رغم عراقة نادي ليفربول الإنكليزي في المسابقات القارية كأحد أكثر الاندية الإنكليزية و الأوروبية تتويجاً بلقب دوري أبطال أوروبا الذي ناله خمس مرات ، إلا انه سجل تراجعاً في السنوات العشرة الأخيرة بدليل انه تجاوزه دور المجموعات في النسخة الحالية من المسابقة القارية وبلوغه دور الستة عشر من البطولة قد جاء للمرة الأولى منذ موسم (2008-2009) عندما اقصي أمام مواطنه تشيلسي في ذات الدور.
ومن اللافت للنظر ان تأهل ليفربول للدور ثمن النهائي من دوري الأبطال ، قد تحقق بشق الانفس ، وجاء بعد جهود مضنية ، إذ كانت تكاليفه باهضة جداً بعدما اضطر إلى القيام بتعاقدات مكلفة ، وتغيير عدد هام من المدربين.
و يكشف تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية عن حجم الانفاق الذي بلغه ليفربول من اجل التأهل للمسابقة القارية الأغلى ، والاستمرار في منافساتها لما بعد دور المجموعات ، بعدما بقي أعواماً عاجزاً عن تحقيق ذلك.
وبحسب التقارير الإحصائية فان التعاقدات التي أبرمها ليفربول منذ موسم (2009-2010) و حتى الميركاتو الشتوي المنصرم ، قد كلفت خزينته 861 مليون يورو ، بعدما جلب إلى معقله بـ"الآنفيلد رود" اسماء وازنة في كافة الخطوط في صورة الأوروغوياني لويس سواريز و الإنكليزي آندي كارول و الإيطالي ماريو بالوتيلي و المصري محمد صلاح و اسماء اخرى عديدة ، حيث بدأ إنفاق "الليفر" من 43 مليون يورو ليصل في الموسم الجاري إلى 168 مليون يورو .
أما على مستوى الجهاز الفني ، فقد عمد ليفربول إلى التعاقد مع 5 مدربين منذ عام 2009 بداية بالإسباني رافائيل بينيتيز مروراً بالإنكليزي روي هودجسون والاسكتلندي كيني دالغليش والإيرلندي برندان رودجرز ونهاية بالألماني يورغن كلوب الذي يدرب الفريق منذ شهر أكتوبر من عام 2015.
و بالرغم من ارتفاع التكاليف التي تكبدتها خزينة ليفربول ، إلا ان النادي عجز عن مجاراة إيقاع المنافسات السريع سواء في الدوري الإنكليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا.
وعلى الصعيد المحلي ظل ليفربول صائماً عن التتويج بلقب الدوري الممتاز منذ انطلاقه في عام 1992 ، لتبقى افضل نتيجة حققها ، بإحتلاله مركز الوصافة في عام 2014 ، والتي تأهل على اثرها بشكل مباشر لمسابقة دوري أبطال أوروبا ، بينما كان ثاني أفضل مراكزه، هو احتلاله المركز الرابع في الموسم الماضي ، ليضطر إلى خوض الدوري التمهيدي المؤهل لدور المجموعات ، فيما بقية المواسم كان خارج المراكز الأربعة الأولى ، إلا انه في هذا الموسم يحتل المركز الثالث ، مؤمناً بقدرته على تحقيق مركز الوصافة بعدما حسم مصير اللقب لصالح مانشستر سيتي.
اما على الصعيد القاري ، فأن افضل مشاركاته كانت في مسابقة الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ) عندما تمكن من بلوغ نهائي نسخة عام 2016 الذي خسره أمام إشبيلية بثلاثة أهداف مقابل هدف بينما بقية مشاركاته كانت مخيبة للآمال.
ومن اللافت للنظر ان المقارنة بين ليفربول وبقية الأندية الإنكليزية والأوروبية تؤكد بأن الانفاق و تغيير الأجهزة الفنية لم يكن جزءا من العلاج ، بل كان تعقيداً لمشاكل الفريق ، خاصة انه فرط في افضل اسمائه و ظل يعيش على وقع المراحل الانتقالية مع بداية كل موسم بتشكيلة تتغير بعد كل ميركاتو صيفي ، وهو ما جعل الفريق يدفع ثمنها من نتائجه في نهاية الموسم.
هذا وتحولت قلعة "الآنفيلد رود" إلى حقل تجارب للاعبين ، كما حدث مع الأوروغوياني لويس سواريز و البرازيلي فيليب كوتينيو ، وقد يتكرر ذلك مع المصري محمد صلاح ، والذين بمجرد تألقهم يتم خطفهم من قبل كبار أندية القارة العجوز ، دون ان يستفيد ليفربول من عائداتهم المالية في الحفاظ على أداءه و مردوده الفني.
شاهد الإحصائية:
|
التعليقات