إثر قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنشر تقرير المحقق السابق، مايكل غارسيا، عن التحقيقات التي أجراها سابقاً بشأن وجود فساد محتمل فيما يخص منح حق استضافة مونديالي 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب، نشبت موجة من الجدل في الأوساط الرياضية والإعلامية بسبب ما انطوى عليه التقرير من تفاصيل.
أشرف أبوجلالة – إيلاف: ولمن لا يعرف، فإن ذلك التقرير هو وثيقة سرية تم إعدادها قبل ما يقرب من 3 أعوام، وحمل في طياته تفاصيل مهمة بعد تحقيق موسع استمر على مدار عامين، ثم قام غارسيا بتسليمه للفيفا عام 2014. وبعد تسريب نسخة كاملة منه لصحيفة "بيلد" الألمانية، التي أعلنت يوم الاثنين الماضي أنها تخطط لنشره بشكل مسلسل، استبق الفيفا تلك الخطط وبادر هو بنشر التقرير كاملاً يوم الثلاثاء الماضي، وسط تضارب في المعلومات بشأن مصدر ذلك التسريب والسر وراء تسريبه في ذلك التوقيت.
وتحدث تقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية عن بعض النظريات المتعلقة بالجهة التي وقفت وراء تسريب التقرير، وشملت قائمة الأشخاص الذين يرجح وقوفهم وراء ذلك التسريب كل من غارسيا نفسه، بعض زملائه السابقين في لجنة الأخلاق التابعة للفيفا، الاتحاد الدولي نفسه، الإف بي آي أو أي من وكالات إنفاذ القانون الأخرى التي من صلاحيتها امتلاك التقرير أو الاطلاع عليه أو حتى قراصنة.
وكشف التقرير عن وقوع تقريباً كل الدول التي تقدمت لاستضافة مونديالي 2018 و2022 في مجموعة من الخروق الخاصة بالقواعد المتعارف عليها لنيل حق التنظيم.
كما اكتشف التقرير أن كثير من الدول التي كانت تسعى لنيل شرف تنظيم المونديال، بما في ذلك إنكلترا، عرَّّضَت سلامة عملية تقديم ملفات الاستضافة للخطر بشكل كبير.
وبخصوص ما إن كان سيسفر ذلك التقرير عن تجريد روسيا وقطر من حق استضافة مونديالي 2018 و2022، أوضحت التلغراف أن معظم الأشخاص الذين قرءوا التقرير عند إعداده في البداية أكدوا أنه لا يحتوي على ما يكفي من الأدلة التي تقضي بإعادة التصويت على ملفي استضافة المونديالين مرة أخرى. وهي نفس النتيجة التي أظهرها الملخص الذي أعده القاضي الألماني هانز-يواخيم إكيرت.
وتابعت التلغراف بقولها إن النسخة الكاملة من تقرير غارسيا لم يحتوي على أي شيء من الممكن أن يُعَرِّض استضافة روسيا لمونديال 2018 للخطر، غير أنه أثار تساؤلات جادة جديدة عن سلامة ملف استضافة قطر لمونديال 2022، وهي التساؤلات التي قد تؤدي لتجدد الأصوات المطالبة بسحب تنظيم البطولة من قطر في الأخير.
وختمت التلغراف بتأكيدها أن مثل هذه النتيجة التي خلص إليها تقرير غارسيا تلحق بالغ الضرر بعمل متعمق بشكل مثير للدهشة بالنظر إلى محدودية الصلاحيات التي كانت متاحة لجارسيا فيما يتعلق بقدرته على تجميع الشهادات والحصول على الوثائق.
أعدت إيلاف المادة نقلا عن صحيفة التلغراف البريطانية
التعليقات