عاد ريال مدريد، حامل اللقب الذي يمثل "سياسيا" السلطة المركزية، من كاتالونيا وهو يجر خلفه ذيل الخيبة بعد تلقيه هزيمته الثانية للموسم وجاءت على يد المتواضع جيرونا الذي قلب تخلفه الى فوز تاريخي 2-1 الأحد في المرحلة العاشرة من الدوري الاسباني لكرة القدم.

واقيمت المباراة بين ريال مدريد ومضيفه الذي يشارك في دوري الاضواء للمرة الأولى في تاريخه، في ظروف حساسة للغاية أدت الى اقالة رئيس اقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون من قبل السلطة المركزية في مدريد بعدما صوت البرلمان لصالح الاستقلال عن اسبانيا.

ولم يحظ اعلان استقلال كاتالونيا باي اعتراف على الصعيد الدولي، في حين تسعى حكومة اسبانيا الى استعادة السيطرة على المنطقة باسرع وقت بعد أن حصلت على موافقة مجلس الشيوخ عبر تفعيل المادة 155 وتطبيق الدستور فيها.

وعينت نائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دو سانتاماريا رئيسة لادارة المنطقة بعد اقالة كل اعضاء حكومتها و150 من كبار المسؤولين وفق الاعلام.

واطلقت كالعادة صيحات "الاستقلال" في الدقيقة 17 من المباراة، كما حال جميع مباريات الأندية الكاتالونية، في دلالة على سقوط كاتالونيا في حرب الخلافة الاسبانية عام 1714.

ورفعت في المدرجات التي احتضنت 13500 متفرج اعلام كاتالونيا، وكان هناك ايضا مشجعون لريال رفعوا العلم الإسباني كتحد للكاتالونيين الاستقلاليين.

وفي ظل هذه الأزمة السياسية التي تهدد البلاد، حمل فوز جيرونا على فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان رمزية هامة جدا لاصحاب الأرض الذين عاندهم الحظ في الشوط الأول بعدما وقف القائم في وجههم مرتين وانهوه متخلفين بهدف سجله ايسكو في الدقيقة 12 بعدما تابع الكرة التي صدها الحارس اثر تسديدة من البرتغالي كريستيانو رونالدو.

لكن جيرونا الذي يعتبر الممثل الكاتالوني الاضعف في الدرجة الأولى مقارنة مع العملاق برشلونة واسبانيول، قلب الطاولة على بطل اوروبا في الموسمين الأخيرين وأدرك التعادل في الدقيقة 54 عبر الاوروغوياني كريستيان ستواني الذي وصلته الكرة عند مدخل المنطقة بعدما ارتدت من مدافع ريال البديل ناتشو، فسددها على يسار الحارس فرانسيسكو "كيكو" كاسيا.

ولم يكد ريال الذي توقف مسلسل انتصاراته المتتالية خارج ملعبه في الدوري عند 13 مباراة، يستوعب صدمة الهدف حتى اهتزت شباكه مجددا وهذه المرة عبر كريستيان بورتوغيس الذي وصلته الكرة عندما حاول زميله بابلو مافيو تسديدها "طائرة"، فوصلت الى القائم الايمن حيث تابعها بكعب قدمه في الشباك (58).

وحاول ريال جاهدا انقاذ نقطة وتجنب هزيمته الثانية لهذا الموسم، بعد تلك التي تلقاها على أرضه أمام ريال بيتيس في المرحلة الخامسة، لكنه عجز عن الوصول الى الشباك وسقط في نهاية المطاف في ارض جيرونا الذي اسدى خدمة كبيرة لجاره برشلونة المتصدر لأنه أصبح متقدما على غريمه الملكي بفارق 8 نقاط.

ومرة أخرى، عجز رونالدو عن الوصول الى الشباك واكتفى حتى الآن بهدف يتيم في الدوري ما سيؤثر على معنوياته قبل السفر الى لندن حيث سيتواجه ريال الاربعاء على ملعب "ويمبلي" مع توتنهام الانكليزي في دوري ابطال اوروبا، علما أن الأخير انتزع نقطة في الجولة السابقة من معقل النادي الملكي الذي تلقى السبت هزيمته الأولى أمام وافد جديد منذ 1990 حين خسر أمام ريال بورغوس.

وفي المقابل، حقق جيرونا فوزه الثالث مقابل 4 هزائم و3 تعادلات، ورفع رصيده الى 12 نقطة في المركز الحادي عشر خلف خيتافي الذي حول الأحد تخلفه أمام ضيفه ريال سوسييداد بهدف لميكيل اوبرزابال (5) الى فوز 2-1 بفضل هدفي انخل لويس رودريغيز (78) وخورخي مولينا (85 من ركلة جزاء).

- زيدان ليس قلقا - 

واعتبر مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان ان فريقه لا يزال قادرا على الاحتفاظ باللقب على رغم الخسارة وتخلفه بفارق واسع عن غريمه التقليدي برشلونة وقال في هذا الصدد "قلنا قبل بداية المباراة بانها ستكون صعبة ولم اتفاجأ بالايقاع السريع للفريق المنافس".

واضاف "لست قلقا من تراجع حدة التنافس والرغبة لدى فريقي. الامور لا تسير بشكل جيد لنا في الدوري المحلي لكننا سنبذل جهودا شاقة كما فعلنا حتى الان"، متابعا "خسرنا ثلاث نقاط اليوم بطريقة غير متوقعة لا سيما بعد تحقيقنا لاربعة انتصارات، لكن رغبة الفريق في الدوري ما زالت موجودة".

ويلعب لاحقا ايبار مع ليفانتي، وملقة مع سلتا فيغو.

أهداف مباراة ريال مدريد وجيرونا:

أهداف مباراة خيتافي وريال سوسيداد:

أهد