جميعا انتصار من وضع جامايكا في قلب العاب القوى العالمية منذ 8 اعوام.

وتقاطر الاف الاشخاص يرتدون الاصفر والاخضر بلون العلم الجامايكي يحملون قدورا من المعدن يضربون عليها برفقة وافر من الصفير، وقرونا مختلفة.

وتشكلت تجمعات عفوية ملأت الساحات المركزية في مدن كينغستون ومنتيغو باي وفالموث على بعد كليومترات قليلة من المكان الذي توج فيه بولت عام 2002 كأصغر بطل عالم لفئة الشباب في تاريخ العاب القوى.

وتوقفت حركة السير ايضا في "سام شارب سكوير" في مونتيغو حيث عبرت الجماهير البحيرات الصغيرة المتشكلة من مياه الامطار من اجل التركيز على شاشات عملاقة وضعت في المكان.

وقال تشارلي الذي كان يتابع السباق على احدى هذه الشاشات "انه الافضل لا يستطيع التوقف عن الجري، عليه ان يستمر".

وغنت صونيا براون بلباس الفندق الذي تعمل فيه والدموع تنهمر على وجنتيها "اوساين، اوساين، اوساين.." مرفقة اغانيها بلحن من آلة فوفوزيلا بلاستيكية حمراء، وهي الالة التي عرفت بكثرة عندما استضافت جنوب افريقيا مونديال 2010.

وتعانق الجميع بحرارة رغم ان اكثرهم لا يعرف شيئا عن الاخرين، ولم يستطع احد التشكيك بقدرة "ملك" سباقات السرعة على اكمال المهمة التي حددها لنفسه وهي ان يصبح اول رجل يحرز 3 ثلاثيات تاريخية في 100 و200 والتتابع 4 مرات 100 م.

- بلد السرعة -

بالتأكيد، حبست الانفاس لفترة وجيزة عندما عانى بولت بقامته الطويلة (98ر1 م) قليلا بعد صافرة الانطلاق قبل ان تنفرج الاسارير عندما اطلق العنان لقدميه بعد ان قطع نحو 40 م فتجاوز غريمه الاميركي جاستن غاتلين وانهى السباق بسهولة في المقدمة.

وغزت صيحات الفرح كامل جامايكا، ويمكن القول بان العيد قد بدأ.

واعربت شيلا يول عن فرحتها قائلة "جامايكا بلد السرعة، نحن لدينا الرجل والسيدة الاسرع في العالم" في اشارة الى بولت وايلين طومسون التي احرزت ذهبية 100 م.

وتابعت "سنفوز ايضا بسباقي 200 م والتتابع 4 مرات 100 م".

لكن البعض كان يريد من بولت اكثر مما حقق امس، واسف جويل كلارك الذي يؤكد انه تنافس مع بولت في الجامعة، للزمن الذي سجل في نهائي 100 م، فهو ممتاز جدا لكنه ليس ثوريا (81ر9 ثوان).

وقال كلارك "اعتقد أن كان في وسعه الجري بشكل اسرع بيد ان انطلاقته كانت سيئة وحدت من اندفاعته في النهاية. لكن الذهب هو الذهب، وهذا يحلو لي بالتأكيد".

ويرى كلارك ان سباق 200 م سيكون بالطبع اسهل بالنسبة الى عداء لم يهزم في سباق 100 م الذي يتطلب سرعة فائقة. ستكون له الافضلية في سباق اطول، و"هذا سباقه المفضل، سيكون قويا ولن يكون تحت الضغط كما هي الحال في هذا السباق فضلا عن ان المنافسة لن تكون بهذه الشدة".

وصاحت بعض الاصوات اسفا على العداء الثاني يوهان بلايك الذي انهى السباق في المركز الرابع وفوت فرصة احراز برونزية ذهبت الى الكندي اندريه دي غراس.

وحملت هذه الاصوات على الاميركي غاتلين، وقالت سيدني كلارك "يتعين على غاتلين ان يعتزل في الحال، لا يستطيع ان يهزم بولت، لا يستطيع الا الكلام".