لم تختلف نهاية تجربة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد الإنكليزي عن نهاية تجربته مع ريال مدريد الإسباني بعدما تعرض للإقالة من منصبه بسبب سوء النتائج وتراجع الفريق فنياً تحت إشرافه .

وعلى عكس تجارب مورينيو السابقة مع أندية بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنكليزي و إنتر ميلان الإيطالي ، التي غادرها مرفوع الرأس بفضل الإنجازات الكبيرة التي حققها مع الفرق الثلاثة ، إلا ان تجربته مع مانشستر يونايتد تم تصنيفها في خانة التجارب الفاشلة بالنظر إلى الحصيلة السلبية التي حققها مع الفريق منذ تعيينه على رئاسة جهازه الفني في شهر يوليو من عام 2016.

فشل تعاقداته

ورغم التعاقدات الكبيرة والعديدة التي أبرمتها إدارة مانشستر يونايتد بناء على طلب مورينيو على مدار ثلاثة اعوام يإنفاق قارب من نصف مليار يورو ، إلا ان النتائج لم تضاهِ&ما تم صرفه على الفريق، &لدرجة انه خاض اغلب مبارياته هذا الموسم بمجموعة من اللاعبين كان قد وجدهم في الفريق عند مجيئه.

قلة انتصاراته

ومنذ مباراته الأولى على رأس الجهاز الفني للفريق أمام ليستر سيتي التي كسبها على كأس الدرع الخيرية وحتى مباراته الأخيرة التي خسرها أمام ليفربول في بطولة الدوري الإنكليزي، خاض مورينيو مع مانشستر يونايتد 144 مباراة رسمية في مختلف الاستحقاقات المحلية والقارية ، حيث لم تتجاوز نسبة الفوز فيها سوى 58% ، وهي نسبة تعتبر متواضعة بالنسبة لفريق مثل مانشستر يونايتد ومع مدرب مثل مورينيو حيث يفترض ان تتجاوز النسبة 80%.

هذا ولم يحقق مورينيو مع اليونايتد في الدوري المحلي سوى 42% خلال الموسم الجاري ، حيث اقيل من منصبه بعدما بلغ الفارق 19 نقطة بينه وبين ليفربول المتصدر ، مما جعل لحاقه بالصدارة مهمة شبه مستحيلة في ظل النتائج السلبية التي يسجلها الفريق منذ بداية الموسم.

تواضع الانجازات

اما بالنسبة للإنجازات التي حققها مورينيو مع مانشستر يونايتد فقد كانت متواضعة جداً ، بعدما عجز عن الفوز بلقب الدوري الممتاز مكتفيا بالوصافة التي نالها الموسم الماضي، في وقت انهى موسمه الأول متخلفاً عن المراكز الأربعة الأولى في سلم الترتيب .

و احرز "اليونايتد" في عهد مورينيو ثلاثة ألقاب فقط، بعدما دشن تجربته مع الفريق بتحقيق كأس الدرع الخيرية ثم كأس الرابطة الإنكليزية ثم لقب الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ) في عام 2017.

وظهر الفشل الذريع لمورينيو مع مانشستر يونايتد في مسابقتي دوري أبطال أوروبا و الدوري الإنكليزي ، ففي البطولة الأولى اكتفى ببلوغ دور الستة عشر في موسم (2017-2018) &ولكنه خرج على يد إشبيلية الإسباني بعد خسارته على ملعبه بـ"الاولدترافورد" ، أما في البطولة الثانية لم يكن حلول الفريق وصيفاً في 2018 سوى نتيجة لتراجع نتائج ليفربول وأرسنال وتوتنهام هوتسبير بدليل ان الفارق بينه وبين المتصدر مانشستر سيتي قد بلغ 19 نقطة كاملة .

وتعتبر تجربة مورينيو مع مانشستر يونايتد من حيث الحصيلة و طريقة الخروج و الرحيل مشابهة لتجربته مع ريال مدريد الإسباني الذي وفر له كل متطلباته الفنية ، إلا انه فشل بالرغم من ذلك في تحقيق الألقاب و البطولات التي كان تستهدفها إدارة النادي الملكي ، بعدما اصطدمت احلام "السبيشل ون" بالفترة الذهبية التي كان يعيشها برشلونة في تلك الفترة على الصعيدين المحلي والقاري ، ليكتفي بلقبي كأس الملك عام 2011 والدوري الإسباني عام 2012 &قبل ان يغلق وراءه&باب "السانتياغو برنابيو" مودعاً وعائداً إلى قلعة "الستامفورد بريدج" بالعاصمة الإنكليزية لندن .