يعتزم الجامايكي أوساين بولت ان يكلل عنقه بالذهب مجددا في بطولة العالم لألعاب القوى التي تقام في لندن في آب/أغسطس المقبل، الا ان جولة الوداع للعداء الأسطوري الذي ينوي الاعتزال هذه السنة، تبدأ السبت من كينغستون في مسقطه جامايكا.

أسرع رجل في التاريخ يستعد لأربع مشاركات يودع من بعدها المضمار في سن الثلاثين. وفي الطريق الى لندن (4 آب/أغسطس حتى 13 منه) حيث يأمل العداء المكنى "البرق" ان يعاود إحزار الذهبيات الثلاث (100 م، 200 م، والبدل 4*100 م)، سيشارك بولت في ثلاثة مواعيد: كينغستون السبت، أوسترافا في الجمهورية التشيكية في 28 حزيران/يونيو، وموناكو في 22 تموز/يوليو.

الا ان المشاركة "العاطفية" الأكبر ستكون بلا شك في كينغستون على الملعب الوطني، أمام مدربه غلين ميلز، عائلته والقريبين منه.

ويقول بولت "أتوقع الكثير من الضجيج، الطاقة، والمشاعر. أتوقع احتفالا هائلا (...) جامايكا تدرك انني حين أنافس على أرضها، أقدم كل ما لدي".

وما سيزيد من رمزية المشاركة، هي ان بولت بدأ مسيرته على هذا المضمار نفسه قبل 15 عاما، وسطع نجمه عالميا بإحرازه سباق 200 م في بطولة العالم للشباب عام 2002.

- "سأفتقد الجمهور" - 

منذ إحرازه هذا اللقب، دخل بولت تدريجا في تاريخ ألعاب القوى.

أحرز تسع ميداليات ذهبية في ثلاثة سباقات في ثلاث دورات أولمبية متتالية (بكين 2008، لندن 2012، وريو 2016) قبل ان يجرد من إحداها (التتابع 4*100 م في بكين بسبب تنشط أحد عدائي المنتخب الجامايكي)، 11 ميدالية ذهبية في بطولة العالم، وسبعة أرقام قياسية.

لم يكن بولت جاذبا لمجرد إحرازه الألقاب، بل أضاف الى ذلك أسلوبه الاستعراضي الذي وصل في بعض الأحيان الى حد السخرية من منافسيه والابتسامة العريضة عند خط الوصول، وإطلاقه النكات والمزاح المستمر، إضافة الى "صموده" في رياضة تتطلب مجهودا فائقا وغالبا ما يواجه مزاولوها منافسة من الجيل الشاب.

ويقول بولت "أعشق المنافسة بوجود الجمهور وهذه الطاقة في الملعب، هذا أكثر ما سأفتقده في ألعاب القوى".

الأكيد ان مدربي بولت لن يفتقدوا الصعوبة التي غالبا ما يواجهها في بداية الموسم، اذ انه غالبا ما كان يقضي إجازته في الاحتفال والتسلية، ويعود "بطيئا" مع انطلاق موسم ألعاب القوى.

ولم يخف بولت في السابق انه متلكىء بعض الشيء مع انطلاق الموسم، ويعتبر ان "من الواضح ان هذا أمر سأستغني عنه بسهولة. كل العدائين الذين يركضون بسرعة سيقولون لكم الأمر نفسه".

ويحمل بولت الرقم القياسي العالمي في سباق 100 م (9,58 ثانية) و200 م (19,19 ثانية). وهو مقتنع بأنه يقدم على الخيار الأفضل من خلال الاعتزال هذه السنة، على رغم انه قادر على الاستمرار.

ويقول "اعتقد انني أسطورة في رياضتي، عملت بجهد وحققت كل ما كنت أرغب به، لأثبت انني أحد أفضل العدائين في التاريخ".

وعلى بعد ثلاثة أعوام من الدورة الأولمبية المقبلة (طوكيو 2020)، يؤكد بولت انه لن يكون حزينا لأن يتابعها من خارج المضمار.

ويوضح "أنا أشعر بالسعادة لمجرد متابعة السباقات وتذكر ما قمت به"، علما ان العداء الجامايكي يطمح الى ان يحترف كرة القدم، ولم يخف مرارا في السابق حبه لنادي مانشستر يونايتد الانكليزي.

- "خذ وقتك" -

الأكيد ان ابتعاد بولت عن المضمار سيسيل لعاب العديد من العدائين الطامحين لخلافته والاقتراب من انجازاته، ومنهم على سبيل المثال الكندي أندريه دو غراس الذي أحرز في ريو 2016، ثلاث ميداليات وهو لم يزل في سن الحادية والعشرين.

الا ان بولت لا يخفي امتعاضه من "طموح" العدائين الشبان.

ويقول "حاولت دائما ان أبقى دبلوماسيا، الا ان ما يزعجني هو ان أرى عدائين يبرزون وأسمعهم يقولون انهم سيبلغون مستوى معينا، ويريدون التفوق علي أو كسر أرقامي القياسية. أقول للشبان ببساطة تقدموا درجة درجة، أقول لدو غراس +خذ وقتك+".

في جامايكا، سيكون منافسو بولت في سباق 100 م من "المحليين" أمثال نستا كارتر ومايكل فرايتر ونيكل اشميد، الا ان عدائين بارزين انتقلوا الى كينغستون لمتابعة بولت، أبرزهم البريطاني مو فرح.

ويقول الأخير عن بولت "قد لا نرى بعد اليوم عداء مثله".

أما الأميركية أليسون فيليكس التي قدمت أيضا الى جامايكا لمتابعة بولت، فتتعتبر انه "قدم الكثير لألعاب القوى، لقد غيرها، وأنا سعيدة لأنه سيغادر وهو في القمة".