تشكل كأس العالم في كرة القدم للشباب (دون 20 عاما) المقامة في كوريا الجنوبية حتى 11 حزيران/يونيو، فرصة ملائمة للكشافين العاملين بصمت، بحثا عن المواهب الشابة لاقتناصها الى الأندية الكبيرة.

يحضر هؤلاء في ملاعب البطولة ومدرجاتها، حيث يراقبون الأداء والمواهب الناشئة، الا ان عملهم الأبرز يتركز في الأروقة والقاعات المكيفة للفنادق التي تنزل فيها المنتخبات الوطنية، كحال فندق "شيلا ستاي" الذي أقام فيه المنتخب الفرنسي خلال الدور الأول.

في قاعات الفندق، يتبادل فرنسيان في العقد السادس من العمر الحديث، وهما يستعدان للمغادرة لمتابعة مباراة جديدة في مونديال الشباب. يؤكد أحدهما انه مرسل من قبل نادي باريس سان جرمان الذي أحرز لقب بطولة فرنسا لأربعة مواسم متتالية بين 2013 و2016، أما الثاني فمبعوث من قبل نادي مرسيليا.

وعلى رغم التنافس بين الناديين، يقول الرجلان انهما "يتفقان بشكل جيد"، قبل ان يشرعان في رواية بعض تفاصيل عملهما "المتخفي".

ويشدد الرجلان على انهما شاهدا في البطولة الحالية التي يقام دورها نصف النهائي الخميس، "لاعبين جيدين"، الا انهما لم يلحظا أي "لاعب كبير" قد يسطع نجمه على الساحة العالمية خلال أعوام.

ويستعيد الكشافان مونديال الشباب الذي أقيم عام 2005 في هولندا، وسطع فيه نجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على مرأى من الجميع.

أما في البطولة الحالية، فغابت مواهب أوروبية شابة، كالفرنسي الصاعد كيليان مبابي (18 عاما) لاعب موناكو، والألماني كاي هافرتز (17 عاما) لاعب باير ليفركوزن.

- الوكلاء أيضا حاضرون... -

تشكل البطولة فرصة أيضا لحضور وكلاء أعمال اللاعبين الشبان، والساعين الى "الترويج" لموكليهم في أوساط الكشافين.

ومن هؤلاء الوكلاء الفرنسي يواكيم باتيكا الذي يتعامل بشكل أساسي مع كرة القدم في كوستاريكا وأميركا الوسطى.

ويقول باتيكا لوكالة فرانس برس "خلال بطولة العالم هذه، تمكنت بطبيعة الحال من التعرف الى العديد من الكشافين. في بطولات من هذا النوع، نقابل العديد من الأشخاص".

يتابع "عندما تشاركون في بطولة تخاض في مكان بعيد ككوريا الجنوبية، يتم التعامل معكم بشكل جدي أكثر مما لو كنتم تلتقون أحدا في باريس (...) تصبح محل ثقة أكبر لوجودك في كوريا الجنوبية لانك تكون فعلا في وضع احترافي كامل".

يرى باتيكا ان ثمة "لاعبين جيدين" في كأس العالم للشباب، معتبرا ان الأخيرة هي "مسابقة ذات نوعية جيدة"، مضيفا "نتحدث عن بطولة العالم، ومن الطبيعي ان يكون أفضل اللاعبين يمثلون كل بلد".

وبحسب متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أرسل "أكثر من 50 ناديا أو اتحادا ممثلين الى بطولة العالم للشباب دون 20 عاما في كوريا الجنوبية"، وان "غالبيتهم من البطولات الأوروبية الكبرى".

يضيف "في كل نسخة من هذه البطولة، يزداد عدد الكشافين. هذا يظهر ان البطولة تسلط الضوء على المواهب الشابة وتلك الواعدة التي سبق لها ان أظهرت مواهبها، والمستعدين لاثبات قدرتهم على خوض المنافسات على الساحة العالمية".

ويواجه مدربو المنتخبات المشاركة صعوبة في إيجاد التوازن المطلوب بين الحفاظ على تركيز لاعبيهم على المباريات، وإتاحة هامش المشاركة لهم بما يمكنهم من لفت أنظار الكشافين.

ويفيد أحد أعضاء الجهاز الفني لمنتخب زامبيا الذي بلغ ربع النهائي وأقصي على يد ايطاليا الاثنين بعد التمديد 3-2 (2-2 في الوقت الأصلي)، ان العديد من الكشافين زاروا المنتخب واللاعبين، لاسيما المحليين منهم الذين لا تتاح لهم دائما فرصة البروز أمام الكشافين.

وعلى هامش البطولة، أتى كشافون للمرة الأولى، كالمدافع الألماني السابق توماس هنغن الذي أصبح يعمل ككشاف لأندية انكليزية مثل وست هام يونايتد... الا انه، كغيره من الكشافين، يرفض كشف أسماء اللاعبين الذين أثاروا اهتمامه.