لا تتأثر السبّاحة السورية الواعدة بيان جمعة بالأوضاع العسكرية والأمنية السائدة في بلادها عندما تخوض غمار إستحقاقات رياضية كبيرة تستطيع من خلالها إظهار الوجه الجميل لسوريا وإيصال رسالة للعالمَين العربي والإسلامي مفادها أنّ الظروف المأساوية الصعبة لا يمكن أن تقضي على طموحات الأبطال السوريين وأحلامهم بالصعود الى أعلى منصات التتويج وتزيين أعناقهم بالميداليات الملوّنة.
جمعة إبنة مدينة حلب (مواليد 13 نيسان 1994) هي رمزٌ للأمل والحياة في سوريا وقدوة للكثيرين من جيلها الذين أنهكتهم الصراعات والحروب.
رفعت إسم بلدها عالياً في بطولات عالمية كبرى في الماضي، إذ شاركت في أولمبياد ريو دي جانيرو الصيف الماضي ولفتت الأنظار إليها، كما أحرزت ميداليتَين ذهبية وفضية في سباقَي الـ 50 متراً حرة والـ 100 متر حرة ضمن مسابقة "الجائزة الكبرى" التي أقيمت في تشيكيا في شهر آذار/مارس الماضي.
جمعة كشفت في حديث الى خدمة وكالة الصحافة الفرنسية أنها كانت تطمح الى الذهب في باكو والى الصعود الى أعلى منصة التتويج وسماع النشيد السوري يصدح في القاعة".
أضافت: "لن أحزن كثيراً بطبيعة الحال، ففي النهاية نحن نشارك لنعكس الروح الرياضية الحقيقية في هذه الدورة، وفي الرياضة هناك دائماً غالبٌ ومغلوب، كما هناك أولٌ وثانٍ وثالث وأخير أيضاً".
وتابعت: "للأسف نحن كرياضيين في سوريا نعاني كما كل الشعب السوري من الأزمة الصعبة التي تعصف ببلادنا، لكننا نحاول قدر المستطاع أن نتخطى همومنا ومشاكلنا وأن نصمد ونقاوم ونتابع تدريباتنا اليومية كأنّ شيئاً لم يكن لتحقيق أقوى رالنتائج في البطولات الخارجية التي نشارك بها، وبهذه الطريقة نكون نخدم سوريا بصورة أجمل وأفضل".
وقدّمت جمعة ميداليتَيها الفضية والبرونزية في دورة باكو الى الشعب السوري الذي يضحّي ويتألم كثيراً، وتمنت ان تشكّل هاتان الميداليتان فسحة بسمة وفرح على وجهه ولو بالحدّ الأدنى، لأنه شعب عانى الكثير وآن له بأن يحتفل ويفرح من جديد.
وأشارت جمعة الى أنّ الألقاب التي تحققها هي نتيجة تضافر جهود الكثيرين في وطنها ممن زالوا يؤمنون بالرياضة وبتخريج أبطال جدد في شتى الألعاب. وتابعت: "في هذا السياق أوجّه تحية شكر وتقدير إلى الإتحاد الرياضي العام في سوريا والى إتحاد السباحة السوري والى أهلي وأنسبائي وأصدقائي الذين يشجّعونني ويدعمونني بإستمرار، والفضل الأكبر يبقى لمدرّبي فراس درويش الذي يبذل جهوداً جبارة من أجل رفع مستواي البدني والفني".
ولفتت جمعة الى أنّ الإحساس الأجمل بالنسبة إليها هو عندما يُرفع علم بلادها بعد كل ميدالية ذهبية تحرزها بالتزامن مع عزف النشيد السوري، لأنّ في هذه اللحظة بالذات تنسى كلّ تعبها وتضحياتها وتشعر كأنّ سوريا بألف خير، وانّ لا أحد يمكن أن يقف في وجه عزيمة شعبها وعناده وإرادته القوية.
وأكدت جمعة أنه لا يمكن أن تنسى لحظة تأهلها الى أولمبياد ريو 2016 لتكون السورية الثانية التي تتأهل الى دورة الألعاب الأولمبية بعد مواطنتها أسطورة ألعاب القوى غادة شعاع والأولى من بلدها التي تتأهل الى الأولمبياد عن رياضة السباحة، معربة عن أملها في أن تتكرّر تلك اللحظة التاريخية بالذات عندما تتوج جهودها وطموحها بالتأهل الى أولمبياد طوكيو 2020.
التعليقات