وجد ثلاث من ابرز الأساطير في تاريخ الكرة الإسبانية انفسهم في مفترق الطرق لتحديد مستقبلهم الرياضي مع نهاية الموسم الجاري (2017-2018) حيث احتار كل منهم في اتخاذ قراره النهائي بين اعتزال اللعب أو الاستمرار في الملاعب وتغيير الأجواء ، و يتعلق الأمر بلاعب الوسط أندريس إنييستا نجم برشلونة ، والمهاجم فرناندو توريس نجم أتليتكو مدريد ، و الحارس إيكر كاسياس نجم ريال مدريد وبورتو البرتغالي.

إنجازات دولية
 
ومن اللافت للنظر ان الأساطير الثلاثة، قد ارتبطت أسماءهم بالإنجازات الكبيرة التي حققها المنتخب الإسباني في السنوات العشرة الأخيرة عندما توج بلقبي كأس أمم أوروبا و كأس العالم.
 
فلقب بطولة كأس أمم أوروبا لعام 2008 حمل بصمة المهاجم توريس الذي كان لا يزال في شبابه عندما سجل هدف الانتصار الوحيد بالنهائي في مرمى الألماني يانز ليمان.
 
 اما أندريس إنييستا فهو بطل ونجم نهائي مونديال 2010 بجنوب افريقيا ، عندما سجل هدف الانتصار و التتويج في مرمى المنتخب الهولندي قبل 4 دقائق من نهاية الأشواط الإضافية .
 
في حين ان الحارس كاسياس كان نجم عرين منتخب بلاده في ثلاثة نهائيات انتهت بتتويج المنتخب الإسباني ببطولتي كأس أمم أوروبا عامي 2008 و 2012 و كأس العالم لعام 2010 خاصة عندما تصدى لإنفرادة الجناح الهولندي آريين روبن.
 
مستقبل غامض
 
هذا وقرر إنييستا ترك برشلونة بعدما قضى في صفوفه نحو 20 عاماً ، دون ان يحدد وجهته القادمة رغم انه أكد في مؤتمره الصحفي الأخير بالنادي ، بأنه لن يواجه مستقبلاً ناديه الكتالوني ، ليفهم من ذلك على ان وجهته ستكون خارج قارة أوروبا ، إذ سيلعب في الدوري الأمريكي أو أحد الدوريات الآسيوية على غرار ما فعله زميله الأسبق تشافي هيرنانديز الذي انتقل إلى السد القطري ، و لو ان كافة التقارير تؤكد ان "الرسام" يفضل شرق القارة الصفراء على غربها.
 
و وفقا لما اوردته صحيفة "ماركا" الإسبانية فإن "الرسام الإسباني" يفاضل بين الدوري الياباني و الدوري الصيني لخوض تجربة جديدة ، لكن انتقاله إلى الدوري الاسترالي او الدوري الامريكي يبقى احتمالاً وارداً في إشارة إلى ان إنييستا يملك عروض مغرية عديدة هو بصدد الاختيار بينها على ضوء معايير فنية و آخرى مالية.
 
اما الحارس كاسياس و رغم بلوغه سن السابعة والثلاثين عاماً ، إلا ان احتمال اعتزاله يبقى ضئيلاً ، لكونه يفضل البقاء في الملاعب لسنوات اخرى خاصة ان مركزه يساعده على ذلك في ظل مستواه المتميز.
 
هذا ويفاضل كاسياس بين احتمالين رئيسيين ، اما الاستمرار مع نادي بورتو و تمديد عقده معه حتى يونيو 2019 خاصة بعدما ساهم في تتويجه بلقب الدوري البرتغالي لأول مرة منذ عام 2013 ، أو الرحيل عنه والانتقال إلى خارج اوروبا ، وتحديداً بالانتقال للدوري الأمريكي الذي يستهويه منذ أعوام ، ولكن قراره سيبقى متوقفاً على موقف إدارة النادي ومدرب الفريق في تحديد مصيره النهائي.
 
اما المهاجم فرناندو توريس ، وبعدما انتهت علاقته بناديه الأصلي اتلتيكو مدريد بنهاية الموسم الجاري فلا يزال هو الآخر لم يحسم مستقبله ، حيث تشير التقارير إلى انه يمتلك خيارات عديدة .
 
ورغم فرصة المهاجم المخضرم باللعب في الدوري الأمريكي أو الصيني ، إلا ان تعيين زميله الاسبق في ليفربول الإنكليزي ستيفن جيرارد مدرباً لنادي غلاسكو رينجرز الإسكتلندي قد يمنحه فرصة للاستمرار في الملاعب الأوروبية ، وخوض غمار دوري أبطال اوروبا ، واللعب تحت أمرة جيرارد في اول تجربة له كمدير فني لأحد الأندية الكبيرة ، مما يجعل توريس في هذه الحالة يضحي بالمزايا المالية من اجل الحصول على فرصة فنية وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.