لم يلق انتقال ملكية العملاقين الايطاليين ميلان وجاره انتر الى الصينيين استحسانا لدى النجم الدولي الهولندي السابق ماركو فان باستن، معتبرا انه "على هذين الناديين العملاقين الابقاء على هويتهما الايطالية".

وعرف فان باستن، المعين مؤخرا كمدير التطوير الفني في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، افضل ايامه الكروية مع ميلان حيث توج بلقب الدوري الايطالي اربع مرات ودوري ابطال اوروبا مرتين خلال الفترة التي امضاها في النادي بين 1987 و1995.

واعترف فان باستن (52 عاما) انه ليس من السهل عليه تقبل فكرة انتقال ملكية ميلان الى الشركة الصينية "سينو-يوروب سبورتس" لادارة الاستثمارات، التي ستضع اللمسات الاخيرة على عملية الشراء في اذار/مارس مقابل مبلغ قدر بلـ740 مليون يورو.

ويكثف المستثمرون الصينيون نشاطهم في سوق كرة القدم الاوروبية بتشجيع من رئيس البلاد شي جينبينغ الذي يركز على الترويج لبلاده عبر كرة القدم، وذلك باستقطاب العديد من النجوم الى الدوري المحلي، والتعاقد مؤخرا مع المدرب السابق للمنتخب الايطالي مارتشيلو ليبي، للاشراف على المنتخب الوطني.

وسينضم ميلان الى جاره اللدود انتر الذي انتقلت ملكيته للصينيين ايضا عبر شركة "سونينغ" العملاقة للالكترونيات التي اشترت في حزيران/يونيو زهاء 70 بالمئة من اسهمه مقابل 270 مليون يورو.

وفكرة تواجد عملاقي ميلانو في "قبضة" الصينيين لم ترق بتاتا لفان باستن الذي تحدث عن هذه المسألة لصحيفة "غازيتا ديلو سبورت"، قائلا "من الصعب تقبل فكرة ان تكون ملكية ميلان وانتر بأيدي الصينيين. على ناديين عملاقين مثلهما المحافظة على هويتهما الايطالية".

واكد نجم ومدرب اياكس امستردام السابق ان المسألة لا تتعلق وحسب بسحر او تاريخ رئيسي انتر ماسيمو موراتي وميلان سيلفيو برلوسكوني، بل انه يتحدث عن "الشغف الذي لا يقدر بثمن. من الصعب تقبل فكرة ان تكون ملكية ميلان بيد الصينيين".

وعرف ميلان افضل ايامه بعد ان انتقلت ملكيته الى رئيس الوزراء السابق العملاق الاعلامي برلوسكوني عام 1986، اذ وضع بعدها حدا لصيام دام 9 اعوام وتوج بلقب الدوري المحلي عام 1988 في طريقه لاضافة 7 القاب اخرى بين 1992 و2011، الى جانب تتويجه بدوري ابطال اوروبا 7 مرات، اخرها عام 2007.

ورأى فان باستن "ان ميلان (بقيادة) برلوسكوني صنع التاريخ. سأكون ممتنا على الدوام لحصولي على فرصة ان اكون جزءا من الفريق".

- الواقع الكروي الجديد -

ومن المؤكد ان ميلان الحالي مختلف عن الفريق الذي عرف الامجاد مع فان باستن وغيره من النجوم الكبار، اذ يمر الفريق اللومباردي في فترة صعبة على الصعيدين المالي والفني ولم يفز بلقب الدوري المحلي منذ 2011.

ويعاني ميلان في المواسم الاخيرة، كما حال جاره انتر، في التأهل للمشاركة في احدى المسابقتين القاريتين.

صحيح ان التوسع الكروي الصيني ليس بالامر الذي يحبذه فان باستن، الا انه الواقع الجديد ببساطة بحسب ما رأى الاسبوع الماضي نجم ايطاليا السابق روبرتو باجيو، معتبرا "ان الصينيين يملكون القدرة على اعادة ميلان الى مكانه كأحد افضل اندية العالم".

واضاف باجيو الذي دافع عن الوان يوفنتوس وانتر وميلان، "في ايامنا، لم يكن احد يتخيل حصول سيناريو من هذا النوع. لكني لا اراه (التوسع الصيني) غريبا او محزنا. انه الاقتصاد الجديد".

ولم يكن موقف رئيس الاتحاد الايطالي لكرة القدم مخالفا لرأي باجيو، وهو رأى بانه اذا كان الاستثمار الصيني "جديا" و"قانونيا" في الدوري الانكليزي الممتاز، "فنحن ايضا نرحب به هنا في ايطاليا".

ويبرز الوجود الصيني في الدوري الانكليزي، اذ استحوذت شركة "تشاينا ميديا كابيتل" في كانون الاول/ديسمبر 2015 على 13 بالمئة من اسهم مانشستر سيتي مقابل 375 مليون يورو، واشترت شركة "ريكون" نادي استون فيلا مقابل 75 مليونا. 

وفي ايلول/سبتمبر الماضي، بيع نادي وست بروميتش ألبيون الى شركة تابعة لرجل الاعمال الصيني غووشان لاي. وبينما لم تكشف قيمة الصفقة، صرح الرئيس السابق للنادي جيريمي بيس انه كان يبحث عن مستثمرين مستعدين لدفع زهاء 232 مليون يورو.

ووقع الدوري الانكليزي اتفاقا مع شركة صينية يمنحها حقوق بث مباريات الدوري الممتاز لمدة ثلاثة اعوام اعتبارا من موسم 2019-2020 في صفقة قدرت بـ650 مليون دولار.