أعلن اتحاد كرة القدم الأميركي الجنوبي (كونميبول) الثلاثاء نقل مباراة إياب نهائي مسابقة كوبا ليبرتادوريس بين الغريمين الأرجنتينيين ريفر بلايت وبوكا جونيورز، الى خارج البلاد، بعد إرجائها في نهاية الأسبوع على خلفية تعرض حافلة الثاني لاعتداء من مشجعي الأول.

وبعد اجتماع في الباراغواي، حيث مقر الاتحاد، ضم رئيسه الباراغواياني أليخاندرو دومينغيز، ورئيس بوكا دانيال أنجليسي ونظيره رئيس ريفر بلايت رودولفو دونوفريو، أعلن كونميبول أن المباراة المرتقبة ستقام في الثامن من كانون الأول/ديمسبر المقبل أو التاسع منه، في مكان سيحدد لاحقا.

ورأى الاتحاد، بحسب بيان عبر "تويتر"، "سيكون من المستحسن ألا تقام المباراة (في الأرجنتين). النهائي سيقام في الثامن من كانون الأول/ديسمبر أو التاسع منه، في مكان سيتم تحديده من قبل إدارة الكونميبول".

وقال دومينغيز إن "الظروف غير متوافرة لكي يقام النهائي في الأرجنتين".

وبعدما تعادل الفريقان 2-2 ذهابا على ملعب بوكا "بومبونيرا" في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، كان من المقرر أن يلتقيا إيابا على ملعب ريفر "مونيومنتال" الساعة 20,00 ت غ السبت. لكن اعتداء مشجعي ريفر بالعصي والحجارة على حافلة بوكا وهي على مقربة من الملعب، وإصابة بعض لاعبي الفريق الزائر، دفع الاتحاد القاري الى إرجاء المباراة على دفعتين في الأمسية نفسها، قبل ترحيلها الى اليوم التالي، على رغم أن عشرات الآلاف كانوا قد اتخذوا أماكنهم في المدرجات ترقبا لصافرة البداية.

وقبل ساعات من الموعد الجديد الأحد، أعلن الاتحاد القاري إرجاء المباراة حتى إشعار آخر، معتبرا أن ظروف إقامتها غير متوافرة.

وأتى هذا القرار بعد مطالبة بوكا بإرجاء المباراة لاسيما على خلفية وضع لاعبيه بعد الاعتداء، والدعوة الى معاقبة ريفر بلايت بحسب بنود تنص عليها قوانين كرة القدم القارية في حالات مماثلة، قد تصل الى حد اعتبار الفريق المنافس خاسرا أو استبعاده من المسابقات القارية.

وأثارت هذه المطالبة توترا بين الناديين، لاسيما من جانب رئيس ريفر بلايت دونوفريو الذي اعتبر أن أنجليسي "لم يفِ بوعده".

وقال دونوفريو في تصريحات إذاعية الإثنين "أنا أعاني للتصديق بأنه (أنجليسي) لم يف بوعده (...) لقد وقعنا وثيقة وتصافحنا. لكن يتبين لي لاحقا أنه طلب من الكونميبول اعتبار فريقه فائزا".

- "خيانة" واستقالة أمنية -&

وكان أنجليسي أكد الأحد طلبه معاقبة ريفر بلايت من قبل لجنة الانضباط التابعة للاتحاد.

وأوضح "المباريات يتم الفوز بها أو خسارتها على أرض الملعب، هذه مقاربتي الشخصية، لكن لدي مسؤولية كرئيس ناد، وعليّ احترام القوانين"، في إشارة الى مادة في قوانين الكونميبول، تنص على سلسلة من العقوبات المماثلة في حالات كهذه.

وكان الاتحاد القاري قد لجأ الى هذه المادة قبل ثلاثة أعوام، لإقصاء بوكا على خلفية قيام أحد مشجيهم برش رذاذ الفلفل نحو لاعبي ريفر بلايت، خلال لقاء بين الفريقين في الدور ربع النهائي للمسابقة نفسها.

وأحرز ريفر بلايت اللقب القاري في نهاية ذلك الموسم.

الا أن المقارنة بين الحالتين معقدة، اذ أن الاعتداء قبل ثلاثة أعوام حصل داخل ملعب بوكا، ما يحمل النادي مسؤولية مباشرة، في حين أن اعتداء السبت وقع خارج حدود الملعب، ما يرفع المسؤولية عمليا عن ريفر.

ورفض دونوفريو بشدة فرض أي عقوبات بحق ناديه، معتبرا أنه في حال تم اعتبار بوكا جونيورز فائزا "سيكون الأمر معيبا فعلا، إحدى أسوأ الخيانات التي قد يقدم عليها أحد".

وأكد رئيس ريفر بلايت أن إرجاء المباراة السبت كان بسبب الدعم الذي أبداه هو شخصيا لطلب بوكا جونيورز القيام بذلك، مشددا على أن النادي لا يتحمل مسؤولية الفشل الأمني في حماية حافلة بوكا.

وتعرضت الحافلة للاعتداء على رغم أنها كانت تتقدم في حي نونيز الراقي باتجاه ملعب ريفر بلايت بمرافقة من عناصر الشرطة. وأظهرت اللقطات أن الحافلة كانت تتقدم في شارع عريض محاطة بدراجين من الشرطة، قبل أن تتعرض للرمي بالحجارة والمقذوفات لدى وصولها الى منعطف تجمع عنده المئات على الأقل من مشجعي ريفر بلايت.

وأقر الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري ومحافظ بوينوس ايريس هوراسيو رودريغيز لاريتا، بوجود تقصير في عمل أجهزة حفظ الأمن السبت.

وأعلن المسؤول المكلف أمن العاصمة الأرجنتينية مارتن أوكامبو الإثنين استقالته من منصبه على خلفية أحداث السبت.

- بدائل؟ -

وغداة تقدم مدينة جنوى الإيطالية باقتراح لاستضافة المباراة، أقدمت الشركة التي تدير ملعب مينيراو في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية على خطوة مماثلة. وجاء في بيان صادر عن إدارة الملعب، "مينيراو بتصرف كونميبول (...) لإقامة المباراة".

وهي المرة الثانية التي تؤجل فيها مباراة في الدور النهائي هذا الموسم، لكن لأسباب مختلفة. فمباراة الذهاب كانت مقررة في العاشر من الشهر الحالي، لكن أرجئت لليوم التالي بسبب الأمطار الغزيرة.

وهذه المرة الأولى التي يقام فيها نهائي البطولة القارية بين فريقين أرجنتينيين، ويخوضها الفريق الزائر دون جمهوره بسبب منع سفر جمهور الضيوف منذ 2013 بسبب الشغب. ويعود الفوز الأخير لبوكا جونيورز بلقب المسابقة إلى 2007 عندما ظفر بلقبه السادس. أما ريفر بلايت فيسعى الى التتويج به للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015.

وسيكون هذا النهائي الأخير بنظام الذهاب والإياب لكوبا ليبرتادوريس، حيث تقرر اعتماد نظام المباراة النهائية اعتبارا من العام المقبل، على أن يقام النهائي الأول في العاصمة التشيلية سانتياغو.

وسيمثل الفائز باللقب، أميركا الجنوبية في كأس العالم للأندية المقررة في الإمارات في كانون الاول/ديسمبر المقبل.

وتعود أول مواجهة بين الفريقين الى العام 1913، وانتهت بفوز ريفر بلايت 2-1، لكن بوكا يتفوق في تاريخ لقاءات الفريقين بـ 88 انتصارا مقابل 81 لمنافسه، في حين انتهت 78 مباراة بالتعادل.