تعرض المصري محمد صلاح مهاجم نادي ليفربول الإنكليزي إلى انتقادات واسعة من بعض وسائل الإعلام البريطانية التي أعابت عليه أداءه الفني المتواضع ومردوده التهديفي المتراجع خلال الموسم الجاري .
وكان&عدد من الصحف البريطانية قد اعتبر&انطلاقة محمد صلاح متعثرة هذا الموسم بالمقارنة مع انطلاقته في الموسم الماضي غداة قدومه من نادي روما الإيطالي ، حيث دشن عودته للدوري الإنكليزي بعروض فنية وتهديفية كبيرة جعلته ينهي البطولة بحصوله على لقب أفضل لاعب.
وزادت حدة الانتقادات في أعقاب الانتصار العسير الذي حققه ليفربول أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في افتتاح دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، حيث سجل البرازيلي روبيرتو فرمينيو هدفاً قاتلاً قاد "الريدز" لإنتصار ثمين.
وتكشف لغة الأرقام ان بداية المهاجم المصري محمد صلاح لم تكن سيئة مثلما تدعيه بعض وسائل الإعلام البريطانية حتى وإن كانت اقل من بدايته في الموسم الماضي.
ووفقًا لإحصائيات نشرها موقع "أوبتا"، فإن مردود صلاح لا يدعو للقلق و لا يبرر الانتقادات التي تلقاها حتى الآن والتي تطالبه باستعادة مستواه.
وكان محمد صلاح قد سجل 32 هدفاً ببطولة الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي ، ليحصد جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في البطولة ، كما صنع لزملائه عشر&تمريرات حاسمة ، فيما سدد على مرمى المنافس 144 كرة منها 67 تسديدة لم تخطئ المرمى.
هذا واكتفى محمد صلاح بتسجيل هدفين وصنع هدف&ثالث&خلال المباريات الخمس، التي خاضها مع ليفربول في الدوري المحلي ، فيما لم يسدد على مرمى المنافس سوى 23 تسديدة منها 9 لم تخطئ المرمى .
وتكشف المعدلات التهديفية التي حققها محمد صلاح في الموسم الماضي بأنها ليست بعيدة عن معدلاته لهذا الموسم، حيث لم يسجل في موسم (2017-2018) سوى ثلاثة أهداف في المباريات الأربع الأولى، كما اكتفى بإحراز أربعة أهداف خلال ثماني مباريات من الموسم أي بفارق هدفين فقط عن رصيده لهذا الموسم بعد مرور خمس جولات.
ويعتبر معدل "الفرعون" &التهديفي الإجمالي لهذا الموسم ليس سلبياً ، إذ انه في الموسم الماضي بلغ 0.99 هدف&في المباراة مقابل 0.42 هدف&في المباراة خلال الموسم الجاري .
ويحتل محمد صلاح المركز الثاني حتى الآن في التسديد على مرمى المنافس برصيد 23 تسديدة ، حيث لا يتفوق عليه في هذا الجانب سوى الأرجنتيني سيرجيو اغويرو مهاجم مانشستر سيتي بفارق تسديدتين فقط بعدما سدد 25 كرة ، أما الصربي ألكساندر ميتروفيتش مهاجم فولهام فهو الوحيد الذي يتفوق على المهاجم المصري في التسديدات الصحيحة على المرمى بواقع 10 تسديدات مقابل 9 تسديدات لصلاح.
كما أن دعم &محمد صلاح لزملائه &بالكرات هذا العام أفضل من العام الماضي ، بدليل انه حقق معدلاً تجاوز ثلاث تمريرات في كل مباراة مقابل اقل من تمريرتين في المباراة خلال الموسم الماضي.
ومن الأرقام اعلاه يظهر أن محمد صلاح الموسم الحالي لا يختلف عنه الموسم الماضي، سوى في تراجع نسبي لفعاليته التهديفية بسبب النهاية التعيسة لموسمه الأول بقميص ليفربول، حيث خسر نهائي دوري أبطال أوروبا بطريقة دراماتيكية في مباراة لم يكملها بسبب تعرضه لإصابة خطيرة في كتفه كادت تبدد أحلامه بخوض نهائيات كأس العالم بروسيا مع منتخب بلاده ، فضلا عن المشاركة المخيبة في هذا المحفل العالمي وتوديعه البطولة مبكراً .
ومن اللافت للنظر أن بداية محمد صلاح هذا الموسم لم ترق لبعض وسائل الإعلام البريطانية ، رغم أن ليفربول يتواجد في صدارة الترتيب العام للدوري الإنكليزي وبالعلامة الكاملة لأول مرة منذ إنطلاق البطولة بنسختها الجديدة في موسم (1992-1993) ، كما انه دشن بدايته القارية بفوز ثمين على باريس سان جيرمان في انتظار التأكيد في قادم الجولات ، حيث يحتاج محمد صلاح لبعض الوقت فقط لاستعادة توهجه.
وأخيراً، فإن الحصيلة التي حققها محمد صلاح الموسم الماضي مع ليفربول كانت مذهلة ، وتحتاج لجهود مضنية من أجل تكرارها ، مما يجعل ذلك مهمة عسيرة على أي لاعب خاصة في بطولة قوية مثل الدوري الإنكليزي .
التعليقات