غالبا ما تواجه عولمة الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم انتقادات: جذب النجوم يحرم اللاعبين الانكليز من الفرص ويضعف المنتخب. لكن ماذا لو كان الأمر معكوسا لدى المدربين؟ ماذا لو قدم مزيد من الأجانب كالألماني يورغن كلوب والاسباني جوسيب غوراديولا؟

ضمت التشكيلة الرسمية التي اختارها مدرب المنتخب غاريث ساوتغايث 15 لاعبا من الفرق الاربعة الكبيرة التي يشرف على ادارتها الفنية مدربون نجوم (وأجانب): مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ليفربول وتوتنهام.

حطم الاسباني جوسيب غوارديولا كل الأرقام القياسية في الدوري الإنكليزي الممتاز مع الـ "سيتيزنس"، بينما حل البرتغالي جوزيه مورينيو ثانيا مع "الشياطين الحمر". خلفهما، حقق الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عجائب مع الـ "سبيرز"، بينما قاد الالماني يورغن كلوب ليفربول الى المركز الرابع في الدوري والى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.

في "سيتي"، ساهم غوارديولا بطريقة فاعلة في تحسين مستوى رحيم سترلينغ، كايل ووكر، جون ستونز وفابيان ديلف، وجميعهم وجهت اليهم الدعوة للتواجد في المونديال الروسي. 

وبالنسبة الى ديلف، كان المدرب الكاتالوني سببا في ولادته الجديدة. ويقول اللاعب "بالتأكيد (...) بالنسبة إلي، هو (غوارديولا) عبقري".

أمضى لاعب خط الوسط البالغ من العمر 28 عاما معظم مسيرته الكروية كظهير أيسر، لكن غوارديولا نجح في الاستفادة من مؤهلاته وحوله الى اللعب في خط الوسط.

- تأثير برشلونة -

ويوضح ديلف لوكالة فرانس برس "لقد فتح عيني على الكثير من الاشياء، لم اتخيل ابدا كرة القدم كما يفعل +بيب+".

وتابع "أنا إنكليزي تقليدي جدا، أؤمن بالعمل والتفاني، وأعطي كل شيء، والجميع يعرف أنني هنا للقتال، للحصول على الفرص الثانية واللعب على الطريقة الإنكليزية. الان، الأمر يتعلق بالهدوء والذكاء مع الكرة".

بالنسبة لساوثغايت، فالأمر يتعلق بصفقة رابحة. 

بحسب مدرب المنتخب، كان لغوارديولا وفوزه بلقبي مسابقة دوري ابطال اوروبا عامي 2009 و2011 مع برشلونة أثر على كرة القدم العالمية.

وقال "تأثير فريق برشلونة هذا منذ سبع سنوات كان ضخما"، مضيفا "هو مبتكر، عندما أشاهد كرة القدم التي يلعبها الأطفال الآن، عندما أراهم يلعبون الكرة في الدفاع، لا أرى (المدربين) يضعون أيديهم على رؤوسهم ويصرخون +مرروا الكرة الى الامام!+. أعتقد أن ذلك بسبب تأثير فريقه، مع أشخاص مثل أندريس انيستا وتشافي".

- كاين "تعلم كثيرا" -

الا ان غوارديولا بالتأكيد ليس الوحيد الذي غير العادات البريطانية.

في توتنهام، ساهم بوكيتينو في تطوير مستوى العديد من النجوم الشابة الإنكليزية: هاري كاين، ديلي ألي، إريك داير، داني روز وكيران تريبيه... جميعهم تعلموا كرة قدم تعتمد على الاستحواذ والضغط.

تحدث كاين عن بداياته بإشراف بوكيتينو الذي تسلم الادارة الفنية للفريق اللندني الشمالي صيف 2014. وقال "تعلمت الكثير في هذا الوقت القصير (...) كان مدافعا، لذلك فهو يعرف ما على المهاجم القيام به للتفوق".

في ليفربول، برزت موهبة ترينت ألكسندر-أرنولد (19 عاما) في الموسم المنصرم. المدافع الايمن خاض مباراته الدولية الاولى الخميس عندما فازت انكلترا على كوستاريكا (2-صفر) بعد موسم متميز في إشراف المدرب الالماني يورغن كلوب.

ويقول قائد ليفربول الدولي جوردان هندرسون "بالنسبة لنا نحن اللاعبون، نشعر بالفخر للعب في إشراف مدرب مثله، لأننا نتعلم منه الكثير".

في أولد ترافورد، استعاد مانشستر يونايتد صلابته الدفاعية بفضل مورنيو. وستستفيد انكلترا من المدافعين فيل جونز وآشلي يونغ. هذا الأخير صاحب الـ 32 ربيعا والذي كان يلعب جناحا في السابق قبل ان "يحوله" مورينيو الى ظهير أيمن، نجح في اقناع ساوثغايت للاعتماد عليه في العرس العالمي على حساب الموهوب راين برتران الذي لعب أساسيا طيلة التصفيات.