يستعد الايطاليون بقلب يغمره الحزن، لمتابعة نهائيات كأس العالم في كرة القدم 2018 في روسيا، البطولة الأغلى التي توجوا بلقبها أربع مرات، ويغيبون عنها هذا الصيف للمرة الأولى منذ 60 عاما.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، عندما فشلت ايطاليا في تخطي عقبة السويد في الملحق الأوروبي، دخلت كرة القدم المحلية في أزمة لم تخرج منها بشكل كامل حتى الآن، لاسيما مع استمرار الترقب حول تعيين مدرب دائم للأتزروي خلفا لجانبييرو فنتورا الذي أقيل في أعقاب الفشل المفاجىء.

المفارقة ان الأندية الايطالية تمكنت هذا الموسم من تقديم نتائج طيبة لمشجعيها، مع بلوغ يوفنتوس الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا والخروج "الدرامي" أمام ريال مدريد حامل اللقب في الموسمين الماضيين، وبلوغ روما الدور نصف النهائي قبل الخروج أمام ليفربول والمصري محمد صلاح، الابن المدلل سابقا في العاصمة الايطالية.

لكن مع اقتراب الموسم المحلي من نهايته في ظل تفوق بات معتادا في الأعوام الماضية لنادي السيدة العجوز، يجد الايطاليون أنفسهم على الهامش مع اقتراب موعد المونديال الروسي المقام بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو. وبدلا من ان يستعد المنتخب لمحاولة إحراز لقبه العالمي الخامس والأول بعد 2006، سيكتفي بخوض مباراتين وديتين ضد فرنسا والسعودية، ضمن استعداداتهما لخوض النهائيات.

وقال حارس المرمى الاسطوري للمنتخب جانلويجي بوفون عن الفشل في بلوغ المونديال "سأندم على ذلك طوال حياتي".

أضاف الحارس الأربعيني الذي أجهش بالبكاء بعد مباراة الاياب ضد السويد (صفر-صفر بعد الخسارة ذهابا صفر-1) "حرمنا الأطفال من ان يكون لهم قلب ينبض بكرة القدم خلال كأس العالم".

هؤلاء الأطفال باتوا يميلون الى تشجيع الأرجنتين، منتخب لاعب يوفنتوس باولو ديبالا، أو بلجيكا التي يدافع عن ألوانها لاعب روما راديا نانيغولان. 

- مشاهدة "صعبة" -

ويرى الحارس الأسطوري للمنتخب الايطالي دينو زوف، أكبر اللاعبين تتويجا باللقب عندما رفع كأس 1982 عن عمر 40 عاما، ان الايطاليين لن يستغنوا عن متابعة المونديال، على رغم صعوبة غياب منتخبهم عنه.

وقال لوكالة فرانس برس "ان تضطر ايطاليا لمتابعة مونديال لن تكون حاضرة فيه، ليس أمرا طبيعيا. هذه لن تشبه كأسا للعالم، الا انها تبقى كأسا للعالم. الناس في ايطاليا متعلقون جدا بكرة القدم وسيتابعونها رغم كل شيء. الا انه سيكون من الصعب رؤية، مثلا منتخبا مغمورا يشارك، بينما نحن الذين دون اسمنا في تاريخ كرة القدم مع أربعة ألقاب، حرمنا من ذلك".

وبحسب روبرتو غاندولفي، نائب رئيس شركة التجهيزات الرياضية الايطالية "إيريا" التي ستكون حاضرة من خلال الملابس التي تزود بها منتخب ايسلندا، فالغياب الايطالي عن كأس العالم ستكون له انعكاسات مالية.

وقال "لدينا ايسلندا والأمر ايجابي جدا، لكن عندما تفكر بالنقل التلفزيوني، فالتأثير سيكون سلبيا بطبيعة الحال".

ومنذ الخروج من السباق الى روسيا 2018، لا تزال كرة القدم الايطالية غارقة في أزمة عميقة. فإضافة الى عدم تعيين مدرب دائم للمنتخب، فشلت ايطاليا في انتخاب رئيس جديد لاتحاد الكرة، وتراجع المنتخب الى المركز 20 في تصنيف الاتحاد العالمي للعبة (فيفا)، وهو الأدنى له تاريخيا.

ويشدد المعلقون الايطاليون على حاجة المنتخب الى إعادة بناء شاملة، تركز بشكل أساسي على اللاعبين الشبان، في سبيل التحضير لكأس أوروبا 2020، والتي ستكون أول موعد كبير للمنتخب بعد خيبة المونديال.

الا ان السؤال المطروح هو من سيكون المدرب القادر على قيادة المنتخب في إحدى أكثر المراحل حساسية في تاريخه؟ لويجي دي بياجيو يتولى المهام موقتا، ويتوقع ان تحسم السلطات الكروية هذا الشهر خيارها، والذي يميل لصالح المدرب السابق لمانشستر سيتي الانكليزي روبرتو مانشيني.

وقال مانشيني "عدم رؤية الأتزوري (في كأس العالم) لن تكون جيدة بالنسبة إلينا (...) علينا ان نؤمن ان المنتخب الوطني قادر على العودة بين الأفضل في العالم".

واعتبر الدولي السابق ان ايطاليا "لا تتمتع حاليا بالأبطال الكبار الذين حظيت بهم دائما، الا ان لديها لاعبين جيدين لأن اللاعبين الجيدين دائما ما يولدون في ايطاليا".

وسيكون التمثيل الايطالي الوحيد في المونديال على صعيد الحكام، اذ يشارك أربعة، بينهم ثلاثة سيتولون العمل ضمن فريق تقنية المساعدة بالفيديو ("في ايه آر")، علما ان عملية اختيار حكام الفيديو الـ 13 تمت من قبل الحكم الايطالي الشهير السابق بيار لويجي كولينا.