هل تشعر بالصدمة حينما تنظر إلى مكانة وقوة الطرف المهزوم ؟ أم تشعر بالدهشة والإعجاب مما حققه الطرف المنتصر ؟ هذه هي المعادلة التي تصيب أكبر صحف العالم بالحيرة في تفاعلها مع المواجهات الكروية التاريخية مثل موقعة الآنفيلد بين ليفربول والبارسا، والتي انتهت بفوز الإنكليز برباعية تاريخية رداً على الهزيمة في كتالونيا بثلاثية دون مقابل، فقد كان شعار الإسبان "مهزلة تاريخية"، فيما ذهب الإنكليز إلى عنوان واحد، وهو معجزة في الآنفيلد.

سقوط تاريخي

من المعروف في إسبانيا أن الصحافة المدريدية لا تدعم الريال وتترقب سقطات البارسا، وهو الأمر الذي دفع صحيفة "ماركا" إلى أن تعنون "فشل تاريخي" أو سقوط تاريخي، في إشارة إلى أن الهزيمة برباعية في الآنفيلد سقطة تاريخية لا لن يغفرها الزمن لميسي ورفاقه، فيما عنونت صحيفة آس المدريدية أيضاً :"عاصفة الآنفيلد تقتلع البارسا"، وفي كتالونيا لم تجد الصحافة المقربة من البارسا منطقاً في التعاطف مع الفريق، فجاء عنوان سبورت الكتالونية ليقول :"أعظم مهزلة في التاريخ" أما موندو ديبورتيفو وهي أيضاً من الصحف المقربة من نادي برشلونة فعنونت :"سقوط حر بلا خجل".

فخر الإنكليز

على الجانب الآخر تسابقت الصحف الإنكليزية في كتابة قصائد الغزل في ليفربول، فهو فخر الكرة الإنكليزية على الساحة القارية، ويكفي أنه انتزع دوري الأبطال 5 مرات، وبلغ النهائي للمرة التاسعة، وهو الكيان الذي يشرف الكرة الإنكليزية في نهائي الموسم الماضي، ونهائي النسخة الحالية، بل إنه أصبح نظرياً الأقرب للفوز باللقب ليكون أول ألقاب الإنكليز منذ عام 2012.

و وصفت "الميرور" ما حدث في الآنفيلد بالمعجزة، وعلى خطاها وصفت صحيفة التايمز الإنتصار التاريخي لليفربول بأنه "معجزة في الآنفيلد" وفي التفاصيل قالت إنها عودة تاريخية في النتيجة، وهو ما يطلق عليه الإسبان ريمونتادا، وهي عودة تسببت في ذهول الفريق الكتالوني الذي كان أتى إلى الآنفيلد واثقاً من التأهل للنهائي القاري، فقد حسم موقعة الكامب نو بثلاثية نظيفة، كما أن ليفربول خاض مباراة الرد في الآنفيلد في غياب صلاح وفرمينيو وكيتا.

ليفربووم وجنون أحمر

وفي إيطاليا ظهر العنوان الأكثر إثارة وجاذبية في التعامل مع المباراة التاريخية، وهو عنوان صحيفة كورييري ديلو سبورت التي اكتفت بكلمة واحدة أقرب إلى اللغم، حيث عنونت :"ليفربوووم" أي ليفربول وأضافت لإسمه ما يوحي بانفجاره في وجه البارسا في موقعة كروية سيظل يذكرها التاريخ طويلاً، وفي فرنسا عنونت ليكيب :"الأحمر المجنون" في إشارة إلى السيناريو الخيالي الجنوني الذي صنعه ليفربول صاحب القميص الأحمر.