حقق منتخب الأردن أقوى مفاجآت دور المجموعات في كأس آسيا 2019 لكرة القدم عندما فاز افتتاحا على أستراليا حاملة اللقب قبل أن يتصدر مجموعته، وفي طريقه لمواجهة فيتنام الأحد في دور الـ16، كان الانضباط والتزام لاعبيه أبرز مفاتيح التأهل.

يشرح مدرب النادي الأهلي الأردني عيسى الترك لوكالة فرانس برس نقاط قوة "النشامى"، فيرى أن "الانضباط التكتيكي لدى اللاعبين كان الأهم، خصوصا التمركز الدفاعي والانطلاق بمرتدات منظمة والاعتماد على الركلات الثابتة، سواء الركنية أو الأخطاء وأيضا على المهارة الفردية".

وتابع "الانضباط كان واضحا خصوصا عند فقدان الكرة. يعود الفريق الى منتصف ملعبه، بحثا عن عملية توازن كمنظومة واحدة ثم الانطلاق".

تغلب الأردن على أستراليا برأسية أنس بني ياسين قبل التفوق على سوريا بهدفي نجمه الشاب موسمى التعمري وطارق خطاب.

بدوره تحدث المدرب والمحاضر الآسيوي ديان صالح عن "تكتيك جيد للمدرب وانسجام بين الجهاز الفني واللاعبين. المنتخب يطبق الواجبات بشكل كبير من خلال الالتزام والانضباط التكتيكي في المناطق الدفاعية، في الثلث الأخير كما في الوسط".

وتابع "نملك أقوى طرفين في البطولة ياسين البخيت وموسى التعمري، إضافة إلى لاعبي ارتكاز مميزين هما خليل بن عطية وبهاء عبد الرحمن مع خط خلفي قوي وخبرة كبيرة لحارس المرمى (عامر شفيع)".

وأشاد صالح بـ"عطاء لا محدود من اللاعبين داخل الملعب. تواصلهم مع بعض خلال المباريات كان من نقاط القوة".

- سقف التوقعات -

لم يكن الأردن مرشحا للمنافسة قبل البطولة، لا بل تعرض مدربه البلجيكي فيتال بوركيلمانز لانتقادات بسبب النتائج الودية السلبية على غرار الخسارة أمام قرغيزستان وقطر ثم التعادل مع الصين.

كما أن الأردن حل في مجموعة صعبة، تضم أستراليا حاملة اللقب وسوريا التي كانت من المرشحين للذهاب بعيدا، وفلسطين.

يضيف الترك صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الأردنية "كان سقف التوقعات منخفضا قبل البطولة، حتى نظرة المنتخبات الأخرى تجاهنا. العمل الجاد للمنتخب والمدير الفني فيتال من خلال المعسكرات ونوعية المباريات (القوية) التي أجراها المنتخب في آخر خمسة أشهر كانت اثارها ايجابية".

- حمل على التعمري وشفيع -

يعول الأردنيون كثيرا على التعمري (21 عاما) لاعب أبويل نيقوسيا القبرصي الذي وعد قبل البطولة بأنه سيكون من أفضل لاعبي العالم.

يرى صالح أن الجناح الماهر الذي ذكرت تقارير ان فيورنتينا الإيطالي مهتم به "ينتظره مستقبل كبير في الدوري الإنكليزي أو الإيطالي. لاعبو استراليا بمعظمهم محترفون وكان ندا قويا لهم. أيضا مع فريقه أبويل يحمل الفريق بمعظم الأوقات بأهدافه وتمريراته الحاسمة".

بدوره يعتبر الترك "يستحق أن يكون التعمري في أندية كبرى في أوروبا. لاعب شاب يملك طموحا كبيرا. مهاري يملك حلولا فردية هائلة يعتمد عليها المنتخب. مع تقدم البطولة تزداد خبرته وسيكون رقما صعبا على الخصوم في دور الـ16 وثمن النهائي في حالة الحلول الفردية".

وعن الحارس شفيع "لاعب كبير يخوض بطولته الرابعة بعد 2004 و2011 و2015. خبرته الكبيرة ساعدت المنتخب كثيرا من الناحيتين الفنية والنفسية. يستمد اللاعبون الثقة منه وسيكون الحمل على عامر في المراحل المقبلة ونعول عليه كثيرا".

لن تكون مواجهة فيتنام سهلة بحسب الترك "لأنه (منتخب) منظم أيضا. نحتاج الى استراتيجية مختلفة. في المعسكر الاعدادي كان هناك تحضير لمواجهة أساليب مختلفة".

أساليب قد تجد حلولها في البدائل كما يشرح صالح "البدائل تخدم المدرب بشكل كبير. ما يميز الأردن وجود 23 لاعبا بمقدورهم اللعب كأساسيين. منذ فترة لم يمر على المنتخب بدائل مماثلين".