ريال مدريد أبعد ما يكون الفريق الوحيد الذي استعان بخدمات مدرب ناجح سابق، مثلما فعل مع الفرنسي زين الدين زيدان: سبقه تشلسي الإنكليزي مع البرتغالي جوزيه مورينيو وبايرن ميونيخ الألماني مع يوب هاينكس، وأندية أخرى غيرهما.

. بايرن صاحب الاختصاص في الاستعانة بمدربيه السابقين

"في البراميل القديمة نحصل على أفضل جعة"، هي المقولة الشائعة في بايرن ميونيخ، الاختصاصي الكبير في الاستعانة بخدمات مدربيه السابقين. أحدث مثال على ذلك هو يوب هاينكس الذي قاد الفريق البافاري لأول مرة بين عامي 1987 و1991 وتوج معه على الخصوص بلقب البوندسليغا مرتين (1989، 1990) قبل أن يعود في خريف عام 1991 في أعقاب بداية معقدة لهذا الموسم.

"إقالة هاينكس كانت أكبر خطأ في مسيرتي"، هذا ما قاله لاحقا أولي هونيس الذي كان وقتها مديرا رياضيا لبايرن ميونيخ. تمت الاستعانة بهاينكس لفترة مؤقتة وجيزة عام 2009، قبل أن يستلم الإدارة الفنية بين عامي 2011 و2013. عام 2013، كان رائعا حيث توج خلاله النادي البافاري بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليان ومسابقة دوري أبطال أوروبا). حتى أنه عاد لتدريب الفريق للمرة الرابعة في 2017-2018، وقاده إلى إحراز لقب الدوري المحلي وبلوغ الدور نصف النهائي للمسابقة القارية العريقة حيث أقصي على يد ريال مدريد الذي توج لاحقا باللقب بقيادة... زيدان.

المدرب أوتمار هيتسفيلد أيضا، قاد النادي البافاري مرتين، الأولى كانت طويلة ومثمرة في الفترة من 1998 إلى 2004، توج معه خلالها على الخصوص بأربعة ألقاب في البوندسليغا (1999، 2000، 2001، 2003)، دوري أبطال أوروبا (2001)، فيما كانت الفترة الثانية قصيرة في 2007-2008، مع لقب آخر في الدوري.

وبدوره أشرف الإيطالي جوفاني تراباتوني على تدريب بايرن ميونيخ مرتين في 1994-1995، ثم من 1996 إلى 1998 وقاده على الخصوص إلى الفوز بلقب الدولي (1997).

كما استعان بايرن ميونيخ في فترتين قصيرتين بالقيصر فرانتس بكنباور في عامي 1994 و1996. قاده إلى لقب الدوري (1994) وكأس الاتحاد الأوروبي في عام 1996 بفوز في المباراة النهائية على بوردو الفرنسي بقيادة... زيدان.

. "الاستثنائي" مع تشلسي

البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان مرشحا بدوره للعودة إلى ريال مدريد، درب تشلسي الإنكليزي مرتين. أصبح المدرب الأعلى راتبا في العالم خلال فترة توليه تدريب النادي اللندني للمرة الأولى من 2004 إلى 2007، حيث قاد البلوز إلى لقبين في الدوري الإنكليزي الممتاز (2005، 2006). لكنه فشل في الفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا وترك النادي بعد نزاع مع مالكه الروسي رومان أبراموفيتش. عادت المياه إلى مجاريها بين الرجلين فعاد البرتغالي إلى تدريب تشلسي من 2013 حتى 2015. توج مرة أخرى بلقب الدوري الممتاز قبل أن تتم إقالته في نهاية عام 2015 بعد سلسلة من النتائج السيئة، مما أثار سخرية وسائل الإعلام الإنكليزية التي كانت تربطه بها علاقة متوترة. وعلى سبيل المثال كتبت صحيفة "إنديبندنت" في مقالها "الإقالة مرتين، ذلك هو الاستثنائي".

. المعلم كابيلو في ميلان ... وريال مدريد

أشرف فابيو كابيلو على تدريب ميلان للمرة الأولى لمدة 10 أشهر في عام 1987، ولكنه صنع لنفسه اسما في أسطورته التدريبية بقيادته من 1991 إلى 1996 بسجل حافل من الألقاب: 4 ألقاب في الدوري (1992 و1993 و1994 و1996) ولقب في دوري أبطال أوروبا (1994) وآخر في الكأس السوبر الأوروبية (1994). قاد ريال مدريد في موسم واحد (1996-1997) توج معه بلقب الدوري الإسباني، وعاد إلى ميلان لموسم واحد دون أن يحصل على أي لقب هذه المرة. أمضى موسما آخر مع ريال مدريد في 2006-2007 حيث توج معه مرة أخرى بلقب الدوري على الرغم من إدارته المخيبة، فقد قام باستبعاد الإنكليزي ديفيد بيكهام على سبيل المثال من التشكيلة بعد إعلان الأخير عن تركه النادي، كما استبعد مؤقتا المهاجم البرازيلي رونالدو. أقيل المدرب الإيطالي في نهاية الموسم.

. فان غال، الهولندي الآخر لبرشلونة

على الرغم من أن ليس لديه هالة مواطنه يوهان كرويف، فقد قاد الهولندي لويس فان غال برشلونة إلى لقبين في الدوري الإسباني (1998، 1999) وكأس السوبر الأوروبية (1997). عاد المدير الفني الهولندي مرة ثانية لقيادة دفة النادي الكاتالوني لفترة قصيرة في 2002-2003 دون أن يصيب نجاحا.

. جارديم مع موناكو

درب البرتغالي ليوناردو جارديم موناكو الفرنسي من 2014 إلى 2018، وتوج معه بلقب الدوري الفرنسي عام 2017 وقاده إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في العام ذاته. لكنه أقيل من منصبه في تشرين الأول/أكتوبر بعد بداية سيئة للموسم ... قبل الاستعانة بخدماته مجددا في نهاية كانون الثاني/يناير لإنقاذ الفريق من الهبوط.