تتحسر جماهير أرسنال الإنكليزي كثيراً على إضاعة انتدابات كانت في متناول إدارة ناديهم بأسعار زهيدة أصحابها كانوا مجرد لاعبين شباب قبل أن يصبحوا نجوماً وتقفز أسعارهم إلى مستويات قياسية جعلت خزينة "الغينرز" غير قادرة على التعاقد معهم.

 وأحصت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية خمسة أسماء للاعبين كان أرسنال بإمكانه جلبهم لصفوفه، غير انه تركهم لأندية أخرى، وأصبحوا يصنعون حالياً الحدث في الميركاتو الصيفي، بعدما تألقوا مع أنديتهم وأصبحوا نجومًا في ظرف زمني قصير.
 
ويأتي على رأس هذا الخماسي المهاجم الفرنسي كيليان مبابي نجم نادي موناكو، الذي كان في متناول الأرسنال، مقابل 230 ألف جنيه إسترليني فقط وتحديداً في الموسم المنصرم (2015-2016) ، أما الآن وبعدما بصم اللاعب على موسم كبير مع فريقه، أنهاه بطلاً للدوري الفرنسي وبلوغاً للمربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، فإن سعره ارتفع إلى 100 مليون باوند إسترليني، بعدما أصبحت كبرى الأندية في أوروبا، وخاصة ناديي ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي، مستعدة لتقديم هذا المبلغ لانتدابه.
 
ثاني الأسماء هو المهاجم الغابوني بيير ايمريك اوباميونيغ هداف بروسيا دورتموند والدوري الألماني الذي كان متاحًا لأرسنال بسعر زهيد، وبعدما فرض نفسه نجمًا للبندسليغا ورأس حربة صريح من الطراز الرفيع، فإن سعره ارتفع ليصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني، وقد لا يتاح لإدارة النادي اللندني التعاقد معه بالنظر إلى كثرة الأندية الراغبة في انتدابه.
 
ثالث الأسماء هو النجم الجزائري رياض محرز، الذي كان متاحًا لنادي أرسنال إنتدابه عندما كان في الدوري الفرنسي، غير أن الارسنال رفضه لينتقل إلى نادي ليستر سيتي الإنكليزي ويصبح أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز لعام 2016 ، ويرتفع سعره من 500 ألف باوند إلى 35 مليون باوند، شأنه شأن الفرنسي كينغسلي كومان مهاجم نادي بايرن ميونيخ الألماني، الذي أصبحت قيمته في بورصة اللاعبين 35 مليون جنيه، بعدما جلبه "العملاق البافاري" بشكل مجانيّ تقريباً من نادي يوفنتوس الإيطالي في وقت كانت إدارة النادي اللندني الأقرب لضمه.
 
وأهدر نادي أرسنال فرصة انتداب الفرنسي توماس ليمار نجم نادي موناكو، بسبب عشرات الآلاف من الجنيهات، غير أن تألقه مع نادي الإمارة الفرنسية رفع قيمته وقامته ليصبح بسعر لا يقل عن الـ 30 مليون جنيه.
 
وأعابت الصحيفة على إدارة نادي أرسنال ومدربه أرسين فينغر تخليهما عن سياسة التنقيب عن المواهب، التي كان يتبعها النادي في التسعينات، والتي بفضلها تم جلب الفرنسيين باتريك فييرا وتيري هنري والهولندي روبن فان بيرسي، وتفضيلهما سياسة التعاقد مع النجوم الجاهزين رضوخًا للجماهير بمبالغ طائلة كانت كافية لانتداب عدد كبير من المواهب، خاصة في التعاقد مع متوسط الميدان الألماني مسعود اوزيل لقاء 42 مليون باوند في صيف عام 2013 ، ثم المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيز مقابل نحو 30 مليون باوند في صيف عام 2014 .
 
وعرف عن أرسين فينغر في مواسمه العشرة الأولى على رأس الجهاز الفني لأرسنال، انتهاج سياسة التعاقد مع المواهب على غرار فان بيرسي أو مع لاعبين رفضتهم أندية كبيرة، مثلما فعل مع باتريك فييرا الذي انتشله من نادي ميلان الإيطالي، وتيري هنري الذي أنقذه من نادي يوفنتوس الإيطالي، إذ نجح "المدفعجية" بفضل هذه السياسة في فرض نفسه والتتويج بلقب "البريميرليغ" ثلاث مرات، قبل أن يأفل نجمه مع اتجاه جديد في التسوق بالتركيز على الأسماء اللامعة.